مهما تمردنا على قيضك وضيقك وحاولنا التمادي في الغياب، تظل أنت.. تظل أنت، لأننا أنت، ولأنك معجون بأرواحنا وموشوم على ملامحنا ومرسوم في هوية خلايانا.. في صباحاتنا التي يشتعل في مباخرها عطر الصبايا من جنوب وشمال، ومن شرق وغرب. المفتونات بك، المعذبات بك. تظل نافورة الأماني التي نرمي في مائها بعض الأحلام، لعلها، لعلها تتحقق.. وفي مساءاتنا، عندما يختلط الهبوب من كل الجهات وتتوحد الرائحة، وتسكن القلب، نغفو على وسادتك ونصحو على أمل فيك. وفي كل الأوقات والفصول، نحن مسكونون بك، عاشقون لك، فكيف بالعيد يأتي وعاشق بعيد عنك. سلام عليك، يا وطنا ولا أجمل لو حميناه من أعداء الجمال والإنسانية وكل ما له علاقة بالوطن. سلام عليك يا وطنا ولا أحلى، لو نزعنا منه الذين يصرون على تجريعه مرارة التربص بكل ما فيه. سلام عليك من مدينة باذخة في أقاصي الأرض، كان بالإمكان أن يكون أحلى منها فيك.. لولا.. لولا.. لولا... لا أعتقد أيها العظيم أنك تشك في صدق عبرات الشوق لك، إلا إذا كنت تصدق «مزايين الدعاة» الذين بايعوا من تآمروا عليك واتهموا من ينتمون إليك.. لك الحب أيها الوطن الجدير بكل جميل ولائق، لو حميناك من بعض بنيه أولا..