محمد عريقات (عمّان) صدر عن المؤسسة العربية للنشر والتوزيع في بيروت وعمّان كتاب جديد للدكتور سيد عبد الله السيسي بعنوان: «ما بعد قصيدة النثر.. نحو خطاب جديد للشعرية العربية»، يناقش ما آلت إليه تجربة الحداثة الشعرية إبداعياً ونقدياً، من خلال مساءلة المرجعيات النظرية والنقدية للحداثة العربية التي أدت بقصيدة النثر وبالشعرية العربية لما هي عليه راهناً. وفي التقديم للكتاب تساءل المؤلف: هل تكشف قصيدة النثر بالفعل أزمة في الشعر العربي؟ أم أن ما تكشفه في الحقيقة هو أزمة الخطاب النقدي في الأساس، وتحديداً في تصورات المؤسسات النقدية للشعرية العربية، وفي أزمة الخطاب النقدي في صياغته مفهوم الشعرية؟ ويقدم الكتاب مراجعة للخطاب الشعري وللخطاب النقدي معاً، من خلال مساءلة تبدأ بوضعية قصيدة النثر في اللحظة الراهنة بوصفها ممثلة لـ “الشعرية العربية”، وذروة ما وصلت إليه تلك الشعرية من تطور عبر تحولاتها في تاريخ الشعر العربي الحديث. وهدفت الدراسة إلى تقديم ممارسة قرائية للنص الشعري، تسعى إلى تجاوز المنظومة الإجرائية التقليدية في تحليل الشعر العربي بأبعاده التشكيلية، بعيداً عن المقولات الجاهزة من داخل الخطابات التأسيسية لجماليات قصيدة النثر أو من خارجها، لأن المنظومة التقليدية التي كنا ندرس من خلالها القصيدة لم تعد كافية حتى لدراسة الشعر التقليدي ذاته. ويقدم الكتاب ممارسة قرائية أكثر وعياً بمقتضيات تأسيس آليات جديدة لمقاربة القصيدة الحديثة، تتجاوز ما قدمته المنظومة التقليدية في النقد العربي إلى الإفادة مما تقدمه الدراسات الأحدث في تحليل البنى التكوينية للنص الشعري من بنى لغوية وتصويرية وإيقاعية. ويناقش الكتاب التحولات التي مرت بها قصيدة النثر العربية والغربية في سياق التحول من الحداثة إلى ما بعد الحداثة، بتجلياتها الفلسفية والأيديولوجية والاجتماعية والجمالية، وكذلك بعض السمات الأخرى التي اقترنت بالحداثة وما بعدها، مثل الاغتراب أو العدمية أو التشيؤ والاستلاب، إضافة إلى بعض التصورات التي نبهت لضرورة تصحيح المسار الذي اتجهت فيه إلى ما بعد الحداثة، لما ارتأوه فيها من مخاطر قد تودي بكل ما هو إيجابي في قيم الحداثة أو ما بعدها.