النحت على الأشجار فن نادر في السعودية، إذ يعتمد على العناصر النباتية، فيما يستخدم النحاتون أشجار الأثل والأرطا والسمر والغضا من البيئة المحلية. ويهدف النحاتون من هذه الحرفة إلى تنمية الحفاظ على الأشجار والنباتات المهددة بالانقراض، والمحافظة على البيئة بطبيعتها التي خلقها الله دون العبث بها. نحات يضع المهارات الأخيرة في مجسم نباتي. يقول لـ "الاقتصادية" النحات علي بن حمود الجاسر، إن فن النحت يختلف في أسلوبه عن باقي الفنون، مشيرا إلى أنه لا يتعامل مع الأشكال المسطحة مثل فن التصوير، وإنما يتضمن أشكالا مجسمة ذات أبعاد ثلاثية، والمتعة الفنية التي تتصل بأعمال النحت لا تأتي من خلال المشاهدة فقط، وإنما عن طريق الملمس والحركة المجسمة أيضاً. ويواصل حديثه قائلا: "يشكل النحات الأعمال بيديه التي هي أقدر الوسائل لنقل الحس الفني العالي باللمس، إلى جانب استخدامه بعض الخامات التي تنقل لدينا الإحساس بواقعية الشكل المنحوت كالرخام المصقول والخشب والصلب". لمسات يديوية جميلة لنحاتين سعوديين على النباتات. ويبين أن الزخارف الإسلامية نوعين هي زخارف هندسية إسلامية، وكانت تستخدم وما زالت في زخرفة المنارات والقبب الإسلامية وفي فنون العمارة الإسلامية، وتتميز بالدقة والتكرار للوحدات الزخرفية ودمج الخط العربي مع الزخارف الهندسية الإسلامية، والنوع الثاني زخارف نباتية إسلامية وهي عبارة عن أوراق نباتية منحوتة تتفرع منها أغصان في موجات غير حقيقية لا يوجد مثيل لها في الطبيعة، إلا أن أصول الزخرفة مستخلصة من النبات. ويشير إلى أن النحات يستخدم الخط العربي، وتوزيع الحرف العربي والنقوش وملامس السطوح، ومنها زخارف سريالية، كما أن من أبرز الأشجار التي يستخدمها النحات المحلي هي أشجار الكين والأثل والأرطا والسمر والغضا وغيرها من أشجار البيئة المحلية، مبينا أن المجسمات المنحوتة تحتوي على الكثير من الفلسفة، يتم من خلالها إيصال رسائل تعبيرية عن طريق النحت. شجرة تقف بحلة جديدة بعد النحت عليها. والنّحت هو أن تعمد على كلمتين أو ثلاث، أو على جملة فتؤلّف من بعض حروفها كلمة جديدة تكون دلالتها موافقة لدلالة ما أُخذت منه. والزخرفة فن من الفنون التشكيلية التي تعتمد على عناصر نباتية أو حيوانية أو خطية أو هندسية محورة أي مجردة عن الواقع توزع وفق قواعد تركيبية محددة كالتكرار والتناظر والتناوب والتقابل والتعاكس. ربما يعبر شخص ما أمام شجرة في صحراء لا يلقي لها بالا ولا يعيرها أي اهتمام، لكن ذلك لن يمر دون تمحيص وتدقيق أمام نحات الزخارف الإسلامية النباتية التي تعتمد في أساسها على أغصان أشجار محددة لا يعرفها إلا النحات، منها السمر والأرطا وأشجار الكين والأثل والغضا وغيرها، ليبدع بعد أن يشهر أدواته فيها بإظهار فن تشكيلي جميل نادرا بصناعة وأدوات ومنتج محلي. والنحت.. فلسفة تنطلق من خيالات واسعة التفكير، لتتوج جهودهم المركزة إلى واقع ملموس وحي، يلفت الانتباه ويشد الأنظار بجماله وأناقته التي رسمتها أيادي وأنامل النحات المبدع على الشجرة أو الخشب أو حتى الرخام والصلب، مستخدما أصدقاءه في العمل هم أدواته التقليدية كالأزاميل "سكاكين الحفر" والمطارق الخشبية مختلفة الأوزان والأحجام. يتمايل النحات عندما يبدأ في الابتكار في فنه بأدواته على الشجرة، حتى تخرج للعين المجردة لونا من ألوان الفنون التشكيلية الرائعة التي تبهر الناس، وهي إما كتابة أو رسما أو شعارا محددا.