×
محافظة المنطقة الشرقية

«ZTE» تطلـق هاتف ذكياً جديد بمواصفات عصـرية

صورة الخبر

اقترب موسم عودة معارض الكتب في المملكة والخليج العربي، بدءاً من معرض الشارقة ثم جدة، القاهرة، والرياض.. أسئلة كثيرة تطرح حول العوالم المصاحبة لهذا الطقس الأهم للكتّاب والقرّاء على حد سواء. في هذا الاستطلاع، نتوقف عند مجموعة من المشكلات المزمنة التي ترافق أيام معارض الكتب، من مختلف الأبعاد: الكتّاب المتعجلون للنشر في المعرض والدور التجارية بأشكالها والقرّاء الواقعون في حيرة بين نهم القرّاء وتصيد الناشرين وأجواء المعارض وتنظيمها المتباين. لا للرداءة بداية يرى الروائي فهد الفهد أن القارئ يهتم تنظيمياً بسهولة الوصول للعارضين. مضيفا: هناك تعقيدات كثيرة صارت تفرض على القارئ، في دخوله للمعرض وفي خروجه منها. مؤكدا: كلما سهلت مهمة القارئ كلما دفعه ذلك للعودة للمعرض أياماً أخرى، هذا غير ضبط أسعار الكتب والتي تتصاعد في كل عام. أما من ناحية الناشرين، فيلاحظ الفهد ذلك التحول المقلق في إعادة طرح الكتب التي سبقت طباعتها بلا أي تنقيح. مضيفا: صار القارئ يصطدم بعشرات الكتب الممتلئة بأخطاء طباعية فاضحة، ومن المهم التوسع في الترجمات وتقديم ترجمات رصينة وكاملة لأهم الأعمال الحديثة والمهمة، وإيقاف سياسة نشر الأعمال الرديئة والتي تفسد سيرة كل دار وتجعل القراء يتجنبون كتبها. موضحا: أتفهم رغبة الكاتب في التخلص من الكتاب الذي ربما جثم على كاهله لفترة طويلة، ولكن الاستعجال في النشر وطرح الكتاب ربما يفسد كل الجهد والتعب الذي بذل، كل كتاب يستحق مراجعة مطولة وتنقيح مكثف ليظهر بصورة معقولة ومقبولة. فصحاء الركاكة وتنبه الكاتبة رنا الشهري، قائلةً: بدايةً، علينا أن نلتفت إلى أن القارئ ذكي ولمّاح ويفتش عن الأحدث، لكنه قد لا يلتقي إلا بتلك الأوجه والأغلفة التي تطل كل سنة ولا هي تفلح في انتزاع وهج مفقود. مضيفة: دعك من الندوات التي اختُزلت في مرات كثيرة بالإسراف في تقريظ المثقفين المدعوّين لبعضهم البعض. وعن السباق المحموم بين الكتاب لإنهاء مشاريعهم الكتابية قبل المعارض، قالت الكاتبة السعودية: بعض الأسماء الوازنة في الثقافة المعاصرة قد تضطر إلى مبدأ الاستعجالية في النشر بغرض مجاراة الحدث، لنقل أن ثمة أحداثا سياسية مثلا تحتاج إلى مزامنة تحليلية أو نقدية، لكن التأخُّر في نشرها قد يسحب منها أهميتها، وبالتالي تفقد ثقلها المحدود بالزمن، لهذا تتسابق في النشر، وهي هنا معذورة. مضيفة: في المقابل هناك كثير من الأسماء من فصحاء الركاكة التي تحل طارئة على الفكر والإبداع والنشر، وهم أولئك الذين اكتسبوا ذيوعاً عبر شبكات التواصل استقطب لهم مخزونا جماهيريا فتوهّموا أهمية لذواتهم، هذه الأسماء تتوسل الوثبة، ولهذا يندلقون بتهور على الحاجز الثقافي وتغريهم الكلمة المطبوعة وحجز حيّز على الأرف رغبة في تصاعد الحظوة الهتافية من جمهور يشبههم، قد نمرر