في الستينيات صعد ثلاثة شبان على المسارح المصرية يقدمون سكتشات كوميدية قوبلت باستحسان الجمهور، وسرعان ما انتقلت فنونهم ومولوجاتهم إلى شاشة السينما، وشاهدناهم بعدها في معظم أفلام تلك الفترة، يؤدون فقرات غنائية كوميدية بطابع جديد، اعتمد على الجمل الموسيقية الخفيفة والأغاني القصيرة. أطلق هؤلاء الشباب على أنفسهم «ثلاثي أضواء المسرح» وهم سمير غانم والضيف أحمد وجورج سيدهم، قدمو اسكتش كوتوموتو وعدد من المسرحيات ومنها «حدث في عزبة الورد» و«الراجل اللي أتجوز مراته» و«حواديت». ومع بداية السبعينات كان نجم الفرقة قد صعد إلى أعالي السماء، وحقق الشبان شهرة كبيرة إلا أن الفرقة سرعان ما إنحلت بعد وفاة الضيف أحمد عام 1970 واتجه سمير غانم وحده مع جورج سيدهم يستكملون المشوار الذي بدأوه سويا مع صديقهم الراحل حيث جمعتهم عدة مسرحيات خلال السبعينات بالإضافة لاشتراكهم في عدد من الأفلام. برز سمير غانم بعد ذلك كنجم كوميدي في عدد كبير جدا من الأفلام، إلا أنه تميز بشكل خاص في تقديم الغناء والأدوار الاستعراضية حيث أعادته شخصية «سمورة» و«فطوطة» مرة أخرى كنجم استعراضي بارز بين أبناء جيله، حتى أنه استقطب اهتمام ومشاهدة الأطفال والكبار على حد سواء. إلى جانب الغناء والأدوار الاستعراضية عشق سمير غانم المسرح، الذي كان محطة أساسية في حياته، منذ مسرحية «المتزوجون» التي قدم خلالها شخصية مسعود عام 1978 بمشاركة جورج سيدهم رفيق الكفاح والفنانة شيرين، ومسرحية «أخويا هايص وأنا لايص»، و«أهلا يادكتور» والتي كانت آخر ما جمعه بجورج سيدهم عام 1981. كما قدم عدد كبير من المسرحيات بعد ذلك، «دوري مي فاصوليا»، و«بهلول في إسطنبول»، و«أنا ومراتي ومونيكا»، و«مراتي زعيمة عصابة»، و«أنا والنظام وهواك»، و«جحا يحكم المدينة». إلى جانب شخصية فطوطة التي عرف بها سمير غانم فهو أيضا «ميزو» في مسلسل «حكايات ميزو» عام 1977 وكان يتناول حياة الشاب معتز أبو العز الشهير باسم «ميزو» وهو شاب مستهتر ورث عن والده ثروة أنفقها في اللهو و مطاردة الفتيات. ارتبط اسم سمير غانم وظهوره بعدد كبير من نجوم الكوميديا مثل وحيد سيف، ويونس شلبي، وجورج سيدهم، حتى سمير صبري وعادل إمام، وسعيد صالح، وزوجته دلال عبد العزيز، ومحمد عوض، وعبدالمنعم مدبولي، وحسن مصطفى وأبو بكر عزت، وسيد زيان، وإسعاد يونس، وأحمد عدوية، وأحمد بدير، وكريمة مختار، ونجاح الموجي، وغيرهم. تميز سمير غانم بالكاريزما الخاصة واللون الكوميدي الخاص به حتى تلك «الباروكة» التي لم يكن يخجل من الاعتراف بارتدائها منذ بدايته الفنية معتبرا أن الشعر وسيلة جيدة للتواصل مع الآخرين، حتى أنه عندما تقدم في العمر أبدل باروكته السوداء بأخرى يملؤها الشيب معترفا بالتقدم في العمر. ويعد سمير غانم إلى جانب النجم الكبير عادل إمام آخر ملوك الكوميديا من عصر الزمن الجميل الذين ما زالوا يمتعوننا بطلتهم المحببة وأعمالهم الخفيفة، إلا أن سمير وبشكل خاص جمعته الأعمال الفنية بكل أسماء الكوميديا تقريبا، ولم يكن يستأثر ببطولات مطلقة، وتميزت أعماله بتعدد الأبطال وروح الفريق. يمر الفنان الكبير سمير غانم بوعكة صحية في الوقت الحالي قد تلزمه الفراش قبل أن يعود ويطل علينا من جديد ويواصل فرحته بزفاف ابنته الصغرى إيمي على الفنان حسن الرداد، والتي ورثت عنه الكوميديا وخفة الظل إلى جانب شقيقتها الكبرى دنيا.