×
محافظة المنطقة الشرقية

الكويت: تحرير أسعار البنزين وصرف «75» لتراً للمواطن مجاناً شهرياً

صورة الخبر

يبدو مشهدا من فيلم سبعيني، حين ترى في 2016 شخصا حاملا حقيبة مملوءة بالـ«كاش» يدفع بها مستحقات أو ثمنا لعقار أو سيارة، غير أنه في إيران يعد مشهدا اعتياديا؛ فالدفع نقدا سيد التعاملات المالية في ظل نظام مصرفي غارق في القدم. وفي خطوة متأخرة، بات بمقدور البنوك الإيرانية للمرة الأولى إصدار بطاقات ائتمان لعملائها، بعد أن قام البنك المركزي الإيراني قبل أيام بالترخيص لإصدار Credit Cards في بلد أصبح يرى في الاستهلاك المحلي محركا محتملا لاقتصاد خرج منهكا من عقوبات قاسية رفعت عنه مطلع العام، من دون أن يخفف ذلك من ركود وتراجع حل بمعظم القطاعات. وتحاول طهران منذ رفع العقوبات الاقتصادية عنها في يناير الماضي، تعويض التراجع الذي طال اقتصادها لناحية البنية التحتية والطاقة والقطاع المصرفي تحديدا. وفي مسعاها تتجه الحكومة الإيرانية لتحفيز النمو الاقتصادي من خلال رفع وتيرة الاستهلاك الداخلي لحوالي 80 مليون نسمة، هم سكان إيران؛ إذ يرجى من خطوة السماح باستخدام بطاقات الائتمان أن تحدث تغييرا في عادات الإيرانيين الاستهلاكية، وأن تسهم في رفع نسبة النمو الاقتصادي. ونشرت صحيفة La Tribune الفرنسية معلومات تفيد بأن البطاقات المزمع إصدارها في إيران تتيح الشراء من المتاجر المحلية فقط أي داخل إيران حصرا أو عبر المواقع الإلكترونية، وبحدود قصوى عند 3000 و10000 و15000 دولار أمريكي بحسب ما حدده المركزي الإيراني في إطار إدارة الائتمان وفقا لمستويات الاستهلاك، في بلد لم يعتد سكانه على نظام الدفع الإلكتروني، حيث لا تستخدم في إيران حاليا سوى بطاقات السحب والبطاقات مسبقة الدفع في نطاق محدود، فيما يهيمن النقد على أغلب عمليات الشراء والدفع. وفي البداية سيتم إصدار بطاقات الائتمان وفقا لعدد الطلبات، وقد حصل عليها في أمس الأول لإطلاقها 12 ألف إيراني وفقا لقناة أوروبا الأولى. العدد يبدو ضئيلا في بلد 80 مليون نسمة، غير أن كون الأمر سابقة في إيران، يفرض فترة تمهيدية حتى تتأقلم البنوك مع استخدامات البطاقات الجديدة داخل النظام المصرفي، بحسب ما نقلته وكالة (إسنا) عن محافظ البنك المركزي الإيراني. ولا تزال واشنطن تبقي على عقوبات مالية تمنع التعامل بالدولار الأمريكي مع مصارف إيران، ولم تستطع جهود طهران الخارجة من العقوبات محو مخاوف المؤسسات المالية العالمية التي لا تزال مترددة في دخول السوق الإيرانية، بداعي تجنب التعرض للغرامة من واشنطن وغياب الشفافية والوضوح داخل إيران في مرحلة ما بعد العقوبات. وقد تلقي علاقات إيران المتوجسة مع النظام المالي العالمي بثقل على خطوات انفتاحها، ولا سيما أن إصدار بطاقات الائتمان في إيران يطرح تساؤلات حول مدى إمكانية أن تتوصل طهران إلى اتفاق مع شركات بطاقات الائتمان الدولية ك «فيزا» و«ماستركارد» التي تجري معها محادثات حاليا. ولطالما شكل عدم قبول بطاقات الائتمان في إيران عائقا أمام سياحة البلاد حيث يفاجأ السياح الوافدون بأن بطاقاتهم التي يعتمدون عليها لتغطية تكاليف رحلاتهم، لا تجدي نفعا في إيران، ما يجبرهم على حمل مبالغ نقدية كبيرة، كما أن الوضع لطالما شكل هاجسا للسائح الإيراني خارج البلاد، وعائقا لفئة المستثمرين الإيرانيين الذين يعد السفر بالنسبة إليهم روتين حياة.