نجا شاب سعودي، من القصاص أمس، تنفيذاً لحكم صدر بقتله، إثر إقدامه قبل سنوات على طعن والده حتى الموت. إذ أعلنت أسرته العفو عنه في ساحة القصاص في مدينة سيهات (محافظة القطيف)، التي شهدت بالتزامن تنفيذ القصاص في شاب آخر، قتل صديقه قبل سنوات في بلدة العوامية، بإطلاق النار عليه، إثر خلافات وقعت بينهم. ولم تنجح كل جهود الوساطة، في إقناع أسرة القتيل بالتنازل. وأُحضر المحكوم عليهما إلى ساحة القصاص صباح أمس، وسط حضور أمني كثيف، إضافة إلى حضور شعبي. وكان يفترض أن يتم أولاً تنفيذ حكم القصاص في قاتل والده، وهو من سكان مدينة سيهات. فيما علمت «الحياة» أن الجاني أدين بقتل والده قبل نحو 6 أعوام، بسبب خلافات بينهما. وفيما كان السيافّ يستعد لتنفيذ الحكم، أعلنت العائلة تنازلها عن قاتل والدهم، الذي هو والده أيضاً. واكتشفت الجريمة حين عُثر على المجني عليه (الأب)، وهو في العقد الخامس، مقتولاً في صالة منزله، الواقع في حي الكوثر، بعد تلقيه ثلاث طعنات في الصدر، منها طعنة نافذة في القلب، ولم يكن أحد في المنزل أثناء وقوع الجريمة سوى الأب. وحامت الشبهات حول عدد من الأشخاص. وضيّق المحققون الشبهات حول الابن (في العقد الثاني)، إلا أنه أنكر التهمة، محاولاً إقناع أسرته والمحققين بأن والده أقدم على الانتحار، قبل أن يعترف لاحقاً بارتكاب الجريمة. وبررها بـ «خلافات عائلية». وتمت مصادقة اعترافاته شرعاً. يذكر أن الجاني هو من قام بإبلاغ الشرطة عن مقتل والده، «لتضليل رجال الأمن». كما قام بتبديل ملابسه، وإخفاء سلاح الجريمة (سكين). وكان حينها طالباً في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن. وما أن صدر الحكم بقتله قصاصاً، حتى تباين موقف العائلة من تنفيذ الحكم في القاتل، إذ قرر أخوته الأشقاء فقط (هو أكبرهم) التنازل عن أخيهم. فيما لم يتنازل بقية أخوته من والده، عن حقهم في القصاص من أخيهم. وهو ما جعل خبر التنازل غير متوقعاً من جانب الجاني. الذي كان موقناً بأن يوم أمس، سيكون يومه الأخير في هذه الدنيا. قبل أن يتفق جميع أولياء الدم على التنازل عنه، «لوجه الله سبحانه وتعالى»، كما ذكر أحد القريبين من العائلة. وفيما انهار المحكوم عليه غير مصدق ما يسمعه، وعم التكبير والتهليل ساحة القصاص في مدينة سيهات، فور الإعلان عن العفو عن القاتل الأول. إلى ذلك، نفذت وزارة الداخلية أمس، حكم القصاص في عبدالله جعفر محمد المبيوق، من أهالي بلدة العوامية، وذلك بعد إدانته بقتل محمد تركي نصر الفرج، قبل نحو 5 سنوات. وتم تنفيذ الحكم في ساحة القصاص في مدينة سيهات. وأصدرت الوزارة بياناً بشأن تنفيذ حكم القتل، أوضحت فيه، أن «عبدالله جعفر محمد المبيوق (سعودي الجنسية) أقدم على قتل محمد تركي نصر الفرج (سعودي الجنسية)، وذلك بإطلاق النار عليه من مسدس، طلقات عدة، ما أدى إلى وفاته، إثر خلاف حدث بينهما». وتمكنت سلطات الأمن من «توقيف الجاني، وأسفر التحقيق معه عن توجيه الاتهام إليه بارتكاب جريمته، وبإحالته إلى المحكمة العامة صدر في حقه صكٌ شرعي يقضي، بثبوت ما نسب إليه شرعاً، والحكم عليه بالقتل قصاصاً، وصُدّق الحكم من محكمة الاستئناف ومن المحكمة العليا، وصدر أمر ملكي بإنفاذ ما تقرر شرعاً، وصدق من مرجعه في حق الجاني». وذكرت الداخلية في بيانها أنه تم «تنفيذ حكم القتل قصاصاً في الجاني عبدالله جعفر محمد المبيوق اليوم (أمس الأربعاء) في محافظة القطيف». قتلشرطة القطيفقصاص