بعد عبور قناة السويس، توجه بليغ حمدي وبصحبته وردة، والشاعر عبدالرحيم منصور، إلى مبنى ماسبيرو  لتسجيل أغنية «على الربابة» التي أعدها لهذه المناسبة. فتفاجأ بالأمن يمنعه من الدخول، ودخل في مشادة مع الأمن وصلت للتشابك بالأيدي، لدرجة جعلت وجدي الحكيم ينزل من مكتبه، وإخبارهم بأن لا يوجد أي دعم مادي لإنتاج أغاني، ليرد بليغ بلا تردد: «ومفيش قوة في الأرض تمنعني من تقديم واجبي نحو بلادي، ومستعد للتبرع بأجري ودفع كل مصروفات الفرقة من جيبي الخاص». فتمت الموافقة على طلبه وتم تسجيل الأغنية خلال ساعتين في إحدى ديكورات مسلسل للمخرج نور الدمرداش، وتم إذاعتها لتحقق نجاحا كبيرا وتصبح أحد أشهر الأغنيات الوطنية في تاريخ مصر. ونكتشف أن معظم الأغنيات الوطنة التي تؤثر في قلوبنا وتحرك مشاعرنا بكثير من الحب الدفء، وإن كان بها بعض الغضب أو الملامة من ألحان بليغ حمدي. أشهرها أغنية «يا حبيبتي يا مصر» بصوت القديرة شادية، ومن كلمات محمد حمزة، وأيضا أغنية «ادخلوها سالمين» لشادية أيضا كلمات إبراهيم موسى. كما لحن بليغ أغنية «بسم الله الله أكبر» التي أصبحت حالة للتعبير عن النصر والفخر، وأحد أشهر الأغنيات، رغم أنها لم تكن من غناء أحد عمالقة الموسيقى العربية في تلك الفترة، وقام بأدائها كورس غنائي. وتأتي أغنيتا عبد الحليم حافظ «عدى النهار» كلمات عبدالرحمن الأبنودي، و«فدائي» كلمات محمد حمزة من بين تلك الأغنيات. لحن بليغ أيضا «سلامات يا حبايب» بصوت محرم فؤاد وكلمات مرسي جميل عزيز.