أعلن النظام السوري أمس قتل 175 معارضاً في مكمن في الغوطة الشرقية، في ضربة شنها مسلحون من «حزب الله» بدعم من قوات النظام، استهدفت قوات المعارضة التي كانت تحاول تخفيف الضغط عن الثوار المحاصرين في مدينة يبرود ومحيطها في منطقة القلمون الاستراتيجية شمال دمشق. وتركّزت الأنظار أمس على المواجهة المحتملة بين «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) وبين «جبهة النصرة» بعد الإنذار الذي وجهه زعيم الأخيرة أبو محمد الجولاني لـ «الدولة» محدداً خمسة أيام لقبولها التحاكم إلى الشرع وإلا لجأ إلى شن حرب عليها ليس فقط في سورية بل أيضاً في العراق. وإذ لوحظ أن الجولاني هدد «الدولة الإسلامية» التي يقودها أبو بكر البغدادي بأنها ستذوق «المر العلقم» الذي ذاقته في دير الزور على يد مقاتلي «النصرة» وجماعات أخرى، وكان لافتاً أن مناصري «الدولة الإسلامية» وزعوا على شبكة الإنترنت أمس مشاهد لقافلة ضخمة من العربات التي تقل مئات المسلحين من «الدولة» في طريقهم إلى دير الزور، كما قالوا، في مؤشر إلى نيتهم ربما استعادة المناطق التي خسروها في هذه المحافظة. (راجع ص 4) وأعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في تقرير طويل أمس أن المواجهات بين «الدولة الإسلامية» ومعارضيها منذ مطلع الشهر الماضي أوقعت 3300 قتيل، وهي أعلى حصيلة تُقدّم حتى الآن للمواجهات بين «الجهاديين» في سورية. وبالنسبة إلى مكمن الغوطة أمس، أفاد «المرصد» أنه «تأكد استشهاد ومصرع 152 مقاتلاً من جبهة النصرة والكتائب الإسلامية المقاتلة وأسر 7 جرحى آخرين في كمين نفذته قوات حزب الله مدعمة بالقوات النظامية بين بلدتي العتيبة وميدعا في الغوطة الشرقية». وكان «المرصد» في رواية سابقة قال إن ثمة 70 قتيلاً من المعارضة و79 مفقوداً. أما وكالة «سانا» الرسمية فتحدثت عن قتل 175 مسلحاً من «النصرة» ومجموعة إسلامية أخرى كانوا في طريقهم لتخفيف الضغط على المعارضة في القلمون. وفي برلين (رويترز) قال مسؤولون في الاستخبارات إن ألمانيا تواجه تهديداً متزايداً من التعرض لهجمات بسبب عودة نحو 12 متشدداً ألمانياً بعد مشاركتهم في الصراع في سورية واكتسابهم معرفة متقدمة باستخدام الأسلحة وصنع القنابل. وقال هانس جورج ماسن رئيس وكالة الاستخبارات الداخلية إن حوالى 300 مواطن ألماني غادروا إلى سورية للانضمام الى المسلحين الذين يقاتلون النظام وإن أكثر من 20 منهم قتلوا هناك. وقال مسؤول ألماني طلب عدم نشر اسمه: «لا أستبعد أن يخططوا (أي العائدين من سورية) لهجمات». وذكرت وكالة الاستخبارات الداخلية أن هناك علامات على أن أشخاصاً كانوا قد عادوا من سورية الى مدن أوروبية أخرى بدأوا التخطيط لهجمات لكن جرى إحباط هذه الخطط. وفي تطور لافت، أصدرت «الدولة الإسلامية في العراق والشام» بياناً أمس أعلنت فيه أن زعيمها البغدادي أعطى «عهد الأمان لنصارى الرقة مقابل التزامهم بأحكام الذمة». وأوضح البيان أن اجتماعات حصلت مع ممثلين للطائفة المسيحية في الرقة وان هؤلاء خُيّروا بين اشهار اسلامهم أو البقاء على دينهم مع قبول أحكام الذمة، وأنهم بعدما عقدوا مشاورات بين مسيحيي الرقة جاؤوا برد يقضي ببقائهم على دينهم وقبولهم أن يتم التعامل معهم على أنهم ذميون. وجاء في نص عهد الأمان: «هذا ما أعطاه عبدالله أبو بكر البغدادي أمير المؤمنين نصارى الرقة من الأمان: أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم وكنائسهم وسائر ذراريهم في ولاية الرقة، لا تهد كنائسهم، ولا ينتقص منها، ولا من حيزها، ولا من شيء من أموالهم، ولا يكرهون على دينهم». لكن نص العهد اشترط على المسيحيين في الرقة أن لا يقيموا في مدينتهم ولا في ما حولها «ديراً ولا كنيسة ولا صومعة راهب، ولا يجددوا ما خرب منها» و «أن لا يظهروا صليباً ولا شيئاً من كتبهم في شيء من طرق المسلمين أو أسواقهم، ولا يستعملوا مكبرات الصوت عند أداء صلواتهم» و «أن لا يقوموا بأي أعمال عدوانية تجاه الدولة الإسلامية». و «أن يلتزموا بعدم إظهار شيء من طقوس العبادة خارج الكنائس» و «أن لا يمنعوا أحداً من النصارى من اعتناق الإسلام إذا هو أراد ذلك». ومن الشروط أيضاً دفع جزية على الذكور «مقدارها أربعة دنانير من الذهب» على الأغنياء، ونصف ذلك على متوسطي الحال، ونصف ذلك أيضاً على الفقراء. ومنعهم العهد أيضاً من المتاجرة بالخمور وأن لا يشربوها علناً وأن يلتزموا بقرارات «الدولة الإسلامية» في شأن ضوابط «الحشمة في الملبس». وهذه المرة الأولى منذ عقود التي يتم فيها معاملة المسيحيين في سورية معاملة أهل الذمة. إسرائيلحزب اللهداعشجبهة النصرة