قبل أن يستوي جالساً في المقعد المجاور في الطائرة سألها بأدب جم: أيمكنني الجلوس؟! تذكّرت أنه من قبل كان مضيف الطائرة يطلب منها الانتقال لمقعد آخر جوار امرأة أخرى.. أو تفاجأ بنقل تلك إلى جوارها عنوة تحت سطوة رغبة أولئك من الرجال!! .. * * * تذكَّرت وهي تطوف وبعض النساء متبرجات أنه من قبل كان هناك من يمعن النظر إلى النساء فإن ثمة ما يُرى لافتاً يتجه بالتنبيه نهراً, وزجرا!! * * * قبل أن تبلغ الساعة مشارف العشاء بمن تقصد الصاحبات زيارة, أو التبضّع تسوقاً, كان عليها أن تعود لبيتها, ضابطها في ذلك المجتمع كله, قد كان يتعارف على هذا, قبل أن تنفرط الساعة في توقيتها فيصبح الليل نهاراً, والنهار ليلاً مفتوحين في التوقيت حتى للصغيرات!! * * * الصور الثلاث السابقة هي نماذج على قارعة طريق المسار في الوقت الراهن في المجتمع.. بصرف النظر عن صوابها قبلاً وبعداً, أو عدمه. أما الموضوعات, والقضايا, والجوانب الأخرى فتلك على الناصية في طول الطريق!! ... * * * فقبل أن تغدو قضايا في الهامش متنا, وقبل أن تضيع قضايا في الأهم تسيبا, وقبل تذوب حقائق في العموم عنوة, وتُفقد مهابة خصيصة تهاونا, وتتأخر مهمات عن مهمات أكثر إلحاحا, وتذوب هويات في أخرى, وتختلط أوراق بأوراق, ويغدو المجتمع على رجل واحدة بعد أن قاعد رجله الأخرى, أو أرسلها في اتجاه آخر فإن ثمة ما لا بد أن يوضع على الطاولة, في وضح النهار, وعين الشمس, وينهض المجتمع كله ليفرز الصواب من الخطأ, ويقدم الأول عن تأخره, ويمكن الأجدى في مساره, ولا يغمض عيناً عن قصور, ولا تفريط, ولا تسيبا.. وحين يقال تنزيه غير النزيه في الشأن كله بما فيه الإنسان, ووضع الاعتبار للمستحق بما فيه الفكرة والقضية, وتصويب الخطأ ولو من البشر كما الآلة, والهدف, وكيفية التنفيذ, وآلية العمل, وكل الذي يلوك فيه القاصي والداني, والعالم والجاهل, والذي يدري والذي يخوض مع الخائضين.................. * * * وحين يكون لهذا الأمر وجوده الفعلي فإن ثمة ما سينبت فسائل الإصلاح الصحيح. * * * على هامش المتن هناك ما لا بد أن يعاد للمتن, وفيه ما لا بد أن يحال للهامش في شأن المجتمع عامة.