عندما بدأ الأطفال في صنع الأماني، أصبحوا يلّحون بها أمام الأب، الذي وعدهم بتحقيق أمانيهم وأحلامهم بعد قضاء الديون التي عليه. عاش كل عمره جندياً يخدم وطنه، سافر مع المجرمين لتسليمهم للعدالة، ضربوه في الطريق، سهر الليالي يحرس المنشآت الحكومية، وقصور الأمراء، حتى اخترقت حربة البندقية التي يتكئ عليها عاتقه ذات نعاس. الأطفال تتسع دائرة أحلامهم، باتساع خطواتهم نحو الحياة، والحياة لا ترحم بعوارضها التي لا تنتهي، رغم ذلك يستقبل الضيوف ويكرمهم، يؤوي السائلين في بيته، ويضطر أن يتدين. ابتاع بيتاً شعبياً من أجل صغاره، تحمل ديناً آخر فاشترى (ونيت) لينقلهم إلى مدارسهم، والمشافي إذا توعكوا. أصبح يذهب مرتبه البسيط أقساطاً شهرية للبيت، والسيارة، والنثريات، لم يتوقف الأطفال عن أحلامهم، ويعدهم بعد خلاص الدين. حتى بعد أن انتهى من أقساط بيته الشعبية لم يفرح لأن البيت المجاور لبيته الشعبي سوف يباع، وسوف يغلق الباب الرئيس الذي تدخل منه صحون القرى للضيوف، فقام بشرائه بالتقسيط أيضا. الأطفال يتوجهون إلى أمهم بعد أن اشتعل الشيب في وجه الأب، يسألون أمهم متى تخلص الديون؟ ترد: حزه يرد الأطفال متى حزه؟ يكبر الأطفال يعون الحياة جيداً، يتقاعد الأب، ويدفع حقوقه لأصحاب الحق. حتى أمنيته أن يشتري لاند كروزر ويقضي حياته في الترحال في البرار والقفار ليكتشف وطنه لم تتحقق. كبر الأطفال، مات الأب، وبقيت الأحلام معلقة.