×
محافظة المنطقة الشرقية

يوفنتوس يضم طفلاً فلسطينياً

صورة الخبر

استمع يونس السيد من نافلة القول: إن الحركة الصهيونية هي المستفيد الأول من الصراعات الدائرة في المنطقة، وهي التي تجيد قراءة اتجاهات الرياح والعواصف، التي تهب على الإقليم والعالم، وتنتظر اللحظة المناسبة، لاستكمال مشروعها الاستيطاني الإحلالي على أرض فلسطين، وربما ما بعد فلسطين. ويخطئ من يعتقد أن الصهيونية قد تخلع جلدها، وتجنح نحو السلام والتسويات، التي يراهن عليها بعض الفلسطينيين وغير الفلسطينيين، أملاً في إيجاد مخرج للمستنقع الذي يغرق فيه الجميع، أو بالأحرى التخلص من عبء القضية التي كانت يوماً القضية المركزية، وأصبحت في آخر سلم الأولويات في اللقاءات والاجتماعات الإقليمية والدولية. نحن في واد والصهيونية في واد آخر، وفي لحظة الانشغال العربي، والارتباك الإقليمي والدولي، تسعى الصهيونية لإيجاد الثغرة المناسبة، لإخراج خططها المعدة سلفاً، التي ظلت حبيسة الأدراج منذ زمن طويل، لتضعها موضع التنفيذ. فبعد أن أغرقت الضفة الغربية بالمستوطنات والمستوطنين، وقطعت أوصالها لمنع إمكانية قيام أي كيان فلسطيني حتى تحت سلطة الاحتلال، وبعد أن هودت القدس، وجست نبض ردود الفعل على إمكانية تهويد المسجد الأقصى والمقدسات الدينية، أو حتى تدميره لإقامة ما يسمى بالهيكل المزعوم مكانه، ها هي الدعوات تتصاعد مجدداً لتشريع قانون يقضي بضم الضفة الغربية، بالتزامن مع دعوات أخرى، لإعادة احتلال قطاع غزة من أجل استكمال حلقات المشروع الصهيوني كافة على أرض فلسطين. حكومة اليمين الصهيوني، وهي الأكثر تطرفاً وعنفاً وإرهاباً في تاريخ الكيان، وجدت لهذه المهمة، كما يقول نفتالي بينيت زعيم حزب البيت اليهودي، الأكثر حماساً وصاحب دعوة الضم. وليس بينيت وحده، فهناك وزير الحرب افيغدور ليبرمان زعيم حزب إسرائيل بيتنا، كما أن هناك جناحاً من داخل حزب الليكود إضافة إلى هؤلاء، فجميعهم يتحدثون علناً، الآن، عن رفض ما يسمونه تقسيم أرض إسرائيل التاريخية، وأنه آن الأوان لوضع الضفة الغربية وقطاع غزة تحت السيادة الإسرائيلية، انطلاقاً من أنه لا يجب التعامل مع ما يسمونه أرض إسرائيل كهدف تكتيكي، بينما يتم التعامل مع الدولة الفلسطينية كهدف استراتيجي. ومع عدم صحة هذا الادعاء، يصب هؤلاء جام غضبهم على نتنياهو، لإصداره أوامر بإخلاء مستوطنة عمونة العشوائية في الضفة تحت ضغط الانتقادات الأمريكية والدولية، وكأن نتنياهو تحول فجأة إلى حمامة، بينما هو أكثر حماساً وتأييداً ودعماً منهم لفكرة الضم في حقيقة الأمر، لكن السؤال ماذا تبقى، أصلاً، من أراضي الفلسطينيين في الضفة، ليصار إلى ضمه؟! بل ماذا تبقى للسلطة الفلسطينية من سلطتها على أراضي الضفة؟ وماذا تبقى من اتفاق أوسلو سوى قصاصة الورق؟ ..إن كانت لا تزال موجودة.. وهل تشفع للسلطة مشاركتها في جنازة سفاح الشعب الفلسطيني شمعون بيريز في منع الاحتلال من استباحتها وقتما يشاء؟ وأينما يشاء؟ ما كان للصهيونية، بطبيعة الحال، أن تكشر عن أنيابها من جديد، وأن تقرع طبول الحرب في غزة، ولا المطالبة بضم الضفة الغربية، أو استباحة المقدسات الدينية، لو كان الوضع الفلسطيني أولاً وثانياً وعاشراً صحياً ومعافى من الانقسام والتشرذم، أو كان قادراً على استعادة الوحدة الوطنية، لمواجهة خطط عتاة الإرهاب والتطرف الصهيوني، قبل الحديث عن الانشغال العربي بمشكلاته المتفاقمة وبمحاربته للإرهاب، وقبل الحديث عن صراع الإرادات الدولية الآخذة في الانزلاق نحو سياسة حافة الهاوية. younis898@yahoo.com