كانت وما زالت أخطاء الحكام في جميع أنحاء العالم جزءا من لعبة كرة القدم ومتعتها ومن يتضرر منها اليوم يستفد منها غداً وفي كل مكان تلعب فيه كرة القدم هناك اعتقاد خاطئ باستفادة فرق معينة من هفوات الحكام أكثر من غيرها بالذات إذا كانت فرقاً كبيرة ومسيطرة على البطولات عن سواها في ذلك البلد! ما أتحدث عنه هو الأخطاء المؤثرة التي تغير من نتيجة المباراة وتمنح فريقاً نقاطاً لم يكن يستحقها (من وجهة نظر تحكيمية فقط) وليست الأخطاء العادية التي تحدث في كل المباريات ولا تؤثر في أحقية فريق في حصوله على فوزه المستحق كعدم احتساب ركلة جزاء أو إلغاء هدف صحيح لفريق أنهى المباراة بفارق ٣ أو ٤ أهداف وفي هذا الموسم حدثت أخطاء مؤثرة (غير مقصودة) من بعض الحكام غيرت من سير المباريات وتسببت في حرمان بعض الفرق من نقاط مهمة سواء في منافساتنا المحلية أو المنافسات العالمية وستستمر ما دامت كرة القدم تركل في كل أنحاء المعمورة!. كمتابعين ومشجعين يجب أن لا تكون لدينا ازدواجية في الحكم على الأخطاء التحكيمية بل يجب أن نعترف بها سواء كنا مستفيدين أو متضررين وتكون نظرتنا واقعية تجاه ما يحدث من هذا (الجزء من اللعبة) وليس أسلوب (هذا الحكم متعمد لهزيمتنا لأنه مشجع للفريق المنافس) إذا كان فريقه متضرراً و(الأخطاء جزء من اللعبة) إذا كان فريقه مستفيداً وللأسف هذا ما يحدث في اعلامنا. ونظرة خاطفة لعناوين الجرائد في الجولتين الأخيرتين تشرح ما قصدته حيث كان الحكم حاضراً في إحداها ومختفياً في الأخرى برغم استمرار نفس الأخطاء الكوارثية لاختلاف المستفيدين والمتضررين في الجولتين! من حظ الأهلي السيئ أن جدولة مبارياته لا تخدمه في متابعة مطاردة الصدارة، فقد لعب ٤ مباريات استنزافية في أسبوعين وأعتقد أنه خلال ٣ جولات سيبتعد كثيراً عن النصر والذي يواصل جموحه نحو اللقب الثاني على التوالي بكل جدارة إلا في حال أن يكون نجوم الأصفر في غير حالتهم الطبيعية وهذا أمر أستبعده تماماً!. «هجر» حقق النتيجة الأبرز هذا الأسبوع لمعادلته الشباب في الدقائق الأخيرة وكان يستحق أن يخرج فائزاً أمام تدني مستوى الليث ولكنه حقق نقطة معنوية في معترك الدفء والابتعاد عن صراع المؤخرة! شكراً للأهلي والهلال فقد قدما لنا مباراة كلاسيكية انتهت كما بدأت بالحب والسلام وأثبتت للجميع أن الكبير يبقى كبيراً (في كل شيء) مهما كانت ظروفه!