مدهش جدا التغيير التكتيكي الواضح على نادي ليفربول، منذ أن تسلم قيادته المدرب الألماني يورغن كلوب، منذ الموسم الماضي و»ريشة» هذا المدرب ترسم أجمل اللوحات الفنية بأقدام لاعبي الـ «ريدز» على أرضية الملعب، حيث تأكد للجميع من دون شكوك، أن ليفربول إذا اراد العودة الى سابق عهده وعصره الذهبي، فإنه سيعود مع كلوب شيئا فشيئا. عندما تتحدث لغة الأرقام فإن الأمور تصبح أكثر مصداقية لعمل المدربين، ووفقا لإحصائيات ليفربول خلال الموسم الحالي وحتى الجولة السابعة، يتضح لنا بأن كلوب يهتم كثيرا باللعب العمودي أكثر من الاهتمام بالكرات العرضية، حيث بلغ عددها في الجولات الست التي لعبها الفريق 124 كرة عرضية، فيما يأتي في المركز قبل الأخير من ناحية تنفيذ «الكروسات» خلال الجمل التكتيكية في المباريات. ويستدل من تلك الأرقام على أن ليفربول يعتمد كثيرا على التمريرات الأرضية القصيرة في محاولة من كلوب لتطبيق أسلوب الإستحواذ على الكرة وعدم اللجوء إلى التمريرات الطويلة، ومما يؤكد هذا النهج هو أن الـ «ريدز» يحتل المركز الـ17 بين الأندية الأكثر تمريرا للكرات الطويلة برصيد 421 تمريرة. مقارنة أداء وتشير أرقام وإحصائيات ليفربول الى منافسة تكتيكية بين كلوب ومدرب مانشستر سيتي، الإسباني جوسيب غوارديولا، خلال الجولات الست الماضية التي لعبها الفريقان في الدوري، حيث يتشابه الفريق «الأحمر» في مجموعة من الخصائص الفنية داخل المستطيل الأخضر مع الـ «سيتيزنس» بسبب تقارب فكر المدربين. فمن جهة بناء الهجمات من الخلف المعتمدة على تمرير الكرة نحو حارس المرمى من أجل بداية البناء الشق الهجومي، مرر رجال المدرب كلوب 528 تمريرة، وهو يأتي خلف مانشستر سيتي الذي مرر 562 تمريرة. ويمتلك الـ «ريدز» أعلى نسبة استحواذ في الـ «بريمير ليغ» خلال الجولات السبع بمعدل 58.7 في المئة متفوقا على «كتيبة» غوارديولا، ويستدل من ذلك، تشابه فكر كلوب و»بيب» الكروي. فيما يشغل ليفربول المركز الثالث من حيث عدد التمريرات البينية من العمق في فرص سانحة للتسجيل بـ 16 تمريرة بعد ارسنال (26) و»سيتي» المتصدر (28). ويستمر التقارب بين الفريقين «الأحمر» و»الأزرق» حتى في عدد الأهداف، إذ سجل الأول 18 هدفا، مما يشير الى أن نهجه يعتمد كثيرا على التوغل داخل منطقة جزاء الخصم وتسجيله 15 هدفا من داخل الحدود محتلا المركز الثاني بعد رجال المدرب الإسباني الذين سجلوا 16 هدفا من داخل «الصندوق». وحتى في الكرات التي تعتمد على الحظ فقط، فإن ليفربول سدد كرتين ارتدتا من القائم، في حين تصدى القائم لأربع كرات سددها لاعبو «سيتي». كما يتمتع ليفربول بإحصائيات مختلقة تؤكد تميزه بأداء قوي خلال الجولات السبع الماضية، إذ يعتبر أكثر الفرق في الدوري الممتاز تسديدا على المرمى بـ 135 تسديدة، وهذا يدل على أنه الأقوى من ناحية المبادرة باللعب نحو مرمى الخصوم وتنوع أداء اللاعبين الهجومي، ولكن ما يثير الاستغراب هو أنه فشل في تسجيل أي هدف من هجمة مرتدة حتى الجولة السادسة.