في عدد ١٥٧٩٢ بتاريخ ٧ ذي الحجة المنصرم ذكر بصحيفة (اليوم) أن ٨٥٪ من مستجدي جامعة الدمام لم يجتازوا اختبار الرياضيات المقدم لهم على طاولة الجامعة واختباراتها، وهذا يعني شيئا واحدا وبالمفيد أن هنالك خللا اما يرجع للتلميذ نفسه بالثانوية ولم تكشف عنه اختبارات القدرات والتحصيلي والدورات التدريبية واعادة الامتحانات أربع مرات بما يعني أن أربعمائة ريال للشخص الواحد والذين أجري لهم ودفعوا له دم قلبهم راح طاش ما طاش. وبالتالي لا بد من المحاسبة والتدقيق في تلك النتائج المتضادة فاما هي من المعلم أو المقرر أو طريقة التدريس وقس على هذه النسبة في جامعات أخرى، مما يعني بشكل أو بآخر ضرورة التعاون لتدارس الموضوع بين أطراف التعليم في الوزارة الواحدة، فاما أن يراجع المقرر في السنة التحضيرية ومدى ملاءمته وكفاءته ومقداره وجدواه للطلاب والطالبات من عدمه، وينظر في توحيد تدريسه وتقييمه على كافة الاساتذة من خلال لجان تقييم والبحث عن مدى كفاءتهم المهنية وشهاداتهم وطرائق تدريسهم وفنونهم بمراجعة لجنة متخصصة في طرائق تدريس الرياضيات والمناهج بشكل عام، لتقييمهم من عام لآخر مع ضبط كفاءة اساتذة الجامعة وهل يدرسون أو ينقلون أو يفهمونهم بشكل صحيح ومباشر ومبسط، وهل هم حاصلون على شهادة أو رخصة التدريس لان الاغلب في الدراسات العلمية والصحية والهندسية وما شابهها لم يدرسوا طرائق التدريس الجامعي بالجملة، أسوة بالرخص الطبية التي تطلب من الممارسين الصحيين فكلاهما يحمل نفس الاهمية فواحد للعقل والثاني للجسد. وهل مادة الرياضيات ضرورية للغاية ولا يمكن دراسة كافة التخصصات العلمية والنظرية سواها، بحيث تكون في محصلة برنامج السنة التحضيرية الحصول على نسبة ٧٦٪ اجتياز والبقية اخفاق بمعنى آخر أكثر من الربع في هذه الجامعة وجامعة الملك فهد الحبلى بذلك والبقية على الجرار، ولماذا لا نسمع عن هذه الارقام في جامعة اليمامة أو جامعة الامير محمد بن فهد أو كلية المانع وغيرها المعترف بها من الوزارة وهم نفس المعلمين ومن جنسيات محددة فلا تقولوا إن تأهيلكم أفضل وأكثر وطنية ومهنية منهم. ولنكن منطقيين في العمادات التحضيرية قاطبة أن هذه النتيجة مقلقة وطنيا لان هذا التسرب هو احباط مجتمعي عام، ولان عدم منح فرص أخرى لحمل المادة مرة أخرى هو ضياع لكثير من الوقت والجهد المشترك ولا نكشف سرا أن نتائج مدارس التعليم بالثانوية تختلف تماما عن هذه النسب فأين مكمن الخلل؟. ومن المؤكد أننا بحاجة لمصارحة أنفسنا عن مواضع أوجاع ابنائنا في المستقبل أهي المدرسة أم قياس أم الجامعة فالغاية مشتركة كما أظن. والمخجل أن المسئول لا يكشف عن الاسباب ويصلح الاعوجاج وأين المتحدثون لم هم مشغولون بأخبار الاجازات والنقل وبالمعسكر الكشفي، وتوزيع كتاب على تلاميذ دون الغوص في المشكلات الجوهرية التي تزخر بها بعض مؤسسات التعليم العالي والعام وقد ناشدنا عددا من المرات ولكن حالهم عاجبهم! وقبل الختام شدني خبر افتتاح مبنى المواقف متعدد الطوابق رغم أنهم يملكون مساحات وأراضي شاسعة ومباني وكليات وسكنا ومعامل على مستوى متقدم في عموم المنطقة الشرقية، ويكاد يكون الاحدث والافضل على الاطلاق فلم يدفنوا بحرا ويخربوا بيئة بحرية ولم يشيدوا دكاكين ٤ في ٤ وأزقة ضيقة أغلبها لم ير النور ومع ذلك كانت لهم نظرة ثاقبة وأفق عميق. وفي الختام اللهم اجعل هذه السنة وما بعدها عام خير ونصر وتمكين لديننا ووطننا وقادتنا وشعبنا المخلص آمين.