سخف أعمالهم المنشورة، ونحن إذ نفعل ونمرر فإننا نضرب الحياة الإبداعية الفكرية من الداخل حتى تتخشب الذاكرة الثقافية مع الوقت، وقد تظن الأجيال المقبلة أن هذا المحصول الرث والمرتب في صفحات نيّقة هو ما يلزمها بالفعل لتعرف. وتؤكد الشهري أن القارئ الذي يتوق لفِعل القراءة الحرة، ينتظر معارض الكتب وهو يعرف مسبقا أنه لن يكون أمام حالة نادرة من حالات توفير الكتب المطلوبة بالنسبة له، لكنه يطمح بالقدر الذي يحاول اللحاق والانتباه إلى التوسع الإلكتروني الحر. مضيفة: أيضا يتطلع القارىء من القيّمين على تلك المعارض إلى تنظيم مكاني مريح وتكاملي الخدمات. وحول متطلبات الناشرين أوضحت رنا الشهري إلى أن النشر صناعة ثقافية، علاقة تبادلية ما بين الناشر والمؤلف، صحيح أنها تمثل سوقا تجاريا في أحد أركانها لكن من المهم للناشر ألا يغالي في عنايته بضمان الدخل الجيد والسريع للمادة مخلياً صنعته من دورها التثقيفي المعرفي. مضيفة: يلزم الناشر أن يتخفف ولو قليلا من تسقُّط الرداءات المؤلَّفة، ويجتهد في تقصّي المحتوى الرصين والمُستحِق والذي يحقق له الأمرين الربحي والتثقيفي العام بالمقاربة. حالة متقدمة ويطالب الكاتب السعودي حسن آل حمادة، من الناشرين والمنظمين وتحديدا في معرضي الرياض وجدة، رؤية جميع الفصول ومختلف الألوان في معارض الكتاب. ويرى مؤسس نادي اقرأ كتابك - كقارئ -، أن وضع معارض الكتاب لدينا بحالة متقدمة على كثير من البلدان المجاورة من حيث الفسحة التي يتيحها الرقيب، وقد سمعت هذا المعنى مشافهة من ناشرين عرب. مضيفا: ورغم إيجابيتي هنا والكلام لحسن، لكنني كغيري من المتعطشين للنهل من جميل الأفكار، نطمح في مزيد من الحرية، فالفكر لا يمكن منعه من التمدد والتسرب للعقول العطشى. وحول الفعاليات، يقول آل حمادة: يطمح القرّاء أيضا في حضور فعاليات متنوعة وبوجوه متجددة بعيدا عن حالة التكرار البليدة لأن المعارض الناجحة لا ينبغي أن تقتصر على وجود الكتاب بل ينبغي أن تسعى لتنظيم لقاءات تجمع المؤلفين بالقرّاء، إضافة لعقد ورش العمل التي تجمع التجارب الرسمية والأهلية المهتمة بتشجيع عادة القراءة. وحول مسألة التمييز بين النشر المحترف والتجاري لفت آل حمادة إلى أن الناشر الحقيقي يريد أعمالا جادة تليق باسمه الذي يزين أغلفتها، بخلاف دور النشر التجارية التي تستهدف حصد أكبر ربح من جيوب المؤلفين والقرّاء. مضيفا: مما يؤسف له أن وجود ناشر بالمعنى الاحترافي قل ما نجده، فمعظم الناشرين العرب يستلمون الكتاب جاهزا وكل ما عليهم فعله أن يقوموا بتسليمه للمطبعة ثم تسويقه على الجمهور. وأوضح آل حمادة أن سبب هذه الأزمة الطرفين: الناشر عينه على الربح بعيدا عن المحتوى، والمؤلف لا يقبل أن يلامس حروفه مبضع التحرير لأنه يعد ذلك منقصة لمكانته وهذا خلاف ما تشهده دور النشر الأوروبية التي تكون شريكة حقيقية للمؤلف في منجزه، لأنها ترفده بمقترحاتها حذفا وإضافة و...