في اعتقادي أن ثقافة التطوع من أهم الأمور التي يقاس بها تطور مجتمع ما واستنارة عقليات أفراده. التسويق لثقافة التطوع ونشرها من واجب المثقفين كأفراد كما هو واجب مؤسسات المجتمع المدني والحكومات المستنيرة، للإعلام المستنير دور بارز أيضا في هذا التوجه. سعدت كثيراً بدعوة الأخ العزيز عيد العنزي رئيس مجلس إدارة «مجلس حي النظيم التطوعي» لحضور فعاليات خطط مشاريع العام المقبل واستعراض ما أنجزه المجلس العام الجاري. حي النظيم الذي يقع شرق الرياض وذو الكثافة السكانية العالية كان ولا يزال يعاني إهمالا وعدم التفات لحاجات سكان الحي من الخدمات ولأن الحاجة أم الاختراع فقد انبثق هذا المجلس من رحم المعاناة بفضل عقليات كثير من سكان الحي المستنيرين وخاصة من الشباب من الجنسين. كثير من المؤمنين بالعمل التطوعي المشجعين لفكرة التطوع والداعمين لها من سكان أحياء الرياض الأخرى حضروا لتشجيع سكان النظيم على هذا المجلس الذي بدأ في خدمة السكان منذ سنتين أو ثلاث وأنا أحد من حضر تلبية للدعوة الكريمة ودعما للعمل التطوعي. رعى تلك الليلة التطوعية المضيئة الضيف الرئيسي رفيق الحرف جميل الروح الصديق نجيب الزامل الذي استحق اللقب الذي أطلقه عليه مجلس حي النظيم التطوعي وهو رائد العمل التطوعي في العالم العربي. الاستقبال ودقة التنظيم تدل على احترافية مذهلة. مجلس حي النظيم التطوعي عبارة عن خليط من الطيف المجتمعي بمختلف شرائحه وكل ما حولك يدل على مجتمع متحضر. أسهب السيد زيد الخمشي في الحديث عن الخطط ومشاريع المجلس بطريقة توحي للمتلقي بدقة التنظيم مرة أخرى. في العرض التليفزيوني المسجل كان هناك بعض كبار السن الذين أطلقوا صرخة احتجاج في وجه التجاهل التنموي لهذه الجغرافيا التي رحمها الله بهذا المجلس الذي استطاع إيصال صوتهم إلى من يهمه الأمر لمزيد من الاهتمام فلا يزال الحي يفتقد إلى مستشفى حكومي مثلا أو حدائق عامة كبيرة ومتنزهات منظمة أو مكتبة مركزية تفي بحاجة السكان. يعاني كثير من سكان الحي من قلة الدخل التي ربما تصل لمرحلة الفقر ولن يستطيع المجلس مساعدة آلاف الأسر التي تحتاج إلى كثير من كل شيء وتكدس العمالة الوافدة بشكل لافت للأنظار. من هنا أتقدم إلى الحاكم الإداري لمنطقة الرياض سمو الأمير الإنسان خالد بن بندر وسمو نائبه الأمير النبيل تركي بن عبدالله بلطف التكرم بإيعاز الجهات الخدمية الحكومية لبذل مزيد من التواصل مع المجلس التطوعي لخدمات أفضل لسكان الحي الذين يعقدون الأمل بعد الله على الأمير ونائبه في توجيه المسؤولين تجاه هذا الحي لكي يحظى بنصيبه أسوة ببقية أحياء الرياض. وتحية إجلال وإكبار لأعضاء المجلس التطوعي من سكان حي النظيم العظيم وتحية أخرى للقسم النسائي من هذا المجلس التطوعي الذي تديره كوكبة من فتيات النظيم المستنيرات فقد نقلت لي إحدى الزميلات أن القسم النسائي لا يقل تنظيما واحترافية وأن هناك من فتيات الوطن اللاتي نفخر بهن يعملن كخلية نحل من أجل تقديم الأفضل لسكان الحي لإيمانهن بالعمل التطوعي بتحضر ورقي. وكما قال نجيب الزامل أقول لكم اعتبروني نظيميا متطوعا لإعجابي بمجلسكم الذي يعتبر أنموذجا لبقية الأحياء بقسميه. شكرًا لدعوتكم سكان النظيم العظيم.
