كما لا يوجد فريق لا يخسر .. لا يوجد مدرب لا يخطئ مهما كانت كفاءته التدريبية وخبرته الفنية .. وكما أخطأ كانيدا مدرب الاتحاد قبل موسمين أمام الأهلي في إياب الدور قبل النهائي لدوري أبطال آسيا .. وكان قاب قوسين أو أدنى من التأهل للنهائي بعد فوز الاتحاد في موقعة الذهاب بهدف الصقر نايف هزازي .. لو عرف كيف يتعامل مع موقعة الرد .. لتحقق له ما أراد .. كان بحاجة لنقطة واحدة ليتوج الفريق مشواره الصعب بالمنافسة على اللقب بعد إزاحته أقوى فرق آسيا على الاطلاق جوانزو الصيني .. ولكنه فشل فشلا ذريعا وقدم فريقه فريسة سهلة للكواسر الذين أكرموا وفادته بهدفين .. ويتأهل الأهلي للنهائي الكبير من بوابة النمور .. كان المطلوب من موقعة الأهلي نقطة واحدة لتحقيق الهدف .. لم ينجح كانيدا غير المأسوف عليه في اختيار التكتيك المناسب بمنح الأولوية للجانب الدفاعي وتحصين خطوطه الخلفية والاعتماد فقط على المرتدات لاستغلال اندفاع الأهلي للهجوم فلا خيار أمامه لبلوغ النهائي سوى الهجوم بكل أسلحته وأوراقه .. وتحقق له ما أراد .. ما حدث مع كانيدا .. حدث مع كارينيو .. نفس الخطأ .. غياب الإستراتيجية .. غياب الفكر الواقعي المنطقي .. واجه الهلال بنفس خطة وفكر اللقاءين السابقين .. وغاب عنه أن اللقاء الأخير مختلف كلياً .. فالهدف الإستراتيجي المطلوب من كتيبة سامي الجابر نقطة واحدة .. وتتحقق كل الأهداف والأماني والأحلام .. وتسقط (15) سنة حزن ومعاناة من تاريخ العالمي .. كان الهدف المنشود والإستراتيجي .. نقطة واحدة .. ويتغير وجه التاريخ .. ويغرد الفريق في سماوات الفرح الأسطوري بانتزاع اللقب الأصعب والمتمرد منذ عقد ونصف .. كانت الأمور واضحة .. والصورة جلية .. لكن كارينيو كان له رأي آخر .. ورؤية مختلفة .. قرر خوض اللقاء بدون تحفظ .. وبرغبة شخصية توجيه ضربة قاضية فنية لسامي الجابر .. فالفوز على الزعيم تحت قيادته للمرة الثالثة على التوالي .. ينهي مشواره التدريبي من الموسم الأول .. ويرضي رغبات السواد الأعظم من جمهور العالمي .. كان الهدف شخصيا.. ضيق الأفق ولم يرق لمستوى التطلعات والطموحات والتفكير الواقعي .. رغبة تحقيق الفوز الثالث تغلبت على رغبة حسم البطولة وانتزاع نقطة التتويج .. ماذا كان يضير كارينيو لو لعب مدافعاً أمام الهلال ومتكتلا أمام مرماه واعتمد فقط على الهجمات المرتدة الخاطفة؟ .. إنه الكبرياء الممقوت .. كان بإمكانه الاعتماد على رأس حربة واحد .. لمشاغبة ومشاكسة دفاع الهلال ومنح الأولوية للشق الدفاعي من طريقة (4ـ5ـ1) .. والاستفادة من اندفاع الهلال المحموم للأمام .. فهو من يبحث عن الفوز للإبقاء على شمعة الأمل في المنافسة على اللقب حتى الجولة الأخيرة .. وهو من يلعب تحت الضغط العصبي والنفسي وهو المطالب بعدم السقوط للمرة الثالثة أمام منافسه التقليدي .. كل الأمور كانت تصب في مصلحة النصر، كل الظروف كانت تقف إلى جانبه .. ولكن كارينيو كان له رأي آخر .. أخطأ في اختيار التكتيك المناسب .. دخل اللقاء مرتدياً معطف الخوف والتردد والتوتر العصبي فسرت العدوى للاعبيه .. فقدوا التركيز الذهني .. ومعه مستوياتهم المعهودة. ـ ما حدث .. درس يجب الاستفاده منه .. فلا تقدم الأهداف الشخصية والرغبات الذاتية على الهدف الأهم والمصلحة الأكبر. سقط العميد .. ما هو الجديد؟ ـ مدرب الاتحاد فيرزيري .. مفلس فنياً .. يرتكب أخطاء بدائية تتكرر معه من مباراة لأخرى .. أقصى ثلاثة من نجوم الفريق لتأخرهم عن الحصة التدريبية .. ونسي أنه لا يعاقب اللاعبين .. بل يعاقب الفريق .. لماذا توضع اللوائح الداخلية؟ ألم يكن الحسم من الراتب الشهري كافياً .. وخيارا مناسباً فضلا عن الإنذار الشفهي .. لا (ويقولوا احتراف). ـ المدرب المفلس .. يصر على إشراك مواطنه (المعطوب) على حساب الأفضل والأكفأ. ـ المدرب المفلس .. لا يعترف بصانع الألعاب .. فالفريق يهاجم على طريقة الملاكم الضرير .. فضلا عن إشراكه البدلاء والمباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة. ـ خسارة الاتحاد من تراكتور الإيراني .. طبيعية ومتوقعة .. ماذا تنتظر من سفينة تبحر بلا قبطان؟ .. الغرق أو الارتطام بالصخور .. ولا عزاء للنمور.