في خطوة تشير إلى فتور في العلاقة بين البلدين، خفّضت السعودية تمثيلها الديبلوماسي في العراق، بعد طلب حكومة بغداد استبدال سفير المملكة ثامر السبهان، الذي اتهمته بـ «التدخّل في الشأن العراقي». وأعلن السبهان، أول من أمس، تسمية عبد العزيز الشمري قائماً بالأعمال في السفارة السعودية لدى بغداد. وكانت وزارة الخارجية العراقية، طلبت في 28 أغسطس الماضي، من نظيرتها السعودية، استبدال السبهان، من دون أن توضح أسباب طلبها، بعد أن اشتكت منه أكثر من مرة سابقا، بسبب ما وصفته بـ«تدخّلاته في الشأن العراقي»، و«الإساءة إلى الحشد الشعبي ودوره في تحرير المدن العراقية». وعلى صعيد علاقة العراق مع تركيا أيضاً، تزداد الأمور توتراً، بعد قرار مجلس النواب اعتبار وجود القوات التركية في معسكر بعشيقة شمال الموصل «قوات محتلة معادية» إثر مصادقة البرلمان التركي، في الأول من الشهر الجاري، على تمديد تفويض قرار حكومي، يجيز للقوات التركية شن عمليات عسكرية في سورية والعراق، لمدة عام. وفي أحدث تصريحات رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في هذا الشأن، دعا تركيا، أول من أمس، وبقية دول الجوار إلى «عدم التدخّل في شؤون العراق»، مضيفا أن «معركة الموصل ستشترك فيها القوات الوطنية العراقية فقط». ووجه رسالته إلى دول الجوار، بما فيها تركيا، قائلاً: «نريد أن نعيش في سلام وأمان معكم، وليس لدينا أي طمع في أراضيكم، وليس لنا عدوان على أراضيكم»، مضيفاً أن بلاده تسعى فقط إلى تحرير أراضيها من «داعش» وأن «جميع العراقيين، وبكل طوائفهم وأعراقهم، يقاتلون جنبا إلى جنب، ضد تنظيم داعش». ويحاصر الموصل الواقعة تحت سيطرة «داعش» 60 ألفاً من القوات العراقية والكردية استعداداً لاقتحامها، حسب ما نشرت صحيفة «غارديان» البريطانية. وأشارت تقديرات أميركية إلى وجود ما يقارب 6 آلاف مسلح لـ«داعش» داخل المدينة، موضحين أنهم يخطّطون لتفجير مصنع مواد كيماوية لصد هجوم القوات العراقية. وفي سياق متصل، كشف مسؤول الهيئة القيادية لـ «الجبهة الديموقراطية الشعبية» في إقليم كردستان العراق، محمد كياني، أن «تركيا أنشأت قاعدة جديدة لها في العراق». وقال كياني، وهو نائب سابق في «كتلة التغيير» الكردستانية في مجلس النواب، «هناك 18 قاعدة تركية في العراق حالياً، وقد بنى الأتراك قبل أسبوع، قاعدة جديدة في قضاء العمادية التابع لمحافظة دهوك (...) حكومة كردستان تدّعي أنها أبرمت اتفاقية مع الجانب التركي مدتها 50 عاماً، وعلى الحكومة العراقية ومجلس النواب التحقّق من هذا الأمر ومطالبة حكومة الإقليم والجانب التركي بإيقاف العمل بهذه الاتفاقية، لأنها مخالفة للدستور». بدوره، حذّر رئيس «منظمة بدر» والقيادي في ميليشيا «الحشد الشعبي» هادي العامري، من تشكيل الاقاليم على اساس عرقي وطائفي، قائلاً ان ذلك سيكون بداية للحرب الأهلية. وأضاف: «معركة الموصل عنوان وحدة العراق. وأبطال الحشد الشعبي سيشاركون في تحرير المدينة، وسندافع عن اهلها بدمائنا، ولا تدخّل لأي قوى خارجية في ذلك». ويطرح بعض السياسيين في الموصل خيار تشكيل أقاليم متعددة في محافظة نينوى، عقب تحريرها من قبضة «داعش». إلى ذلك (وكالات)، قتل 41 وأصيب 33 آخرون، أمس، بتفجير انتحاري نفسه داخل خيمة مليئة بمواطنين يحيون ذكرى عاشوراء، في حي الشعب شمال بغداد، كما ذكرت السلطات أن التفجير تزامن مع تشييع أحد السكان المحليين. وتبنى «داعش» العملية. وأكدت «قيادة عمليات بغداد» ان «الهجوم نفّذه انتحاري يرتدي حزاما ناسفا، فجّر نفسه وسط خيمة عزاء شخص في سوق شلال في حي الشعب الذي تسكنه غالبية شيعية». وأمس، قتلت عائلة عضو مجلس ناحية الإسحاقي شمال بغداد، عثمان بزيع، عقب استهداف «داعش» منزله في قرية كبان جنوب سامراء، بالشحنات الناسفة، ما أسفر عن مقتل زوجته وثلاثة من ابنائه. كما قتل 6 جنود بهجوم لعناصر من «داعش» على القوات المرابطة على أسوار قضاء الرطبة، محاولين اقتحامه وفرض السيطرة عليه، غير أن القوات العراقية أحبطت الهجوم. يشار الى أن القضاء، وهو المفرق الرئيس للطرق بين العراق والأردن وسورية، يشهد هجمات مستمرة من قبل التنظيم، محاولا بسط سيطرته عليه مجددا، بعد طرده منه.