الرباط - تدخل مكتبة ترجع إلى القرن التاسع في المغرب ويعتقد على نطاق واسع أنها الأقدم في العالم، العصر الرقمي لتتيح كنوزها العتيقة إلى شريحة أوسع من الجمهور. وتضم مكتبة القرويين في مدينة فاس عاصمة المغرب سابقا بعضا من أندر المخطوطات وأكثرها تفردا في العالم والتي يقتصر الوصول إليها في بعض الحالات الخاصة على أمين المكتبة فقط. لكن المكتبة أنشأت مختبرا جديدا هذا العام للإشراف على حماية أربعة آلاف مخطوطة وتحويلها إلى الشكل الرقمي بالتعاون مع معهد اللغويات الحاسوبية في إيطاليا. وقال فيتو بيريللي من المعهد الإيطالي "الهدف الرئيسي هو توفير السبل والأدوات في مجالات الأجهزة والبرامج لتحويل هذا التراث الثقافي إلى الشكل الرقمي وإتاحته بشكل مفتوح للعالم." وجرى مسح نحو 20 بالمئة من المخطوطات حتى الآن بآلات تستطيع أيضا رصد الثقوب التي تحتاج لعلاج في المخطوطات القديمة. والمشروع الرقمي هو جزء من مشروع كبير لإعادة ترميم المكتبة التي من المتوقع أن يعاد فتحها أمام الجماهير في أوائل 2017. وخزانة القرويين هي مكتبة جامع القرويين بمدينة فاس ويرجع تاريخ إنشائها إلى منتصف القرن الثامن الهجري. وكانت في البداية مكتبة صغيرة أنشأت إلى جانب جامع القرويين لمساندة مهمته في التدريس، إلى أن قام السلطان المريني أبوعنان بالاعتناء بها رسميا عام 750 هـجرية الموافق لعام 1349 ميلادية ووضع لها قانونا للقراءة والمطالعة والنسخ وزودها بكتب نفيسة في مختلف العلوم والفنون، بحسب ما جاء في تعريف المكتبة بموقع موسوعة وكيبيديا. وتحتوي مكتبة خزانة القرويين كنوزا ثمينة من المخطوطات النادرة وتشكل موردا عذبا للطلاب والباحثين. وتشكل المكتبة بمدينة فاس تراثا معرفيا وحضاريا خصبا ووجهة علمية فريدة للباحثين العرب والأجانب الذين يشدون إليها الرحال للنهل من علمها. ويعود الفضل في اقامة الخزانة العريقة إلى السلطان المغربي ابيعنان المريني وقد زودها برصيد من الكتب والمؤلفات القيمة والنادرة. واضاف إليها السعديون خلال القرن الـ16 ميلادي كتبا كثيرة نقلوها من الخزانة المرينية بالمدينة نفسها واغنوها بمخطوطات ووثائق فريدة فتجاوزت محتوياتها 32 ألف مجلد سنة 1613. كما حافظت المكتبة الفريدة بفضل نظامها المحكم على رصيدها العلمي الذي يضم فيضا من المؤلفات والمخطوطات لكبار علماء المغرب الإسلامي كابن طفيل وابن رشد الذي اشتهر بمؤلفاته في العهد الذهبي ليعقوب المنصور. وزينت قبة المكتبة بزخارف جصية وخشبية منقوشة على الطراز الفني الأصيل تفصح عن مدى تأثر الفن المعماري المغربي بالإبداع الأندلسي الرفيع الذي يزهر في بيوت ومساجد المغرب الأقصى بتاريخ مجيد. كما تتمتع المكتبة بفضاءات ساحرة مزهوة بالزخرفة الإسلامية الصوفية والفسيفساء ما يعطي للمكان قيمة تراثية عالية.