إلخ. وعن اصطياد دور النشر للقرّاء يقول الكاتب السعودي: لا يخفى أن بعض دور النشر العربية تبالغ في رفع أسعارها عندما تشارك في بلادنا بهدف استغلال رغبة القارئ. مضيفا: لا أدري هل أن السبب يعود لارتفاع الإيجار أم أنها حجة متكررة لا أساس لها من الصحة، فإذا ارتفع الإيجار على الناشر تضرر القارئ. وعن مارثون الكتّاب الذي يسارعون للانتهاء من تأليف الكتب لنشرها في معارض المملكة، قال آل حمادة: معظم من يدخل هذا المارثون يقدم نتاجا خديجا وهزيلا، وقد شهدنا من حصد تصفيقا لمنجزه الأول ثم ذماً لمنجزه الجديد لأنه اتكأ على سمعته الأولى، وغاب عنه أن القارئ أكثر وعيا من تصوره، ويمكن لمن يدخل هذا المارثون أن يقرأ تعليقات القراء ليكتشف هذه الحقيقة، فكما أن الطبخة الناضجة ألذ فإن الكتابة المتأنية أكثر متعة وفائدة وهذا ما نراهن عليه ونرجوه. سباق المؤلفين أما الكاتب فايز الخالد، فيحدث بشفافية عن القرّاء الأكثر عدداً، قائلا: هم الذين لهم تأثير وهم من يتملك دوافع شراء الكتب بأعداد كبيرة وغالباً ما يكون التسويق وشكل الغلاف والعنوان أسبابا في قرار الشراء. مضيفا: أما النخبة من القرّاء، فلك أن تساعدهم على ظبط أعصابهم وأن تدلهم على أماكن تقديم الخدمات في المعرض وحسب، ومن هنا نجد بأن القرّاء الأكثر يريدون من الناشرين كتباً غير اعتيادية في احتوائها على نقاط جديدة في الطرح، تلامس الواقع غالباً وتبتعد عن الخيال، قريبة من مواضيع الحب والغرام، ذات نبرة حزن، واسأل عن الأكثر مبيعاً في المعارض والمكتبة (أقصد المكتبات، إن صح التعبير عن واقع توزيع الكتب في محيطنا). أما عن ما يريده القرّاء من المنظمين للمعارض، فيقول الفايز: لا أعلم شيئاً سوى الأخذ بتجارب المعارض العالمية من حيث إدارة الحشود وتوفير الخدمات والمرافق بصورة حضارية، ولذلك نسأل، ويرى الفايز أن هناك الكثير والكثير من العمل، ولن يتم تحقيق شيء ما لم يتم وضع معايير أداء ومراجعتها لإثبات نجاح معارض الكُتب. ويعلل ازدياد عدد الناشرين دليل على دخول من لا لهم في صنعة الكتب ناقة ولا جمل. مضيفا: كي أكون منصفاً لو قلت بأن الأولوية لديهم هي توفير مساحة أكبر للتباهي بأعداد نسخ أكثر ولجذب القرّاء (أو زبائن كما يسميهم بعض الناشرين القادمين من مهنة البيع والشراء في السيارات)، يلي ذلك رغبتهم في وجود تسهيلات في التسويق للكتب وانخفاض تكاليفه حتى لو كان عدد المؤلفين المحليين في تناقص. ويؤكد الفايز وجود سباق لدى المؤلفين للانتهاء من كتبهم واللحاق بمعارض الكتب. متسائلا: هل يدل هذا على أمر طبيعي جداً وأن محتويات هذه الكتب ستكون بمثابة محتوى جديد يبهر القاريء في مجال قراءته؟ أظن الإجابة قد تكونت بمجرد قراءة السؤال. الشهري: مسؤولية الناشر تقصّي المحتوى الرصين الفهد: ضرورة إيقاف نشر الأعمال الرديئة الفايز: زيادة الناشرين مؤشر استباحة المهنة آل حمادة: دور نشر ترفع أسعارها فقط عندنا