×
محافظة المنطقة الشرقية

كاسياس: رحلت عن مدريد للتخلص من الانتقادات

صورة الخبر

هاجمت فرنسا وبريطانيا بشدة ما وصفاها بالسياسات المخزية التي تتبعها دول أوروبا الشرقية - المجر على الأخص - تجاه اللاجئين القادمين من الشرق الأوسط وإفريقيا، مؤكدتين أن بناء المجر جداراً على طول حدودها مع صربيا، تعتبر انتهاكاً لقيم الاتحاد الأوروبي. كما دعتا، إلى جانب ألمانيا، رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي إلى عقد اجتماع طارئ لوزراء العدل والداخلية خلال الأسبوعين المقبلين لمعالجة أزمة اللاجئين. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لراديو أوروبا 1 إنه في ما يتعلق بأولئك الذين يجبرون على ترك بلدانهم لأسباب سياسية، علينا أن نرحب بهم. وعلى كل الدول التجاوب مع ذلك. وفيما رحبت فرنسا وألمانيا ودول أخرى بهم، أرى تصرف الدول التي ترفض استقبال المهاجرين مخزياً. وأضاف فابيوس أنّ الاجتماع يتعلق تحديداً بدول أوروبا الشرقية، التي تتسم معاملتها للمهاجرين بالقسوة المفرطة. وأضاف في هذا الصدد إن المجر جزء من أوروبا، التي لها قيم معينة، ونحن لا نحترم هذه القيم عن طريق تشييد الجدران. وأوضح أن المجر لا تحترم القيم الأوروبية المشتركة، ولذا، فعلى المسؤولين الأوروبيين أن يجروا محادثات جدية - بل وصريحة - مع المسؤولين المجريين في هذا الموضوع. انتقاد من جهتها، قالت وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي، رداً على قيام المجر، وهي من الدول الموقعة على اتفاقية شينغين للتنقل الحر في أوروبا بتشييد جدار على طول حدودها مع صربيا، إنه أمر غير جائز، مشيرة إلى أن تبريرات هذه الدولة بقيامها بهذا الإجراء لاحتواء ما وصفته بالتهديد الذي يشكله المهاجرون لأمن ورخاء وهوية أوروبا، غير مقنع. وأوضحت ماي أن نظام الهجرة في أوروبا غير صالح، وأن نظام منطقة شينغين، الذي يلغي الرقابة على الحدود بين دول المنطقة، هو السبب في تفاقم أزمة المهاجرين، وطالبت بتشديد قواعد الاتحاد الأوروبي المتعلقة بحرية الحركة. وتدرس بعض الدول الأوروبية تعديل نظام شينغن، ولكن المفوضية الأوروبية، وهي الجهاز التنفيذي للاتحاد الأوروبي، تصر على أنه ليست هناك حاجة لتغيير القواعد، سواء لتطوير الإجراءات الأمنية أو لمواجهة المهاجرين. ضغوطات وأصدر وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير، والفرنسي برنار كازنوف، ووزيرة داخلية بريطانيا تيريزا ماي، بياناً بهذا المعنى بعد التشاور في باريس. وشددوا على ضرورة إقامة نقاط ساخنة في اليونان وإيطاليا قبل نهاية العام، لضمان الحصول على بصمات وسجلات المهاجرين، والسماح للسلطات بسرعة تحديد المحتاجين للحماية. وأكدوا في بيان مشترك: إننا متفقون أنه لا يمكننا إهدار المزيد من الوقت. الوضع الحالي يستلزم اتخاذ إجراء عاجل، والتضامن في أوروبا، ودعا الوزراء، رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ، لعقد اجتماع خاص لوزراء العدل والداخلية خلال الأسبوعين القادمين. وشدد الوزراء الأوروبيون في بيانهم على ضرورة العمل على اتخاذ خطوات ملموسة، كي يكون من الممكن التوصل لقرارات في جلسة المجلس القادمة في موعدها العادي في الثامن من شهر أكتوبر. قواعد موحدة في المقابل، أكد رئيس وزراء إيطاليا ماتيو رينتسي أن أزمة المهاجـــرين التي يعاني منها الاتحاد الأوروـــبي، ستدفع دول الاتحاد في نهاية الأمـــر إلى تبني قواعد موحــــدة للاجئين، ووضع نهاية لتباين المعايير الخاصـــة باللجـــوء، والذي أدى إلى تفاقم الأزمـــة. تنظيم داعش يدس عملاءه بين اللاجئين