أظهرت المؤشرات والبيانات حسب آراء بعض المسؤولين والمعنيين من الخبراء في قطاع الطاقة، أن هناك متغيرات متعددة ستشهدها قطاعات الطاقة خلال الفترة المقبلة، بسبب زيادة التنافس بين المنتجين على مستوى الطاقة التقليدية، والتوجه نحو الاستثمار في الطاقة النظيفة، الأمر الذي سيؤدي إلى استمرار حالة التنافس على أشكال الطاقة ومصادرها عالمياً. وأشارت شركة نفط الهلال في تقريرها إلى المقاييس والمعايير والتطورات التي ستؤثر في أدوار مصادر الطاقة ومراكزها المتقدمة التي ستحققها مستقبلاً في الأسواق، لافتة إلى الخطط الاستراتيجية التي يتخذها المستهلكين في كيفية ترشيد استهلاكهم للطاقة في ظل الارتفاع الملحوظ على الطلب وتكلفة مصادرها الباهظة. وقال التقرير إن حالة زيادة الطلب وارتفاع تكلفة مصادر الطاقة يعود إلى الأولويات المتبعة في مجال التنمية والرغبة في استغلال الثروات المتوافرة، دون النظر إلى التأثيرات السلبية في البيئة أو على مسارات أسواق الطاقة التقليدية، مرجحة أن الطلب العالمي على الفحم والغاز الطبيعي سيزيد في المستقبل، وسيسجل ارتفاعات ملموسة خلال السنوات القليلة المقبلة، وسيصبح من أهم مصادر الطاقة، فضلاً عن بقاء استهلاك النفط عند حدوده العليا. وبين التقرير أن أسواق الطاقة تشهد ارتفاعاً بسبب تعدد مستويات الطلب وتنوع استهلاك الطاقة المنتجة، إضافة إلى الابتكارات والإبداعات الحديثة التي تتركز على تحويل الغاز الطبيعي إلى أهم اللاعبين في أسواق الطاقة العالمية، ورفع حجم استهلاكه، كونه يعمل على الحد من الاحتباس الحراري الذي يؤثر في البيئة والطبيعة. ورجح التقرير أن تكون دول المنطقة والخليج العربي ضمن المناطق التي ستشهد نمواً كبيراً في حجم الطلب على الغاز الطبيعي وتضخم حجم الاستثمارات فيه، نظراً لتزايد الاعتماد عليه في توليد الطاقة الكهربائية، كما أن هذا النمو سيصحبه ارتفاع تكلفة الطاقة الإنتاجية للغاز الطبيعي، وسيضمن لكبار المستثمرين المحافظة على مواقعهم التنافسية في الأسواق العالمية الخاصة بالطاقة النظيفة. وأكد أن الفحم والنفط والغاز تعتبر من أهم مصادر الطاقة المتوافرة للاستهلاك في العالم، حيث تشكل نسبة الغاز 24% من خليط مصادر الطاقة الكلية، ويستحوذ النفط على نسبة تتجاوز 32% من مصادر الطاقة المتوافرة. في المقابل، فإن مؤشرات النمو على الغاز مستمرة بشكل ملحوظ بسبب انخفاض تكلفته مقارنة بتكاليف إنتاج الطاقة النظيفة، وتوفره بكميات هائلة حول العالم، إضافة إلى حجم الخطط والاستثمارات المتزايدة التي ستؤهله لأن يصبح المصدر الأول لتوليد الطاقة الكهربائية في العالم بحلول عام 2040. وأوضح التقرير أن صناعة الغاز تواجه تحديات متعددة لارتباط أسعارها بشكل كلي مع أسعار النفط، إضافة إلى بعض الفروقات التي يتم تسجيلها بين أطراف التعاقد، بسبب اتفاقيات الاستيراد طويلة الأجل، نظراً لارتفاع تكاليف الإمداد، كما أن العالم يشهد حالياً حراكاً كبيراً على صعيد بناء المزيد من المصانع لإنتاج الغاز المسال. أهم الأحداث في قطاع النفط والغاز (في منطقة الخليج) قطر