قررت مجموعة "جنرال موتورز" الأمريكية لصناعة السيارات أمس استدعاء نحو 1.5 مليون سيارة من الأسواق في العالم بسبب مشاكل ممكنة في مفتاح التشغيل نسب إليها أكثر من 30 حادثا نجمت عنها 13 وفاة. وكانت جنرال موتورز استدعت الشهر الماضي 1.6 مليون سيارة وسط تساؤلات عن سبب سحب هذه الآليات بعد سنوات على اكتشاف هذه المشكلة في 2001. وذكرت المجموعة أنها لا تملك دليلا على وفاة أشخاص بسبب حوادث مرتبطة بمفتاح التشغيل في المجموعة الجديدة التي سحبتها، وأوضحت أن 90 ألفا من مفاتيح التشغيل كانت في موديلات من إنتاج 2005-2007 لكن مفاتيح مماثلة استخدمت في السيارات التي تم استدعاؤها الآن. وأضافت جنرال موتورز أنها ستقوم بفحص كل السيارات التي تم سحبها في القرار الأخير لتحديد أي منها زود بمفاتيح مصابة بأعطال. وأشارت ماري بارا المديرة الجديدة للمجموعة إلى أن الشركة لن تقدم على أي مجازفة تتعلق بالسلامة، وأن محاولة إيجاد آلاف المفاتيح بين 2.2 مليون سيارة التي وزعت المفاتيح على الآلاف من بائعي التجزئة أمر غير عملي، ومن منطلق الحرص الشديد، قررنا استدعاء باقي الطرز. فيما أوضح متحدث باسم المجموعة أن 824 ألفا من هذه السيارات ستسحب من أسواق الولايات المتحدة، والقسم الأكبر من الكمية المتبقية سيسحب من أسواق كندا والمكسيك بينما لن يزيد عدد السيارات التي ستسحب من بقية الأسواق حول العالم عن 9 آلاف سيارة فقط، وبهذا القرار يرتفع عدد السيارات التي قررت الشركة استدعاءها بسبب هذا الخلل الفني إلى 2.6 مليون سيارة. ويزيد هذا الاستدعاء الأزمة التي يمر بها العملاق الأمريكي استفحالا، فمنذ 12 شباط (فبراير) سحبت جنرال موتورز، الشركة الأولى في صناعة السيارات في الولايات المتحدة أكثر من 3.4 مليون سيارة، بشكل أساسي من أسواق أمريكا الشمالية، بسبب مشاكل متنوعة، وينحصر الخلل في مفتاح التشغيل في جزء من السيارات التي صنعت بين العامين 2003 و2007. لكن قسما من السيارات التي صنعت بعد هذا التاريخ أي بين 2008 و2011 استخدم فيه مفتاح التشغيل نفسه، ومن هنا أتى قرار الشركة بسحب الدفعة الجديدة من السيارات للتأكد من أن مفاتيح التشغيل في كل هذه السيارات سليمة. وفي الواقع فإن بعض السيارات التي تقرر سحبها صنعت أساسا بمفتاح تشغيل مختلف عن المفتاح الذي يعاني من خلل، لكن عند إصلاح هذه السيارات تم استبدال المفتاح القديم بآخر من الطراز الذي سجلت فيه اختلالات، ومن هنا وقطعا للشك فضلت "جنرال موتورز" استدعاء كل هذه السيارات للتأكد من سلامتها. وأشارت المجموعة إلى أنها لم تبلغ حتى تاريخه بوقوع أي حادث مرتبط بمفتاح التشغيل في أي من الطرازات التي قررت استدعاءها، وكانت المجموعة أوضحت في شباط (فبراير) عندما أعلنت لأول مرة عن مشكلة مفتاح التشغيل أن مكمن المشكلة هو أنه في بعض السيارات يتغير المفتاح تلقائيا وبشكل مفاجئ من وضعية التشغيل إلى وضعية الإيقاف بينما السيارة لا تزال تسير. وأوضحت المجموعة أن هذا الخلل قد ينتج عنه عدم انتفاخ وسادات الهواء المخصصة للحماية من الحوادث، ولتفادي هذه المشكلة نصحت "جنرال موتورز" بعدم تعليق مفتاح السيارة بأي علاقة مفاتيح أو أي اكسسوارات توضع عادة مع المفاتيح، وذكرت "جنرال موتورز" أن 13 وفاة نسبت إلى هذا الخلل في مفتاح التشغيل سجل آخرها الأسبوع الماضي في كندا. من جهة أخرى، أعلنت المجموعة سحب 490 ألف سيارة بيك آب، وشاحنة شيفرولية سيلفيرادو، وساب أوربان، وتاهو، وجي إم سي سييرا، ويوكون، وموديلي يوكون 2014 و2015، موضحة أن تسربا لسائل التبريد سجل في هذه الآليات لكن لم يقع أي حادث مرتبط بهذه المشكلة. إلى ذلك، استدعت "جنرال موتورز" 172 ألف سيارة مباعة من نوع كروز التي كانت قد أعلنت تعليق بيعها بدون أن تذكر السبب، وتواجه هذه السيارات مشكلة في المحور الأمامي للعجلات الذي يمكن أن يكسر أثناء القيادة، ولا يفقد السائق السيطرة على سيارته في هذه الحالة لكنها تفقد سرعتها تدريجيا إلى أن تتوقف. وبإضافة 1.8 مليون آلية استدعتها "جنرال موتورز" في آذار (مارس) بسبب مشكلة في نظام التزويد بالوقود وتعطل الوسائد الهوائية، يرتفع عدد السيارات التي سحبتها "جنرال موتورز" من الأسواق إلى 5.03 مليون سيارة. وتعتبر جنرال موتورز الشركة الثالثة عالميا في صناعة السيارات بعد اليابانية تويوتا، والألمانية فولكسفاجن، وقد أنقذتها أموال حكومية من الإفلاس في 2009، وتخضع الشركة لتحقيقات تجريها وزارة العدل ووكالة سلامة الطرق والكونجرس لمعرفة سبب تأخرها في استدعاء السيارات بعد سنوات على اكتشاف المشكلة.