×
محافظة المنطقة الشرقية

إطلاق النار على «رجلي أمن المنشآت» مرتبط بجرائم سابقة بالقطيف والخضرية إطلاق النار على «رجلي أمن المنشآت» مرتبط بجرائم سابقة بالقطيف والخضرية

صورة الخبر

مع التسليم بحرص التحالف على التوصل إلى حلول سياسية ووضع حد للحرب، إلا أن الوضع الراهن يتطلب تسريع الجهد العسكري، وزيادة الضربات للإرهابيين كعادتها دائما، لم تتورع جماعة الحوثيين الانقلابية وحليفها المخلوع علي عبدالله صالح عن انتهاك الهدنة الإنسانية التي تم إقرارها في اليمن، ولم يستغرق منها الأمر أكثر من 5 دقائق، واصلت بعدها اعتداءاتها على المدنيين في مختلف المدن والمحافظات، ومضت أكثر من ذلك، حيث أطلقت صواريخها العبثية وقذائفها العشوائية على أحياء السكان المدنيين في المدن السعودية، فأصابت عددا من المدنيين، كما مارست قصفا عشوائيا عنيفا على الأحياء السكنية في تعز ومأرب وغيرهما، فأسقطت النساء والأطفال، قتلى وجرحى، وحاولت تحريك قواتها على الأرض لتحقيق مكاسب عسكرية، وسعت إلى تلقي المزيد من الأسلحة التي تهربها إيران، بالبر تارة وعبر البحر تارة أخرى. ما لم تدركه الميليشيات، لضيق أفقها السياسي وعدم حصافتها، هو أن الظرف الدولي هذه المرة كان مختلفا عن الموجود خلال الهدنات السابقة التي خرقتها بمجرد إعلانها، ولم تعِ أن هذه الهدنة لم تكن كسابقاتها، وأتت بناء على ضغوط دولية مكثفة، شاركت فيها الأمم المتحدة وأميركا وبريطانيا، وتعامل معها التحالف العربي لدعم الشرعية بذكاء كبير، وأعلن التزامه بوقف إطلاق النار طالما التزم به الطرف الآخر. ولم تفصل بين تلك الضغوط وإعلان الهدنة سوى أيام معدودات، تم بعدها إعلان فرض الهدنة لثلاثة أيام قابلة للتمديد. الجديد في الهدنة أنها حظيت بمراقبة دولية دقيقة لتحديد الطرف الذي يقدم على خرقها، وهو ما كان واضحا، حيث تحركت الولايات المتحدة سريعا، في اليوم التالي لسريان وقف إطلاق النار، وأعلنت على لسان جون كيري مسؤولية الانقلابيين الحوثيين عن الانتهاكات، واستهدافها المدنيين الآمنين بقذائف الموت، وأعلن كيري بكلمات واضحة لا لبس فيها خلال لقائه الأخير بوزير الخارجية السعودي عادل الجبير مسؤولية الجماعة المتمردة عن الانتهاكات، وطالبها بسحب قواتها وصواريخها من على الحدود بين البلدين، مؤكدا أن للرياض الحق في التحرك وحماية مواطنيها من الاستهداف، كما برزت مواقف مماثلة من مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، ومن بريطانيا وفرنسا، وهو ما يمثل ضوءا أخضر دوليا لقوات التحالف لاستخدام حق الرد. ومع أن وزير الخارجية الأميركي كان متوقع منه إعلان إجراءات عقابية بحق الطرف الذي شهد بخرقه للهدنة، وهو ما لم يفعله، إلا أن مجرد الموقف الجديد كان كافيا، لأنه غير مسبوق ولم يحدث خلال الهدنات السابقة. وتجلت حنكة التحالف العربي وحصافته في التزامه بضبط النفس، وتأكيده على استمرار الهدنة، رغم الخرق والتجاوزات، وهو ما يكشف الفرق بين تعامل الدول وأساليب الميليشيات، وأكد بما لا يدع مجالا للشك حرص