قالت مصادر مطلعة إن قطر أجلت بدء تشغيل مشروع غاز برزان بعد اكتشاف تسرب في أحد خطوط أنابيب الغاز. والمشروع البالغة تكلفته عشرة مليارات دولار هو مشروع مشترك بين قطر للبترول وإكسون موبيل تديره راس غاز وهو مصمم لتغطية الطلب المتزايد على الطاقة في البلد الخليجي الذي يستعد لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2022. وبعد تأجيل المشروع أكثر من مرة كان من المقرر بداية المرحلة الأولى في نوفمبر/ تشرين الثاني لتعزيز الطاقة الإنتاجية القطرية في قطاع الغاز بما يصل إلى ملياري قدم مكعبة يوميا عندما يصل إلى المشروع إلى طاقته الإنتاجية في النصف الأول من 2017 ،لكن جرى اكتشاف التسرب في الأسابيع الأخيرة. الإمارات وقعت مؤسسة نفط الشارقة الوطنية مذكرة تفاهم مع شركة يونيبر لاستيراد الغاز الطبيعي المسال إلى ميناء الحمرية بإمارة الشارقة لتلبية الطلب المتزايد بالإمارة والمناطق الشمالية. وبموجب المذكرة، يتوقع أن تصل أولى شحنات الغاز إلى الشارقة في ربيع 2018 وسيكون ممر الغاز إلى حقل الصجعة كمحطة وصول أولى ليتم نقله إلى المناطق الشمالية عبر شبكة خطوط الأنابيب المنتشرة هناك. وسيتم طرح الغاز للبيع في المنطقة إضافة إلى المستهلكين الجدد الذين يرغبون في توفير كميات كبيرة ولفترات طويلة من الغاز وبناء على مذكرة التفاهم سيكون الغاز متوفرا بصورة مستمرة. العراق قالت كويت إنرجي الكويتية إنها بدأت الإنتاج من بئر الفيحاء-2 في الرقعة 9 الواقعة في محافظة البصرة جنوب العراق. وقالت الشركة النفطية الخاصة إن حفر بئر فيحاء-2 بدأ في الثالث من يناير/ كانون الثاني الماضي واستقر الإنتاج بمتوسط معدل يومي قدره 5600 برميل نفط يوميا. من ناحية ثانية، أعلنت دي.ان.أو النرويجية اكتمال ثلاث آبار إنتاج جديدة في حقل طاوكي بإقليم كردستان العراق ضمن برنامج تنقيب انطلق في يوليو /تموز 2016. وتبدأ أعمال حفر بئر رابع الأسبوع المقبل. ومن المتوقع أن تقل تكلفة الآبار الأربع عن 20 مليون دولار وستضيف نحو عشرة في المئة للطاقة الإنتاجية بالحقل. وألغيت في سبتمبر أيلول خطط لاستخدام منصة حفر ثالثة، لكن الشركة تتوقع إعادة إطلاق الاستثمارات لزيادة الإنتاج إلى مستوى مستهدف يبلغ 135 ألف برميل من النفط يوميا بعد استئناف المدفوعات بشكل منتظم. وبلغ متوسط حجم إنتاج طاوكي في الربع الثالث من العام 109 آلاف و159 برميلاً يومياً منها 108 آلاف و759 برميلا يوميا سلمت للتصدير عبر تركيا. السعودية قالت شركة النفط الوطنية السعودية أرامكو إنها أرست عقدا طويل الأجل على شركة الإنشاءات البترولية الوطنية بأبوظبي للعمل في منشآت أرامكو البحرية. وقالت أرامكو في بيان خلا من القيمة المالية أو تفاصيل العمل، إن شركة الإنشاءات البترولية ستسهم في بناء منصات نفط وغاز بحرية وخطوط أنابيب وكابلات كهرباء وغيرها من البنية التحتية. مدة العقد ستة أعوام وقابل للتمديد إلى 12 عاما وهو خامس عقد من هذا النوع توقعه أرامكو. ففي يونيو/ حزيران من العام الماضي منحت الشركة أربعة عقود مماثلة لشركات هندسية أخرى.