إنها صفعة قوية وغير متوقعة هذه التي تلقاها الكيان الصهيوني عندما اعتمد المجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو في الاسبوع الماضي بأن المسجد الأقصى الشريف هو تراث إسلامي خالص نافية وجود أي ارتباط ديني لليهود بالمسجد الأقصى وحائط البراق، كما أكدت اليونسكو بأن المسجد الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح هما لفلسطين! كما طالب القرار بإرسال لجنة تحقيق حول المساس بالإرث الحضاري لمدينة القدس، وإذا ثبت ذلك فستعتبر هذه جريمة وفقاً للقانون الدولي الإنساني! كما دان القرار الاعتداءات الإسرائيلية المتزايدة والتدابير غير القانونية التي يتعرض لها العاملون في دائرة الأوقاف الإسلامية والتي تحد من تمتع المسلمين بحرية العبادة والوصول إلى المسجد الأقصى! «النتنياهو» كعادته استشاط غضباً وهدّد وتوعد وقال إن نفي ارتباط القدس باليهود يشابه نفي ارتباط حائط الصين بالصين ونفي ارتباط الأهرامات بمصر كما قام بقطع العلاقات بين كيانه المجرم واليونسكو وهدد بعدم السكوت عن ذلك القرار. ونحن على يقين بأن الكيان الصهيوني سيتمكن من تغيير قواعد التصويت في اليونسكو خلال السنوات المقبلة لسلب الدول العربية من الهيمنة على القرار، فإسرائيل ترى نفسها هي المهيمنة على جميع مؤسسات الأمم المتحدة ولا ترضى بإفلات أي مؤسسة من قبضتها، وهذا هو «النتنياهو» يتهرب من لجنة التحقيق حول جرائم إسرائيل في غزة، كما رفض المبادرة الفرنسية حول فلسطين وقاطعها كما قاطعها محمود عباس الذي تقطّع من الحزن في جنازة السفاح شمعون بيريز! وقبلها ذهب النتنياهو إلى قلب الكونغرس الأميركي ليبطل قرار أوباما في الاتفاق النووي مع إيران وليقلب عليه الطاولة. ما حقيقة هيكل سليمان؟! حسب الرواية اليهودية فإن داود عليه السلام هو الذي أسس لبناء الهيكل ولكنه مات قبل بنائه، وأن ابنه سليمان عليه السلام هو الذي قام ببناء الهيكل «بيت الرب» فوق هضبة الحرم حيث يوجد المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة! وقد ثبت في صحيح البخاري عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه أخبر بأن أول مسجد وضع في الأرض هو المسجد الحرام ثم بيت المقدس وكان بينهما أربعون سنة. وقد أثبتت الأبحاث المضنية التي بذلها اليهود لإيجاد الهيكل أنها لم تصل إلى أي شيء، وقد حفر اليهود كثيراً من الانفاق تحت الأرض بحثاً عن هيكلهم المزعوم، والحقيقة هي أن سليمان عليه السلام قد بنى المسجد الأقصى القائم الآن، وأن مزاعم اليهود كاذبة وهدفهم هو هدم المسجد الأقصى وإقامة هيكلهم المزعوم مكانه، ولا شك أن المسلمين هم أولى بداود وسليمان عليهما السلام وبالتالي فهم أحق بالهيكل من اليهود. إن هؤلاء يستخدمون منطق القوة للوصول إلى أهدافهم ويستغلون ضعف المسلمين وتمزقهم لتمرير أساطيرهم الكاذبة عليهم، ولكن الله تعالى سينصرنا على اليهود حتى ينطق الحجر والشجر ويقول: «يا مسلم يا عبدالله، إن ورائي يهودي فتعال فاقتله».