«الجمهور يملك من الوعي ما يمكِّنه من التفرقة بين الممثلة والفاشينيستا»! هكذا، وفي عبارة تمزج بين الحسم والاعتزاز وضعت الفنانة هنادي الكندري حداً فاصلاً بين المهنتين، مؤكدةً «أن الفارق شاسع بينهما»! وفي هذا الحوار مع «الراي»، أوضحت الكندري «أن الشكل لم يعد هو المعيار الحقيقي لبروز الممثلة، لأن الموهبة هي العنصر الرئيسي في الفن والإبداع»، متابعةً «أن الفترات المقبلة ستكون أصعب بالنسبة إلى أي فنانة جديدة تريد أن تطرق أبواب الفن، في ظل هذا الكم الكبير من الفتيات اللواتي يعملن في الترويج الإلكتروني»! الكندري ألمحت إلى «أن كثيراً من الوجوه النسائية قد دخلن الفن طمعاً في المال، وليس إشباعاً لموهبة، أو لتقديم رسالة»، مزيحةً النقاب عن أنها تعمل حالياً من أجل الظهور على شاشة الدراما، ولكن بنجومية لا تقل عن نجوميتها في المسرح، ومشيرةً إلى أنها تحرص على ألا تكرر نفسها في ما تقدمه من أعمال. وأوضحت أنها لا تزال متمسكة بالعمل في المسرح مع عبدالمحسن العمر وأنها ممتنةً له لأنه قدمها بشكل مميز في مسرحيتي «مصنع الكرتون»، و«بيت الحلاو»... كما تطرقت إلى حزمة أخرى من القضايا الفنية والشخصية تأتي تفاصيلها هنا: • في البداية، لماذا حصرت هنادي الكندري نفسها في المسرح مع عبدالمحسن العمر؟ ـ هذا سؤال مهم جداً. أنا متمسكة بالعمل مع العمر، لأنه فنان قبل أن يكون منتجاً، وهو يدرك تماماً كل مفردة في العمل الفني، ويقدم دائماً ما يخدم المسرح، والدليل هذا السخاء الإنتاجي الكبير الذي يقدمه على الديكور والأمور الفنية، وعلى النجوم الذين يشاركون في أعماله، وبصراحة سأظل متمسكة بالعمل معه، لأنه يقدم أعمالاً ترضي طموح كل فنان يحب أن يظهر في المسرح بشكل جيد. • وما انطباعكِ بعد انتهاء هذا الموسم المسرحي، وبعد مشاركتك في «بيت الحلاو»؟ ـ إذا لم أكن مستمتعة في كل عرض، لما استطعتُ أن أرتجل شيئاً جديداً، والفنان عندما يقدم جديداً في كل عرض يعني أنه متفاعل ومستمتع بما يقدم على الخشبة، وأنا تجربتي مع العمر بدأت العام الماضي في مسرحية «مصنع الكرتون». هذا العام شاهدتُ جمهوراً كبيراً، لأن المسرح يحمل 1500 مقعد، ووجدتُ أن جمهوري في ازدياد لدرجة أنني في آخر عرض وجدت الدموع أغرقت عينيّ، ولم أتوقع ذلك لأنني فوجئت بأن الجميع يحاولون أن يأتوا من آخر المسرح حتى يودعوني، والناس لا يمكن أن يأتوا إلى الفنان بهذا الشكل إلا إذا كانوا مؤمنين بأنه يقدم شيئاً مميزاً، وأنا أشكر «الفانز» الذين يذهبون خلفي ويدعمونني في كل عمل أشارك فيه، لدرجة أنني أطلقت عليهم «عصابتي» من خلال وقفتهم معي. • البعض يقول إنك أكثر جراءة في المسرحية خصوصاً في الاستعراض؟ ـ نعم، لكنني وجدتُ دكتوراً قد دخل الكواليس ومعه زوجته وقالت لي رغم الاستعراض والدلع الذي تقدمينه، فإنك لم تقدمي أي شيء خارج عن المألوف أو فيه أي إباحية. • أنا لا أتحدث عن الإباحية... بل أقصد الجراءة في الفن؟ ـ الدور يتطلب هذه الجراءة، وأنا أعشق المسرح وأعتبره غرفتي، وليس بيتي لما فيه من خصوصية. • لكن ألم تشعري بالخوف من أن يقال إنك ترقصين على المسرح؟ ـ الرقص إسباني، مصري، هندي، خليجي، وأنا لم أقدم هذا ولا ذاك، أنا قدمتُ استعراضاً، قد يكون شبيهاً باستعراض الفوازير أو استعراض المسرح. • هل وجود عدد من النجوم في المسرحية أمر جيد أم له سلبيات؟ ـ بالنسبة إليّ هذا الأمر يشعل منافسة جميلة بين الجميع تصب في مصلحة العمل، لكن بالنسبة إلى المنتج تكون الفائدة العائدة عليه أكثر، لأن الجمهور يزداد إذا كان يملك إمكانات جيدة. • لكن هل تفرق معكِ على المستوى الفني؟ ـ شخصياً لن تفرق معي في أي شيء، لأن لدي جمهوري والمتابعين يذهبون معي في أي مكان، وأعتقد الآن في ظل هذا المتسع على شبكات الإنترنت لم يعد أحد يأخذ من أحد شيئاً، وأنا أقصد الفنانين. • هل تحتاجين إلى خطوة درامية كبيرة بنفس قوة المسرح؟ ـ نعم، وأنا الآن أقرأ النصوص بدقة لأنني أريد أن يكون لي وجود قوي بنفس نجوميتي المسرح، وفي الوقت نفسه أريد أن أحترم موهبتي، لأن الموهبة في الدراما بدأت تنقرض في ظل دخول الكثير من الوجوه النسائية لجمع الأموال، وليس من أجل التمثيل وتنمية الموهبة. • هذا يعني أنك خائفة من أن تختفي النجومية؟ ـ إذا كان العمر يروح فكيف بالموهبة، كما أن أي فنان يريد أن يعيش يومه ويواكب وقته، وهذا ليس عيباً إذا ما وضع في الاعتبار أنني تعبت على نفسي جيداً، ولم أبدأ الآن، كما أنني لم أدخل هذا المجال من أجل جمع الأموال، وأنا ولله الحمد أُتقن أدواري، ولا أكرر «الكراكترات» التي أقدمها. • لماذا اختفت نجومية الوجوه الجديدة من الفنانات على عكس ما كان يحدث من قبل؟ ـ لأن الجمهور أصبح واعياً، ويملك القدرة على الاستيعاب، ومنذ بدأت «الفاشينيستات» يدخلن عالم الترويج الإلكتروني، والجمهور صار يدرك أن هذه الفنانة تصلح للفن أو لا تصلح إلا مروجةً، والفرق شاسع بينهما... ولذلك، لم يعد ينفع الاعتماد على الشكل وحده في الفن، والآتي سيكون أصعب على الوجوه النسائية التي تريد أن تعمل في الساحة الفنية!