في تطور مفاجئ، تم أمس الإعلان عن زيارة وُصفت بأنها مهمة لرئيس مكتب الأمن الوطني السوري علي مملوك على رأس وفد أمني رفيع للعاصمة المصرية وإجرائه محادثات مع نظيره المصري اللواء خالد فوزي. وكان لافتاً أن الإعلان عن الزيارة تم عبر وسائل الإعلام السورية الرسمية. وأوضحت مصادر في القاهرة لـ «الحياة» أن زيارة مملوك، رئيس مكتب الأمن الوطني السوري، تمت بناء على رغبة الجانب السوري لتوجيه الشكر لمصر على موقفها في مجلس الأمن الداعم لوقف إطلاق النار في حلب. وكانت مصر صوتت لصالح القرارين الفرنسي والروسي كونهما - كما فسّرت الخارجية المصرية - يدعمان وقفاً للنار وسبلاً لإدخال المساعدات. وأشارت المصادر إلى أن القاهرة استجابت رغبة دمشق وأرسلت دعوة إلى مملوك والوفد المرافق. وقالت المصادر إن مملوك زار القاهرة الأحد وليوم واحد وعقد محادثات أمنية تناولت مسارين. الأول سياسي وتناول الحديث حول عناصر الموقف المصري الأخير في مجلس الأمن، فيما أطلع الجانب السوري القاهرة على ما وصفه بـ «النجاحات العسكرية» التي تحققها القوات المسلحة السورية بالتعاون مع الروس، مؤكداً أنها حققت نتائج مرضية في الأسابيع الأخيرة. وطلب مملوك استمرار التنسيق في التحركات المستجدة في مجلس الأمن بهدف توفير قرارات دولية تعمل على تخليص مدينة حلب من «المنظمات الإرهابية»، بحسب وصف حكومة دمشق، ودرس إمكان أن تتبنى مصر دعم الموقف السوري في مشاريع القوانين الممكن أن تُقدّم إلى مجلس الأمن. وكشفت المصادر أن دمشق طلبت من القاهرة دعماً لمواقفها باعتبار أن سورية «تواجه خطراً داهماً من الإرهاب المنتشر في المنطقة والذي في حال انتصاره سيُغرق المنطقة في بحار من الدم ويدخلها في عقود من عدم الاستقرار». وأكدت المصادر أن القاهرة لم تقدّم أي إجابات للوفد السوري في شأن هذه النقطة، مشيرة إلى أن المسؤولين الأمنيين المصريين استمعوا فقط لعرض الجانب السوري ومطالبه التي تأمل بحصول تنسيق سياسي ودعم واسع لدمشق. أما على مستوى المسار الثاني الأمني، فتناول الاجتماع سبل التنسيق بين البلدين، حيث طلبت مصر قائمة بأسماء أعضاء «الجماعات الإرهابية» الموجودة في سورية من المصريين، ومن هو موجود منهم حالياً في حوزة السلطات المصرية. وأشارت المصادر إلى أنه تم الاتفاق على تبادل معلومات استخباراتية في ما يتعلق بالمصريين في سورية و «علاقتهم بالمنظمات الإرهابية واتصالاتهم المرصودة، وعما إذا كانت هناك اتصالات لهم مع الجماعات الناشطة في سيناء». وأيد الوفد السوري، بحسب المصادر، المطالب المصرية بتسليم المطلوبين، كما سيتم إطلاع الجانب المصري على نتائج التحقيقات مع مصريين من أعضاء التنظيمات الإرهابية في سورية والموجودين في حوزة السلطات السورية، وتقدر القاهرة وجود مئات من المصريين المنخرطين في تنظيمات عاملة في سورية. وفي دمشق، قال مصدر سياسي سوري مواكب لزيارة مملوك لوكالة «فرانس برس» إن زيارته «ليست الأولى إلى القاهرة، إلا أنها أول زيارة معلنة». ومن النادر أن تواكب وسائل الإعلام السورية نشاطات مملوك أو تنشر صوراً له. ويعود آخر ظهور علني له إلى 13 أيار (مايو) 2015 لدى مشاركته في اجتماع عقده الرئيس السوري بشار الأسد مع مسؤول إيراني.