السعودية على حقن دماء المدنيين، وتعزيز فرص التوصل إلى تسوية سياسية، والتجاوب الكبير من دعوات المجتمع الدولي ومساعيه لأجل إيجاد حل سياسي يرضي الجميع. ولأنه لا تبدو في الأفق احتمالات لتمديد الهدنة التي اخترقها الإرهابيون قرابة الألف مرة فإن المطلوب من قوات التحالف العربي والمقاومة الشعبية وسائر القوى الموالية للشرعية هو سرعة التحرك، واستغلال الموقف الدولي الحانق على الانقلابيين، وتوجيه ضربات حاسمة وموجعة لقوى طرفي التمرد، وتسريع الجهد العسكري في كافة المواقع، ولتكن البداية من جبهتي صعدة وتعز، ففي الأولى يتزايد الدعم الشعبي الكبير للجيش الوطني، وتنهار حصون التمرد، ويتسابق أبناء المحافظة في الانضمام إلى صفوف الشرعية، وفي تضييق الخناق على صعدة رسالة واضحة، مفادها بأنه حتى معقل التمرد ومسقط رأس زعيمه وحاضنته الشعبية -كما يزعم- ليست بمنأى عن ضربات الثوار، وهو ما سيدعوهم حتما إلى تخفيف قبضتهم على صنعاء وبقية المحافظات، ويتيح بالتالي الفرصة أمام المقاومة لتحرير بقية المدن والمحافظات. وفي الثانية يسطر الثوار أروع الملاحم، عبر صمودهم الأسطوري ويرغمون المعتدين على التراجع والانكسار، بعد أن أثبتوا قوة المدافع عن الحق. وليس غريبا أن المخلوع يستهدف تعز لتحقيق أهداف عديدة، في مقدمتها الانتقام من المدينة التي أشعلت ثورة 2011 التي أطاحت به من على كرسي الحكم، بعد أن ظن أنه الوحيد القادر على حكم اليمن، إضافة إلى أن تدمير تعز وقتل إنسانها يحققان له هدفه الأكبر وهو إرجاع اليمن سنوات عديدة إلى الوراء، لأنه أرض الثقافة والعلم، وغالبية الأكاديميين ينحدرون منه. كافة المؤشرات تؤكد أن التمرد يتراجع في جميع جبهات القتال، وأن قوتهم تضعف بصورة يومية، وأن القوى الموالية للشرعية تحقق نجاحات متتالية في كافة جبهات القتال، ولأن المحاولات السلمية قد استنفدت كافة وسائلها، فلا أقل من تكثيف الجهد العسكري. ومع التسليم بحرص التحالف على التوصل إلى حلول سياسية ووضع حد للحرب، والبحث عن خيارات أخرى، إلا أن الوضع الراهن يتطلب تسريع الجهد العسكري، وزيادة الضربات للإرهابيين، ليس لأجل إراقة الدماء، وإنما لحمل المتمردين على طاولة الحوار بنية التوصل إلى حلول، وليس رغبة في التسويف وإضاعة الوقت كما حدث في مرات سابقة، فالأزمة في اليمن طالت واستفحلت، والمتضرر الأول والأخير هو المواطن اليمني البسيط، الذي يدفع فاتورة الحرب من دماء أبنائه، لذلك آن وقت إراحته من كابوس الانقلابيين الذي جثم على صدره أكثر من عامين، لم ير فيهما سوى مزيد من الضنك، وتدهور الأوضاع المعيشية، فيما ينعم من اجتاحوا العاصمة وصادروا الحكم واغتصبوا الشرعية بخيرات البلاد التي اقتصروها على أنفسهم ومنسوبيهم، ولا يبالون بتدهور البلاد لأنهم ليس لديهم برنامج ينفذونه ولا خطط يطبقونها، وإنما ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا أدوات تستخدمها إيران لأجندتها المتمثلة في إغراق المنطقة في الفوضى، تمهيدا للانقضاض على دولها وإعادة أوهام إمبراطوريتها الغاربة.