المتابع عن قرب لما تكتبه الصحف وتبثه وسائل الإعلام البريطانية يدرك حجم الجدل القائم في بريطانيا اليوم بشأن موجة تدفق اللاجئين الهائلة لبريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي الأخرى والتي تعتبر الأضخم منذ اندلاع الحرب العالمية الثانية. وسط تقارير أن قيادة تنظيم داعش بدأت بالفعل تستغل الفوضى التي تجتاح حدود أوروبا لزرع عملائهم في جميع البلدان الأوروبية، لكن خبراء أمنيين تربطهم صلات وثيقة بالحكومات ووكالات الاستخبارات أكدوا أن خطر دفع تنظيمات مثل تنظيم داعش ببعض المتشددين للتسلل إلى أوروبا بين صفوف موجة المهاجرين الهائلة يعد خطراً أقل بكثير مما لمح إليه بعض الساسة. وفي الأيام القليلة الماضية تعالت أصوات الداعين من مختلف الطبقات السياسية والإعلامية ومن منظمات المجتمع المدني في بريطانيا إلي ضرورة التفريق بين المهاجرين الاقتصاديين وبين اللاجئين هرباً من الموت لتصل إلي حد الدعوة التي وجهها أول من أمس النائب العمالي فرتم فيلد إلي ضرورة تشكيل قوة حدودية أوروبية للفصل ما بين المهاجرين الباحثين عن فرص عمل وحياة أفضل وبين اللاجئين الفارين من الموت وهو ما ينطبق على اللاجئين السوريين والليبيين. موقف حرج ويختم النائب العمالي بالقول إن أزمة الهجرة التي تجتاح أوروبا اليوم تضع رئيس الوزراء إما في موقف النجاح أو الانكسار في سلسلة إعادة التفاوض الأوروبية. محذراً من التهديد الإنساني والإرهابي الذي قد تشكله الهجرة والذي يلتف اليوم حول حدود بريطانيا وأوروبا. وهنا يأتي دور المخابرات الأوروبية والتي عليها أن تعمل بجهود أكبر لمواجهة تحركات من هذا النوع وعمل كل ما بوسعنا لوقف محاولات عبور وكلاء تنظيم داعش إلى الديمقراطيات الأوروبية. ودفع ذلك أحزاباً مناهضة للهجرة مثل رابطة الشمال في ايطاليا وحزب الاستقلال في بريطانيا لإصدار تحذيرات شديدة من خطر تسلل متشددين بين المهاجرين. حتى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس شتولتنبرج قال للصحافيين في مايو بالطبع إحدى المشكلات أنه ربما يكون هناك مقاتلون أجانب. ربما يحاول إرهابيون الاختباء، للاندماج بين المهاجرين. لكن مثل هذه التحذيرات تقابل بالريبة من جانب الخبراء الأمنيين الذين يشيرون إلى أن تدفق المقاتلين ظل في الأساس في الاتجاه المعاكس أي من أوروبا صوب الشرق الأوسط. تصدير مقاتلين وقال ضابط المخابرات الفرنسي السابق الذي يترأس المركز الأوروبي للاستخبارات الاستراتيجية والأمن في بروكسل كلود مونيكيه لا حاجة لتنظيم داعش لتصدير مقاتلين إلى أوروبا لأنها تستورد المقاتلين من أوروبا، وأضاف يوجد من خمسة إلى ستة آلاف أوروبي إما موجودون في سوريا أو زاروها وغيرهم يرحلون (إليها) طوال الوقت. لذلك فمن الصعب تبين الميزة التي تجعل تنظيم داعش تصدر السوريين أو العراقيين الذين يتكلمون العربية ويعرفون العراق وسوريا والذين تحتاج إليهم هناك. من جهته قال مدير الأبحاث بمركز دراسات الأخطار المختلفة بكلية الدفاع الوطني السويدية ماجنوس رانستورب هذه طريقة معقدة للغاية لكي يصل بها الإرهابيون إلى الاتحاد الأوروبي. وهناك طرق أسهل كثيراً للتسلل إليه، ورغم كل ذلك فقد ألقت الشرطة القبض على مهاجر في حالة واحدة على الأقل للاشتباه أنه من الإرهابيين. تشديدات كشفت هولندا أنها بصدد تشديد سياستها بشأن اللجوء، بقطع إمدادات الغذاء والمأوى عن الأشخاص الذين لا يؤهلون كلاجئين. وسيمنح من يفشلون في الحصول على وضع لاجئ، مأوى لأسابيع قليلة محدودة، بعد رفض طلباتهم، وإذا لم يوافقوا على العودة لأوطانهم، فستقوم السلطات إما بترحيلهم أو إبعادهم.