استمرت الأحوال الجوية السيئة وارتفاع نسبة التلوث الخطيرة فى الجو منذ عدة أيام اليوم الأحد ما أدي لضباب دخاني كثيف فى العاصمة الصينية بكين وعدة مناطق أخرى في الصين وأجبر الأسر والمواطنين الصينيين على التزام منازلهم خلال فترة الأجازة الأسبوعية وعدم الخروج بأطفالهم إلا فى حالات الضرورة أو الاستعانة بالأقنعة الواقية التى أصبحت المشهد العام المعتاد فى الشوارع أو المواصلات العامة. وقد أصدرالمركزالوطني للأرصاد الجوية الصينية صباح اليوم تحذيرا جديدا من التلوث الجوي, لليوم الرابع على التوالي, فيما ستشهد مدينتا بكين وتيانجين وبعض الأجزاء في مقاطعات خبي وشاندونغ وخنان وشنشي وشانشي ضبابا دخانيا منذ صباح اليوم إلى فترة ليست قصيرة. وبعد أيام من الضباب الدخانى الكثيف أصدرت حكومة بلدية بكين لأول مرة تحذيرا باللون البرتقالي بسبب التلوث الشديد للهواء, لتبدأ استجابة طارئة ويتطلب التحذيروهوالثانى فى ترتيب الخطورة بعد الأحمرتعليق محطات التصنيع في المدينة أو خفض الإنتاج ووقف أعمال البناء وعمليات الشواء كما يجب إلغاء فصول التربية البدنية والتمارين الخارجية واللقاءات الرياضية في الحضانات والمدارس الابتدائية والثانوية. وفي حالة رفع حالة التأهب إلى الأحمر, سيتم تعليق العمل في المدارس ووقف نصف عدد المركبات التي تسيرعلى الطريق طبقا لما حمله لوحاتها من أرقام فردية أو زوجية, حيث سيستمر الضباب ليغطي المناطق الشمالية والوسطى في الصين اليوم في الوقت الذي أصدر فيه المركز الوطني للأرصاد الجوية تحذيرا باللون الأصفر بسبب تلوث الهواء. وبحسب توقعات المركز فإن بكين وتيانجين وأجزاء من خبي وشاندونج وهخان وشنشي وشانشي من المتوقع أن تشهد تلوثا كثيفا للهواء بدءا من صباح اليوم حتى صباح غد, فيما تعاني بكين وتيانجين وخبي من ضباب كثيف منذ أول أمس واستمرت قراءة جسيمات (بي أم 5ر2) في تلك المناطق في التزايد يوم أمس وتجاوزت 200 ميكروجرام لكل متر مكعب أى أعلى من المعدل الطبيعي الذي حددته منظمة الصحة العالمية وهو 25 ميكروجراما كما توقع المركز الوطني للأرصاد الجوية أن الضباب سيستمر لمدة أسبوع لأنه لا تلوح في الأفق أية موجة باردة لتفريقه. وبالرغم من أن هناك مناقشات حول الأسباب الرئيسية لهذا الضباب, فإن الحكومات المحلية استهدفت انبعاثات المركبات آملة فى أن تقليل عدد السيارات سيساعد في تقليل تلوث الهواء, حيث أصدرت بلدية تيانجين بعد مدن بكين وشانجهاي وقوانجتشو وقوييانج قواعد تنظم مشتريات السيارات من خلال تقليل إصدار عدد اللوحات المعدنية الجديدة ويتعين على المشترين المحتملين أن يحصلوا على اللوحات المعدنية من خلال القرعة أو المزاد العلني كل شهر. ووفقا لمكتب إدارة المرور في مدينة تيانجين فإن أكثر من 150 ألف متقدم سيتنافسون للحصول على 9100 لوحة معدنية عبر مزاد علني في 25 فبراير أو القرعة في 26 من نفس الشهركما هو الحال في سياسة تنظيم المرور في بكين التي دخلت حيز التنفيذ في 2008, ستمنع تيانجين هذا العام الخامس السيارات الخاصة من السير على الطرق في العطلات الأسبوعية بناء على الأرقام الفردية أو الزوجية للوحات المعدنية. وكشف بحث أن أقل من 4 % من جسيمات بي أم 2.5, وهى جسيمات دقيقة مقياس قطرها 2.5 ميكرون أو أقل سببها انبعاثات السيارات فيما أكد تشانج رن جيانغ باحث في معهد الفيزياء بالأكاديمية الصينية للعلوم عن النتائج في ديسمبرما آثار جدلا واسعا وبالرغم من أن الأكاديمية كشفت فيما بعد أن البحث قلل بشدة من تأثير انبعاثات السيارات على جودة الهواء فإن الخبراء يعتقدون أن السيطرة على عدد السيارات على الطريق ليس حلا للضباب المستمر. وقال نيو ون يوان, وهو خبير في التنمية المستدامة ومستشار في مجلس الدولة الصيني, لا يمكن أن يتم حل مشكلة الضباب من خلال الحد من عدد السيارات أو وقف سيرها, وما أن أدركت حكومات المقاطعات الصينية خطورة المشكلة, فقد لجأت إلى أدوات اقتصادية لتشجيع حماية البيئة والمساعدة في تقليل التلوث. وفي مقاطعة خبي بشمال الصين قدمت حكومة المقاطعة كهرباء أرخص لمحطات الطاقة التي تطور معداتها, وفقا لما قال تشانغ شاو هوا نائب رئيس لجنة التطوير والإصلاح في المقاطعة وبحسب إجراءات السيطرة الصادرة عن المقاطعة في سبتمبر, يجب أن تطور محطات الطاقة الحرارية الـ 19 الموجودة في المنطقة معداتها لتجميع الغبار. وأوضح أنه لتشجيع هذا, ستقدم الحكومة الصينية 20 يوان (3.3 دولار أمريكي) لكل كيلو وات من الطاقة المولدة, فيما ذكر تقرير عمل حكومي صدر فى الشهر الماضي أن المقاطعة ستخفض قدرات الإنتاج بـ 15 مليون طن من الصلب و10 ملايين طن من الأسمنت وستستخدم 15 طنا أقل من الفحم هذا العام فيما أطلقت بلدية تيانجين التي تقع على الحدود مع خبي مقايضة انبعاثات الكربون في ديسمبرعقب شنتشن وشانغهاي وبكين. ووفقا لهذا البرنامج, فإن الشركات التي تنتج أكثر من حصتها المخصصة من الانبعاثات يجب عليها أن تشتري الحصص غير المستغلة في السوق من الشركات التي يخرج عنها تلوث أقل. وفي بيان مشترك صادر في أغسطس الماضي عن مكتب حماية البيئة في المدينة ولجنة تنظيم اللوائح المصرفية في الصين وفرعها في بكين, سيحظر على الشركات التي تسجل نسبة عالية من التلوث من الحصول على قروض بنكية بحسب وانغ روي شيان من مكتب حماية البيئة في بكين وقال تشو شنغ شيان وزيرحماية البيئة الصينية إنه يتعين على الحكومات في كافة المستويات أن تستكشف سبلا جديدة لمكافحة الضباب وتشجع الناس على الانضمام لتلك الجهود.