×
محافظة المنطقة الشرقية

أمير المنطقة الشرقية يؤدي صلاة الميت على رجل الأمن العريف سلطان بن صلاح المطيري

صورة الخبر

يترقب لبنان غدا الاثنين انتخاب الرئيس الثالث عشر منذ استقلال الجمهورية ، بعد سنتين ونصف السنة و45 جلسة انتخابية لم يكتمل فيها النصاب، وحتى أصبح الطريق مفتوحا أمام العماد ميشال عون، باتجاه قصر الرئاسة في بعبدا، باعتباره الخيار الوحيد لحل أزمة تعطيل الانتخاب، ولكن الشارع اللبناني، يتحسب جيدا من رمزية الرقم (13) بين التشاؤم والتفاؤل. بينما ارتفعت أسهم فوز عون ربما في الجولة الأولى من جلسة مجلس النواب، بعد أن سحب منافسه رئيس تيار «المردة» ، النائب سليمان فرنجية ترشيحه، من دون أن يسحب اعتراضه على رئاسة عون، ورغم أن انتخاب عون بات محسوما، إلا أن الدوائر السياسية في لبنان، ترى أنه ربما لا يكون محسوما بالكامل ، حتى انعقاد لحظة الجلسة الانتخابية، وأن المفاجآت متوقعة، وآخرها  خطوة  المنافس الحصري للعماد عون،  النائب فرنجية، حين دعا جميع النواب من أنصاره ومؤيديه إلى التصويت له بأوراق بيضاء غدا . الخطوة أثارت الكثير من الجدل حول خلفياتها، وبررها فرنجية بأنها تسجيل موقف من دون الوقوف في وجه ما وصفه بانها تسوية وطنية . وجاءت هذه الخطوة بعد قليل من اعلان كتلة التنمية والتحرير برئاسة نبيه بري، رئيس مجلس النواب،  تعهدها حضور الجلسة وتأمين النصاب الدستوري للجلسة وتجديد تأييدها للنائب فرنجية ، فيما كان رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط ، يؤكد أن معظم أعضائه سينتخبون العماد عون ويرى الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، إلياس حرفوش، إذ توخت هذه الخطوة تجنب تشتيت أصوات المعارضين لعون بين الاقتراع لفرنجية والورقة البيضاء، فإن أوساط زعيم «التيار الحر» رأت فيها ما يعزز فرصة انتخابه من الدورة الأولى (86 نائباً من أصل 127) بارتفاع عدد المقترعين لمصلحته بعد إزالة الحرج عن عدد من النواب إزاء الاختيار بينه وبين رئيس «المردة». وقال حرفوش لا شك أن هناك أملاً يراود كثيرين من اللبنانيين ببداية مرحلة خلاص جديدة غداً،غير أن الواقعية تقتضي الاعتراف بأن التساؤلات والشكوك هي في حجم الآمال إن لم تكن تفوقها. وسيحتاج الرئيس الثالث عشر إلى صبر أيوب للسير فوق الرمال المتحركة التي تنتظره. لكن الصبر والليونة ليسا من الخصال المعروفة عن العماد عون. وتشير قوى سياسية في بيروت، إلى أن ما أقدم عليه فرنجية، بالانسحاب من المنافسة والتصويت بورقة بيضاء من أنصاره ومؤيديه،  يشكل خطوة تكتيكية، وليس انسحابا من السباق الرئاسي، فهو أراد من خلالها أن يزيل الاحراج عن مؤيديه وتجنب ظهورهم مشتتين بين كتلتين احداهما تضم أصوات مؤيديه والأخرى تضم أصوات النواب الذين قرروا سلفا إنزال أوراق بيضاء ، وأن خطوة فرنجية ستؤدي الى ظهور كتلة بيضاء  يأمل معارضو انتخاب عون على اختلاف توجهاتهم بأن تحول أولا دون فوزه في الدورة الاولى الاقتراعية في الجلسة، أي ألا يحصل في الدورة الاولى على غالبية الثلثين بما يثبت حجما ذا دلالة سياسية لمعارضي انتخابه. ومع الاحتمال القائم، والأقرب لواقع المشاورات والاتصالات بين القوى اللبنانية، بفوز عون بمقعد الرئيس الثالث عشر، والذي ظل شاغرا أكثر من عامين، في سابقة هددت كيان الدولة اللبنانية، فإن التساؤلات التي تخيم على المشهد السياسي اللبناني، تدور حول إمكانية تعايش الأطراف والقوى اللبنانية، مع رئاسة عون والالتزامات المترتبة على ذلك، سواء من جانب رئيس الحكومة المنتظر تكليفه، سعد الحريري، أو رئيس «القوات» سمير جعجع،  ورئيس مجلس النواب، نبيه بري، ومن المتوقع ،حسب تحليل عدد من السياسيين ،  أن يكون هذا التعايش بالغ الصعوبة. وإذا كان عون والحريري، كررا كل من جانبه، أن الهم الأساسي في هذه المرحلة، استقرار لبنان ، فانه لا يمكن تجاهل التناقضات العميقة القائمة بين قادة القوى السياسية، وبحسب توضيح المحلل السياسي إلياس حرفوش، فإن أبرز هذه التناقضات ، الخلاف حول الحرب في سورية ، حيث «حزب الله» طرف أساسي، أو حول العلاقات اللبنانية العربية، واللبنانية الخليجية بشكل خاص، وللحزب مواقف منها بالغة الحدة. وكيف سيتم التوفيق في قضايا كهذه بين مواقف عون كرئيس للجمهورية ومواقف الحريري كرئيس للحكومة، إذا افترضنا سهولة وسلاسة تشكيل الحكومة برئاسته؟ وأصبح التساؤل: هل يستطيع عون الرئيس إدارة ظهره لحليفه الأساسي حزب الله الذي اختار أن يدعمه وحده على حساب الحليف الآخر سليمان فرنجيه؟ وإذا فعل عون ذلك، كما قد يراهن البعض، فماذا سيكون مصير العهد «العوني» وما هي الاحتمالات الخطرة التي قد تنتج من تحوّل مثل هذا؟