×
محافظة المنطقة الشرقية

القوات الروسية تحاصر قواعد عسكرية اوكرانية .. واوكرانيا تستدعي قوات الاحتياط

صورة الخبر

شغلت التطورات الأوكرانية والتركية القنوات الحكومية وشبه الحكومية في سورية، واحتلت الحيز الأكبر من نشرات الأخبار وبرامج الحوارات والتقارير المصورة خلال الأيام الماضية. وانشغلت القنوات السورية بتحليل الأحداث الأوكرانية وتقويمها، مطمئنة متابعيها إلى أن تسارع المجريات هناك لن يؤثر في موقع الحليف الروسي في النظام العالمي، ولن يغير موقف الاتحاد من النظام السوري. كما أكّدت هذه القنوات أن مجريات الأحداث في تركيا وتصاعدها خلال الأيام الأخيرة ضد حزب «العدالة والتنمية»، وضد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، خصوصاً في ما يتعلق بالتسجيلات الجديدة، سيكون عاملاً حاسماً في «الحرب الكونية» على سورية. وخصصت قناة «سما» (شبه الحكومية) حلقات من برامجها الحوارية في الأيام الماضية لقراءة الأحداث الأوكرانية، معرّجة على سرعة انهيار الحكم هناك، مؤكدة أن ما يحدث في كييف هو عبارة عن استكمال لـ «المؤامرة الكونية» التي تحاك ضد النظام السوري ورئيسه بشار الأسد ومحور الممانعة متمثلاً بـ «روسيا وإيران وحزب الله». وأكّدت هذه البرامج عبر محلليها أن الحليف الروسي لن يتأثر، لا من قريب ولا من بعيد بهروب الرئيس الأوكراني أو بسيطرة المعارضة على الحكم. واعتبرت القناة أن أهداف «محور الشر الأميركي الإمبريالي الماسوني الصهيوني» لن تنجح في إعادة حرب الشيشان إلى المنطقة السوفياتية، أو في إرساء معالم «القاعدة» في تلك المنطقة. واحتل تصريح موسكو بأن «المستولين على السلطة في أوكرانيا يقمعون معارضيهم بأساليب ديكتاتورية وإرهابية»، موقع الريادة في النشرات الإخبارية للقناة شبه الحكومية المرتبطة بالسلطات السورية. في المقابل، ركّز التلفزيون الرسمي السوري (الفضائية والإخبارية) على مطالبات المعارضة التركية رئيس الحكومة أردوغان بالاستقالة بعد التسجيلات المسربة الأخيرة، وأفسحت برامج القناتين مساحة واسعة لقراءة التبعات وتحليل الحيثيات المتعلقة بتطور الأحداث في أنقرة. ولم تغب أخبار فنزويلا والصراعات الجارية هناك والتظاهرات المتلاحقة والأحداث الدموية ودعوات الحوار عن الآلة الإعلامية السورية التي تبنت خطاب الحكومة الفنزويلية بأن أميركا وإسرائيل متورطتان في الأحداث، وأن «الإمبراطورية» الأميركية تسعى لزعزعة أميركا الجنوبية في سبيل مآربها الخاصة. مع أخبار أوكرانيا وتركيا وفنزويلا غاب الخبر السوري عن القنوات المحلية، باستثناء بعض انتصارات «الجيش الباسل» على «قطعان المرتزقة» و «الإرهابيين» في مناطق متفرقة من البلاد. واللافت في التغطيات المتلاحقة للقنوات السورية للأحداث الخارجية ازداوجية المعايير بالنسبة إلى القيادة السياسية وتالياً بالنسبة إلى الآلة الإعلامية الحكومية، ما يعيد إلى الأذهان بداية الأزمة في البلاد. ففي حين يغطي الإعلام السوري الأحداث الدموية «كما يسميها» في فنزويلا، كان يغفل القمع الذي مارسته قوات النظام السوري تجاه المدنيين في حماة ودرعا وإدلب قبل ثلاث سنوات ولا يلقي بالاً لأكثر من 150 قتيلاً سقطوا في سورية. وفي حين يطالب التلفزيون السوري بتنحي أردوغان على خلفية قضية فساد، يتناسى الفساد المستشري في الجسم الحكومي السوري، من الهرم حتى القاعدة، وفيما يتكلم عن قمع «المستولين على الحكم في أوكرانيا معارضيهم بأساليب ديكتاتورية وإرهابية»، كما يقول، كان يتناسى الاعتقالات المتلاحقة للناشطين السلميين في سورية. ازدواجية المعايير في الإعلام السوري والحكومة السورية ليست بجديدة على المتابع الذي اعتاد ما تبثه هذه القنوات من أحداث تخدم مصالح النظام فقط وتعزز سطوته، وتغفل ما يدينه، لكنّ الجديد في التغطيات لأحداث أوكرانيا وتركيا وفنزويلا، خبراً وتحليلاً وقراءةً، هو تطور الخطاب الحكومي السوري الذي أصبح يستخدم الإسقاطات والتشبيهات بطريقة رمزية، فلم يعد يكتفي الإعلام الرسمي بالهجوم المباشر على معارضيه ومناوئيه والتشهير بهم والأنقاص من وجودهم، بل أصبح يستخدم الأحداث الخارجية كرمزية لـ «حربه الكونية»، ولبطولاته المتواصلة... ولكن هذه المرة كانت هذه البطولات مرتكزة ليست فقط على دماء السوريين، بل أيضاً على دماء الأتراك والأوكرانيين والفنزويليين. الشاشة