الخلق الحسن هو وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جميع الدعاة وأهل الحسبة ، فقد أوصى به معاذ بن جبل حينما بعثه إلى اليمن والياً، وقاضياً، وداعياً إلى الله فقال له : .. وخالق الناس بخلق حسن . فالخلق الحسن من أعظم القربات وأجلّ العطايا والهبات، والمحتسب إلى الله تعالى هو من أحق الناس بهذا الخير العظيم؛ ليطبِّقه على نفسه ، ويدعو الناس إليه؛ ليحصل على الثواب الجزيل؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم :ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن . قال تعالى مادحا النبي صلى الله عليه وسلم : ]وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ [ ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق . ومن الأخلاق الحسنة التي يجب أن يتحلى بها المحتسب : الرفق واللين في القول، وإظهار طلاقة الوجه عند الأمر والنهي ، الحلم والصفح والأناة ، . التعامل مع الناس بصدق وأمانة ، الرحمة والشفقة والعطف . كما يجب توفر بعض الصفات في المحتسب ليستجاب له في حسبته منها : أن يكون المحتسب كثير الحياء ، قليل الأذى ، كثير الصلاح ، صدوق اللسان ، قليل الكلام، كثير العمل، قليل الزلل، قليل الفضول، براً وصولاً، وقوراً، صبوراً، شكوراً، راضياً، حليماً، رفيقاً، عفيفاً، شفيقاً، لا لعاناً ولا سباباً، ولا نماماً ولا مغتاباً، ولا عجولاً ولا حقوداً ولا بخيلاً، ولا حسوداً، بشاشاً هشاشاً، يحب في اللّه، ويرضى في اللّه، ويغضب في اللّه . فإذا التزم المسلم بحسن الخلق فليبشر بحسن الجزاء لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من شيء أثقل في الميزان يوم القيامة من حسن الخلق ) .