×
محافظة المنطقة الشرقية

إشادة خليجية بجهود الأمانة العامة للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر في تنسيق العمل الإغاثي العربي

صورة الخبر

أخذت الخريطة الانتخابية لانتقال زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية اللبنانية بعد غد الإثنين، تتضح أكثر فأكثر، بعد إعلان رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط تأييد غالبية أعضاء كتلته ترشيح عون، إثر اجتماع الأخير معه، وسط آمال داعمي عون بأن تنجح جهود زعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري في حصوله على أكثرية الثلثين في الدورة الأولى للاقتراع. وفيما لمح جنبلاط إلى ظروف محلية وإقليمية مساعدة لإنهاء الشغور الرئاسي، قال مصدر موثوق في كتلة «المستقبل» النيابية لـ «الحياة»، إن من أهداف زيارة الموفد السعودي وزير الدولة للشؤون الخليجية ثامر السبهان بيروت، وجولته على سائر القيادات، «دعم خيار الحريري تأييد عون لإنهاء الشغور الرئاسي». وحفل المشهد السياسي أمس بلقاءات ثنائية بين عدد من الأقطاب استعداداً لجلسة الإثنين. وأكدت كتلة «المستقبل» بعد اجتماعها برئاسة الحريري أمس، في حضور الرئيس فؤاد السنيورة «دعمها خيار الرئيس الحريري تأييد ترشيح العماد عون لرئاسة الجمهورية»، معربة عن أملها «بأن يكون انتخابه بداية لمرحلة وطنية جديدة»، فيما أكد مصدر في الكتلة أن جهود الحريري مع المعترضين من نواب كتلته على خيار عون أدت إلى تناقص عددهم ليصبح بحدود اثنين أو ثلاثة. وإذ عاد إلى بيروت مساء أمس رئيس البرلمان نبيه بري من جنيف، واصل الوزير السبهان زياراته الزعامات السياسية والروحية يرافقه القائم بالأعمال وليد البخاري، والتقى مساء العماد عون، بعد نهار طويل من الاجتماعات، بينما لفتت زيارة عون بعد ذلك رئيس الحكومة تمام سلام في السراي الحكومية يرافقه وزير الخارجية رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل. وقالت مصادر القيادات التي التقت السبهان لـ «الحياة»، إنه أكد أن «الاستحقاق الرئاسي مسألة تخص اللبنانيين وإن التفاهمات حوله شأنهم وندعم ما يتفقون عليه ونحترم رأيهم ولن نتدخل من قريب أو بعيد في هذا الاستحقاق». وذكرت مصادر عدة مقربة من القيادات التي التقاها السبهان أنه شدد على أن «المملكة وقفت إلى جانب لبنان في الأوقات العصيبة والمحطات الصعبة التي مر بها، وستبقى إلى جانبه تهتم بهذا البلد الشقيق من الآن فصاعداً أكثر، لأن همّ القيادة السعودية حفظ استقراره ومساعدته على النهوض من المشكلات التي يمر فيها والتي تتطلب تضافر الجهود من أجل تخطيها نحو الأفضل». وقالت المصادر إن القيادات التي اجتمعت مع الموفد السعودي «لمست منه أن المملكة تدرك أن غيابها عن البلد في المرحلة الماضية ترتب عليه إخلال في التوازن في ما يخص الاهتمام بلبنان قياساً إلى حضور إيران التي تتصرف على أن لبنان جزء من ساحة الصراع الذي تخوضه مع الدول العربية». وأوضحت المصادر نفسها أن الجانب السعودي شدد على أن المملكة لن تترك البلد، وأنه أعرب عن نيتها رفع مستوى الاهتمام بالوضع اللبناني وطريقة هذا الاهتمام متروكة للرياض التي تقرر ذلك وفقاً لتقديرها. وذكرت المصادر، وبينها من كتلة «المستقبل»، أن الحريري كان على تنسيق مع الجانب السعودي في شأن الخطوة التي أقدم عليها بدعم ترشيح عون. وشملت الجولة الماراثونية للوزير السبهان قبل ظهر أمس، كلاً من رؤساء الحكومة السابقين نجيب ميقاتي والسنيورة والحريري، ثم مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، ورئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط في حضور أعضاء من كتلته، وبعده نائب رئيس الحكومة السابق النائب ميشال المر، والعماد عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع والبطريرك الماروني بشارة الراعي ووزير الاتصالات بطرس حرب في حضور مستقلين من قوى 14 آذار. ويلتقي اليوم الرئيس بري ورئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية، وقائد الجيش العماد جان قهوجي، ثم يعود فيلتقي الحريري مساء في حضور قيادات ونواب. وأوضح بيان صدر عن البطريركية المارونية، أن لقاء الراعي مع السبهان «تركز على العلاقات المشتركة والمميزة بين لبنان والمملكة، حيث كان تأكيد على عمق الروابط والصداقة بينهما. كما كان توافق على رفض كل أشكال التطرف والعنف والإرهاب الذي يهدد المنطقة بأسرها، والذي تنبذه الأديان كافة». والتقى جنبلاط الذي يرأس اليوم اجتماعاً لكتلته النيابية لاتخاذ القرار النهائي في شأن الاقتراع في جلسة الإثنين، الرئيس بري فور عودته من السفر، يرافقه وزيرا الزراعة أكرم شهيب والصحة وائل أبو فاعور والنائبان غازي العريضي وعلاء الدين ترو، في حضور وزير المال علي حسن خليل. وجرى تقويم الموقف، خصوصاً أن بري يعارض خيار عون ويؤيد منافسه النائب فرنجية. وقال جنبلاط إنه شرح لبري «حيثيات موقفي في ما يتعلق بانتخاب الرئيس الإثنين»، مشيراً إلى أن «هناك بعض التفاوت الشكلي، وفي النهاية هناك تاريخ قديم من النضال تعمد بالدم في سبيل قضية عروبة لبنان وفلسطين» (مع بري)، مشدداً على أن «بري رجل الدولة الأول الحريص على سير المؤسسات والاستقرار». ويُنتظر أن يلتقي بري عدداً من الكتل النيابية المؤيدة خيار النائب فرنجية من أجل تنسيق الموقف معه. وزار عون يرافقه باسيل جنبلاط مساء في حضور أعضاء كتلته، ومنهم مرشح «اللقاء الديموقراطي» للرئاسة النائب هنري حلو. وأعلن جنبلاط بعد اللقاء أن غالبية نواب «اللقاء الديموقراطي» والحزب «التقدمي الاشتراكي» توافقوا على تأييد ترشيح عون رئيساً «والأمر سيترجم في جلسة الانتخاب، وغداً السبت اجتماع أخير للقاء، وهناك من قد لا يوافق، لكن غالبية اللقاء الديموقراطي مع انتخاب عون». وقال: «بعد انتظار عامين ونصف عام، صحيح أن الرئيس صنع في لبنان، وهناك ظروف محلية وإقليمية تساعد في إجراء الانتخاب، ونتمنى لعون كل التوفيق ونحن إلى جانبه لمصلحة لبنان». وشكر عون جنبلاط على «تأييده لي لموقع رئاسة الجمهورية»، وقال: «تحدثنا عن المستقبل أثناء ولايتي هذا الموقع وسنتعاون سوية لبناء لبنان وتحسين الواقع الاجتماعي والوحدة الوطنية. شكراً وليد بك».