صحيفة وصف : محمد السحيمي لا جدل مع أي مسؤول في أي موقع حول إجراءٍ اتخذه، وإنما السؤال: لماذا وكيف اتخذه؟ «فالفكرة تسبق الوجود»؛ كما يقول الزميل الفغنسي (غينيه ديكاغت)! و«العالم كله في النهاية فكرة»، كما يقول الزميل الجرماني (هيجل)! وبتوضيح ذلك على قرار معالي أمين المدينة المنورة (محمد بن عبدالهادي العمري) بالتبصيم (5) مرات: فلا اعتراض على وجود ظاهرة التسيُّب بشكل فاضح بين مرؤوسيه؛ وبالتالي لا يمكن أن يعترض عاقل على اتخاذ إجراء سريع وحاسم للقضاء عليها! قضيتنا دائمًا: بِمَ وكيف يفكر المسؤول؟ والتفكير الدائم في الحلول، لا يستغرب من مسؤول ـ كالعمري ـ يشهد له بالكفاءة والنجاح، كثير من زملائه في (رفحاء) و(تبوك)، ومن البدهي أنه لم يرشح لهذا المنصب الحيوي إلا وهو مناسب له! وباختصار رياضي (ديكارتي): الفكرة هي وجوب القضاء على ظاهرة التسيب! ووجودها كان التبصيم (5) مرات على الملتزمين ـ وهم الأغلبية الكاسحة حسب تصريح معاليه للوطن ـ قبل المتسيبين ونسبتهم لا تتجاوز الـ(5%)! والقرارات تتخذ عادة لصالح الأغلبية مع مراعاة مصالح الأقلية! ولكن المعادلة مقلوبة تمامًا في قرار التبصيم، فلا بد أن تكون النتيجة خاطئة تمامًا! وكان على معاليه أن يتوقف كثيرًا عند مبدأ الزميل (ديكارت) الأشهر: «أنا أفكر؛ إذن: أنا موجود»! قبل أن يعلن نظريته الجديدة: «أنا أُبِصّم؛ إذن: أنا مقرود»! ولكن ربما ـ وربما فقط ـ أن ذهن معاليه كان منهمكًا تمامًا في السلبيات؛ ففاته أن يستحضر نماذج قيادية مشرفة، تعمل تحت إدارته وقريبًا منه؛ كالمهندس (محمد الشمري)، رئيس بلدية مركز (الحسو)، التابع لمحافظة (الحناكية) شرق المدينة المنورة، ويبعد عن مقر الأمانة في المدينة بنحو (170) كيلو مترًا! ففي غضون (3) سنوات فقط ـ قبل عصر التبصيم البلاتيني ـ أنجز (الشمري) البنية التحتية اللازمة للخدمات الحضارية، التي نقلت هذا المركز من المستوى القروي الأقرب للبادية، إلى مستوى المدن الحديثة، وتوَّجها بملعب كرة قدم، أحدث وأفخم من الاستاد الرياضي في المدينة المنورة! وقد ذكَّرَنا بما أنجزه المهندس (فهد بن محمد البليهي)، رئيس بلدية (المذنب)، وكتبنا عنه مقالة بعنوان: (وختامها مِذْنَبُ الكلام!!) في (الوطن) بتاريخ (22/9/2012)!! فهل يمكن لأي قيادي أن ينجز شيئًا، لو انشغل بالوجود قبل الفكرة ؟؟؟؟ (0)