×
محافظة المنطقة الشرقية

حريق يخلي طالبات «المتوسطة الـ19» بالدمام دون خسائر

صورة الخبر

لو قُدّر للأطفال السوريين الشهداء الاتصال بالكبار، هل تعلــمون بماذا كانوا سيوصونهم؟ أبي الغالي، أمي الحــنونة، صبــّركم الله على فراقي. أوصيكم بأن ترسلوا ذلك الجراب القديم المحشو بالأوراق والخرق البالية، والذي اعتدت ركله أنا وأصدقائي، إضافة الى قطعة سكــاكر كانت جل ما استطعت جمعه في العيد، لكن من شدة فرحي بها قــررت الاحتفاظ بها وعدم أكلها والاكتفاء بالنـــظر إليها خلسة كل مـــساء قبل النوم، على أمل أن أذوق طعمها في أحلامي، أوصــيكما أمي وأبي أن ترسلا الكرة وقطعة السكاكر لأصــدقائي أطفال مضايا والزبداني، لأصدقائي أطفال كفريا والفوعة. لأصدقائي أطفال حمورية ومسرابا ودوما وسقبا. لأصدقائي أطفال كوباني والقامشلي وعفرين وعامودا. أبي الغالي، أمي الحنونة: لا تحزنوا… فإني في مكان أفضل مما كنت فيه، ومع صحبة أجمل ممن كنت معهم وتعرفت إلى مجموعة من الأصدقاء… أطفال بعمري سلكوا طريقي نفسه للوصول إلى هنا. محمد وموسى وعيسى، عمر وعلي والحسين وكاوا، عائشة ومريم وزينب ونوروز، نلعب في حدائق جميلة وكرات جديدة ولدينا الكثير من السكاكر وكل ما تمنينا أن نحصل عليه يوماً، تجمعنا المحبة والسعادة اللتان فُقدتا عندكم لذا لا تحزنوا. أمي وأبي: نحن الصغار لم ولن نعترف بهلوساتكم أنتم الكبار، فكلنا من آدم وآدم من تراب، ومجنون من يحاول عبثاً أن يفرز حبات التراب.