×
محافظة الرياض

على وجه التحديد بنايات منهارة

صورة الخبر

فرضت وسائط الاتصال الحديثه واقعًا جديدًا علي مجمل العلاقات الاجتماعية خصوصًا في المناسبات السعيدة كالأعياد حيث أفرغتها من حرارتها وحميميتها بعد أن جعلت من الأقربين أرقامًا، وعناوينا بريدية، خلافًا للزيارات التقليدية لتبادل التهاني والتبريكات مع الأهل والأصدقاء والأقارب، فالحضور الشخصي للأحبة أكثر تأثيرًا في النفوس يشيع فيها بهجة وسرورًا، ويملأ أرجاء المكان بالحيوية، ويزيد من الترابط والتآخي بين الناس، الطريف أننا التقينا شابًا يبلغ من العمر 18عامًا وسألناه عن برنامجه خلال يوم العيد؟ فقال: «عند السادسة صباحًا سأذهب مع شباب لساحة تسمى رأس الخير وهناك تجمعات شبابية تمتد حتى الظهيرة يشارك فيها شباب من مختلف مناطق الشرقية ونقضيها في مباريات التفحيط»، فقلت: «ومتي تعايد والديك وإخوانك؟»، قال: «يا رجال العصر برجع لهم يعني وين يطيرون»، ولما طلبت ‏تصويرة رفض بشدة، كما رفض ذكر اسمه قائلا: «بكرة تبونهم يمسكوني المرور». معاناة السهر الشاعر والإعلامي حمد الدليهي ممثل مجلة «الريان» القطرية بالمملكة ومدير منتديات النداوي فيقول: «تزداد البهجة والسرور على أهالي المنطقة بحلول هذه المناسبة لاسيما الأطفال لهم طقوس خاصة بهم في العيد وتبقي العادات والتقاليد هي الأبرز ومنها ‏التواصل المعتاد بين الأقارب والأصدقاء في العيد، إلا أن هذه المبادرات الاعتيادية اقتصرت على المحافظات والأحياء الصغيرة ‏واكتفي الكثير بالتقنية الحديثة عبر الرسائل ومواقع التواصل الاجتماعي وهذا التحول فرض على المجتمعات. ونعاني عدم ‏تنظيم النوم خاصة باليوم الأول من العيد، حيث نواصل إلى وقت صلاة العيد، وبعدها ننطلق لمراسمه وأما اختياري للملابس فأحرص بكل تأكيد علي الثوب السعودي - والشماغ لكل عيد ولكل مناسبة جميلة تستحق الاحتفاء وهذا زيّي ‏الرسمي المعتاد‎.»‎ التقت «المدينة» مع عدد من المسنين وكان لقاؤنا مع العم سعد الحربي (في العقد السابع من العمر) وقال: «العيد مناسبة فرح وتفقد للأحوال وتبادل الزيارات وكم من شخص نستقبله في عيدنا هذا والعيد ‏الآخر لا نجده بيننا ونسأل الله حسن الختام أحرص دائمًا علي التواصل مع الأهل والأقارب والجيران بعد صلاة العيد وأقدم ما يتيسر لبعض المحتاجين واجتمع أنا ‏وأبنائي وبناتي اجتماع الأحبة وتكون فرصة لتناول وجبة الغداء مبكرًا مع زواري»‎ .‎ مخيم الحلال أما طلال العتيبي فبين أن العيد مناسبة تجمع الناس على موائد المحبة وصلة الرحم، وأردف: «وبالنسبة لي أنا وعائلتي نحرص على التجمع مع من يحبنا ونحبه في الله، وأما فترة ما بعد ‏ظهيرة العيد فأنا دائمًا أفرغ نفسي لأولادي لنجتمع عند (حلالنا) في مخيمنا ونتعشي فيه وبعدها نرجع بعد التمتع بالهواء الطبيعي ‏خاصة أنه في هذه الأوقات يكون حارًا نسبيًا لكن الأجواء خارج المدينة وبعيدًا عن الضوضاء يجلب لنا الراحة النفسية».‏ محمد العازمي (69 عامًا) قال: «أقضي الساعات الأولى في منزلي لمعايدة الأصدقاء والجيران والأهل ومن ثم ‏تكون، وجبة غداءنا بهجرتنا والتي تبعد عنا حوالي60 كيلومترًا حيث نقيم هناك ثلاثة أيام مع الأهل يجتمعون من كل ‏المناطق المجاورة ويكون هناك تواصل كبير فيما بيننا رجالاً ونساء والعيد فرصة للتقارب فيما بيننا».‏ سالم المري (في العقد السابع من العمر) قال: «العيد عيد الله وأحرص أن أكون بين إخواني وأخواتي وأولادي، ودائمًا أستقبلهم في منزلي ويقضون عندنا أيام العيد، وفي الوقت نفسه لا أنسي التواصل مع جيراني ‏وأصدقائي وأكون حريصًاعلي تنظيم مسابقات لأحفادنا أما بالأسئلة الثقافية أو المسابقات الدينية مقابل تقديم الهدايا للفائزين من ‏الأحفاد لخلق جو مناسب لهم بمناسبة العيد ومنهم من نذهب بهم إلي البحر وإلي أماكن احتفالات العيد». ويضيف عبدالله أحمد: «في محافظتنا جميعنا نعرف بعضنا بعضًا، ونستغل هذه ‏الأيام السعيدة لغسل ما في الخاطر، وتصفية النفوس فيما بيننا، وأما عادتي فمنزلي مفتوح طول أيام العيد لاستقبال ضيوفي وأهلي ‏وأصدقائي وهذه تقاليدنا منذ القدم، وأما من ناحية الملبس فأنا أرتدي الثوب والشماغ وهو الزي الرسمي». الشاب فهيد القحطاني قال: «تعودنا أن نجتمع عند شيخ الشمل لنلتقي مع الأقارب والأصدقاء وهذه ‏من تقاليدنا الأصيلة التي نحرص علي الحفاظ عليها وأما من ناحية الزي الذي نرتديه فهو الزي السعودي الرسمي ونضيف علية المحزم الخاص بالخنجر إذا كنا موجودين بين أهلنا وشيخنا»‏. وفي حين يحرص الشاب طالب المري علي مشاركة أسرته الفرح بمرافقتها لأماكن الأنشطة الترفيهية والاحتفالات، يغادر الشاب عبدالله الغريب الخفجي متوجها إلي منطقة القصيمل لتبادل التهاني بالعيد مع جده المسن، بينما يكتفي الشاب أحمد بن عبدالله بالبقاء مع والديه لاستقبال الزوار والضيوف من الجيران والأقارب، ويتفق ثلاثتهم علي أنهم يرتدون جميعًا الزي السعودي خلال هذه المناسبة السعيدة. المزيد من الصور :