لا يفصل لبنان عن استحقاقه الرئاسي المنتظر منذ سنتين ونصف السنة سوى أقل من 48 ساعة، تبلورت قبلها تدابير ما كانت تتخذ خلال الـ 45 جلسة برلمانية سابقة. فالإجراءات الأمنية ستقفل كل الطرق المؤدية إلى ساحة النجمة في قلب بيروت، ووزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب قرر إقفال المدارس الرسمية والخاصة والمعاهد والجامعات الاثنين المقبل تزامناً مع جلسة الانتخاب، باعتباره «سيكون نهاراً تاريخياً مترافقاً مع إجراءات أمنية وحركة شعبية كبيرة»، فيما أعلن «التيار الوطني الحر» عن برنامج احتفالاته بإيصال «زعيمه» النائب ميشال عون إلى سدة الرئاسة والتي تشمل نحر خراف على طريق القصر الجمهوري وتوزيع البقلاوة إضافة إلى إطلاق المفرقعات. وفي السياسة فإن عملية الـ«بوانتاج» لا تزال مرهونة نتائجها بإعلان من لم يحسم موقفه من التصويت. وأعلن النائب عن «الجماعة الإسلامية» عماد الحوت أن «الهيئات القيادية في «الجماعة» حسمت خيارها بالتصويت الاثنين بالورقة البيضاء»، موضحاً أن القرار يأتي على خلفية «عدم تكريس التعطيل وسيلة لتحقيق المكتسبات السياسية مما يغري فرقاء آخرين بممارسة الأسلوب نفسه، إضافة إلى غياب البرنامج الرئاسي المقنع عند النائب عون الذي فضّل الوصول باتفاقات ثنائية بدل الخروج على المواطنين ببرنامج رئاسي واضح ومقنع». وأشار الحوت إلى أن «المكون السني في لبنان لديه مجموعة هواجس مثل الموقف من قتال «حزب الله» في سورية والعراق واليمن، والسلاح غير الشرعي والخطاب الطائفي المتكرر، وهي هواجس لا يمكن لـ»الجماعة الإسلامية» تجاوزها». وترأس رئيس الحزب «السوري القومي الاجتماعي» علي قانصو اجتماعاً لقيادة الحزب استكمالاً لمشاورات بدأها وتتوج بلقاء رئيس المجلس النيابي نبيه بري تمهيداً لتحديد موقفه من الاستحقاق الرئاسي قبل انعقاد جلسة الانتخاب الاثنين المقبل. وأكد «لقاء الجمهورية» المجتمع برئاسة الرئيس السابق ميشال سليمان أن «التنوع في الآراء داخل الكتل النيابية أو في ما بينها، «يلبنن» الاستحقاق الرئاسي»، مذكراً بأن «قسم رئيس الجمهورية يحرره من أي التزام قطعه لهذه الكتلة أو لذاك الفريق». وشدد على «أن عملية اختيار الأنسب تحت قبة البرلمان من قبل النائب الناخب، يجب أن تتم بكل ديموقراطية، بعيداً من منطق التهديد بالويل والثبور وعظائم الأمور، كونها مسؤولية تاريخية لا تحتمل المسايرة أو التهاون». واعتبرت النائب «القواتية» ستريدا جعجع أن « لولا تضحيات «الحكيم» ووعيه لم يكن للبنان رئيس للجمهورية الاثنين. فرؤية الحكيم الصائبة أوصلتنا ليكون عندنا رئيس للجمهورية في 31 الجاري»، لافتةً إلى «أنها لحظات تاريخية نعيشها، وإن شاء الله نستمر في وضع مدماك وراء مدماك حتى نتوصل إلى بناء وطن يعيش فيه كل أبنائه بكرامة وحرية». الهيئات الاقتصادية مرتاحة ونوه رئيس «الهيئات الاقتصادية» عدنان القصار بـ»القرارات الجريئة التي اتخذتها القيادات السياسية في سبيل إنجاح التسوية السياسية»، مشدداً على أن «المواقف التي أطلقتها جميع القوى السياسية تركت ارتياحاً كبيراً لدى اللبنانيين ولدى الهيئات الاقتصادية، الأمر الذي سيكون له بالتأكيد انعكاس إيجابي في المرحلة المقبلة على الواقع الاقتصادي». وأكد أنه «بالتوازي مع انتخاب الرئيس، المطلوب تشكيل حكومة وحدة وطنية في أقرب فرصة ممكنة، كي يكون العهد الجديد قائماً على الإنتاج لا على التعطيل». وطالب «الرئيس العتيد بالشروع في ورشة إصلاح حقيقية، وإيلاء الشأن الاقتصادي اهتماماً استثنائياً»، مؤكداً أن «الهيئات الاقتصادية ستكون متعاونة مع الرئيس وستدعمه إلى أقصى الحدود، ونرفض رفضاً تاماً أن تبقى البلاد أسيرة الواقع الراهن والذي أدى إلى هجرة المستثمرين العرب والأجانب وإلى مقاطعة الرعايا الخليجيين لبنان». وشدد على أن «المهمة الأبرز للرئيس العتيد تتمثل في طَي صفحة الخلافات الداخلية، وإعادة لبنان إلى الحضن العربي، وإقامة أفضل علاقات التعاون مع البلدان الخليجية التي تبقى السند الأول والأخير للبنان، والداعم الأساسي للاستقرار والازدهار، وتصحيح العلاقات مع البلدان الخليجية، سيضخ الروح مجدداً إلى الاقتصاد اللبناني من خلال عودة السياح الخليجيين إلى لبنان وعودة الاستثمارات الخليجية التي لطالما كانت الرافد الأول لخزينة الدولة». ونوه بالزيارة «البارزة التي يقوم بها وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان لبيروت، وهي بادرة أمل نحو عودة العلاقات الطبيعية بين لبنان والمملكة العربية السعودية إلى سابق عهدها»، معتبراً أنّ «لبنان كان ولا يزال في صلب اهتمامات المملكة التي لم ولن تتخلى عن لبنان مهما تبدلت الظروف والمتغيرات». «لضبط مشاعر الفرح والإحباط» وأمل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن بأن» تصل الحركة السياسية الحاصلة في البلد نتيجة مبادرة الرئيس الحريري إلى خواتيمها الاثنين وأن تفتح معها انفراجاً على مستوى مختلف المؤسسات الدستورية والإدارات العامة، وتطلق عجلة الاقتصاد». أما السيد علي محمد حسين فضل الله فدعا في خطبة الجمعة «من سيتولى المسؤولية إلى العمل الحثيث لإزالة الهواجس التي أنتجها التاريخ، أو الموجودة الآن، لإعادة وصل ما انقطع، وترتيب البيت الداخلي اللبناني ببناء الثقة وتحقيق التوافق». كما طالب بـ «ممارسة أقصى درجات الانضباط في الخطاب السياسي أو في التعبير عن مشاعر الفرح أو مشاعر الإحباط، بالشكل الذي لا يظهر وجود منتصر وآخر مهزوم، حتى لا نسمح للمصطادين بالماء العكر بأن يجدوا أرضاً خصبة لهم». كتلة المستقبل تلتزم الحضور والاقتراع: ليكن انتخاب عون بداية لمصلحة لبنان - أكدت كتلة «المستقبل» النيابية «دعمها خيار الرئيس سعد الحريري تأييد ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية اللبنانية»، آملة بـ «أن يكون انتخابه الإثنين المقبل بداية لمرحلة وطنية جديدة لمصلحة لبنان وكل اللبنانيين». وكان الحريري ترأس الاجتماع الأسبوعي للكتلة في حضور الرئيس فؤاد السنيورة والأعضاء. واستمعت من الحريري إلى «عرض للاتصالات في إطار السعي لوضع حد للشغور الرئاسي، وإعادة الانتظام للدولة والمؤسسات الدستورية، والالتزام باتفاق الطائف الذي صار دستوراً للبنان، لكي ينطلق لبنان الى آفاقٍ جديدةٍ أساسُها تدعيمُ صيغة العيش المشترك والثقة المتبادلة وتمكين الدولة من استعادة دورها وهيبتها وسلطتها العادلة وإقدارها على تحييد لبنان عن أزمات المنطقة وتعزيز النمو وإعادة البناء والتطوير لتعويض ما فات لبنان وما تراكم عليه من خسائر وتراجع». وأثنى أعضاء الكتلة، وفق البيان الصادر عنها وتلاه النائب محمد كبارة، «على الخطاب الذي توجه به الرئيس الحريري للبنانيين وعلى الصراحة والشفافية اللتين اتسم بهما في تشخيص واقع لبنان في ظل الحرائق المشتعلة من حوله والخيارات المتاحة لبدء معالجة الأزمات المتراكمة جراء الجمود السياسي والفراغ المستحكم». وأعلنت الكتلة أنها إذ «التزمت الحضور والمشاركة في كل الجلسات السابقة للمجلس النيابي تُجدد التزامها الحضور في الجلسة المقبلة لممارسة حقها وواجبها الديموقراطي في الاقتراع، بعدما مهدت مبادرة الرئيس الحريري لعقد الجلسة المقبلة من دون تعطيل». استنكار لقصف مكة وكان الرئيس السنيورة دان بشدة «الجريمة الموصوفة المتمثلة بتوجيه ميليشيات الحوثيين صاروخاً باليستياً باتجاه مكة المكرمة». وقال: «إن هذه الجريمة تمثل انعدام القيم الدينية والأخلاقية والإنسانية لدى هؤلاء المجرمين، فمكة المكرمة فيها القبلة المشرفة وهي وجهة المسلمين من كل بقاع الأرض، ومجرد التفكير في الاعتداء عليها يشكل جريمة لا يمكن السكوت عنها».