كشفت التحقيقات أن الرجل الذي اعتقله البوليس الروسي بعد اقتحامه مساء أول من أمس الكنيس اليهودي المركزي في العاصمة الروسية موسكو هو رجل دين مسيحي، ويعمل مديرا لفرقة الجوقة في جامعة القديس تيخون الأرثوذكسية في موسكو. وتجدر الإشارة إلى أن رجلا حاول مساء أول من أمس اقتحام الكنيس اليهودي في موسكو، وعندما حاول الحراس منعه من الدخول أطلق عليهم بعض الرصاصات من مسدس هوائي (مسدس يعمل على مبدأ الضغط ويُستخدم عادة للصيد ولا يصنف سلاحا قاتلا كالأسلحة النارية). وحسب بعض الروايات تمكن الرجل من إصابة الحرس ودخل إلى قاعة الكنيس وهدد الموجودين بحرقهم حيث كان يحمل بيده جالون بنزين، إلا أن البوليس ألقى القبض عليه. وحسب بيان عن وزارة الداخلية الروسية فإن منفذ الهجوم مواطن روسي يبلغ من العمر 40 عاما ويقطن في منطقة كورولوف قرب موسكو، ويعمل مسؤولا عن الأدوات الموسيقية في الجوقة الفنية في جامعة القديس تيخون في موسكو. وتؤكد وزارة الداخلية، وفق ما نقلت وكالة «تاس»، أنه «إثر اعتقال المتهم تم نقله من قسم البوليس على متن سيارة إسعاف إلى مشفى الأمراض النفسية، ليخضع لفحص طبي، ذلك أنه مدرج على قائمة خاصة بالأشخاص الذين يعانون من أمراض نفسية». وأوضح المتحدث من الداخلية الروسية في حديثه لوكالة «تاس»: «إن أي إجراءات ضمن التحقيق بما في ذلك اعتقال منفذ الهجوم ستجرى بموجب نتائج الفحص الطبي». ولم تصنف أي من الجهات الأمنية حتى الآن ذلك الهجوم وما إذا كان «إرهابيا» أم بدافع «الكراهية»، واقتصر الأمر على فتح ملف قضية جنائية بتهمة من مستوى (شجار - شغب). وفي جزء آخر من روسيا الاتحادية، وتحديدا جمهورية داغستان القوقازية العضو في الاتحاد الروسي، أعلنت الأجهزة الأمنية عن مقتل إرهابيين اثنين خلال مواجهات مسلحة يوم أمس في منطقة تاباساران في داغستان. وكانت اللجنة الوطنية الروسية لمكافحة الإرهاب قد أعلنت في تلك المنطقة يوم أول من أمس «نظام عملية مكافحة الإرهاب»، وذلك بعد حصولها على معلومات حول تحركات لمسلحين في تلك المنطقة، ففرضت طوقا أمنيا لتبدأ بعمليات بحث هناك عن المسلحين، ويبدو أن الاشتباك المسلح نشب خلال تلك العمليات. وتجدر الإشارة إلى أن مناطق عدة في داغستان وجمهوريات قوقازية أخرى تشهد في الآونة الأخيرة عمليات مماثلة تقوم قوات الأمن الروسي خلالها بالقضاء على مسلحين ضمن عمليات مكافحة الإرهاب. وفي الخامس والعشرين من سبتمبر (أيلول) الماضي أعلنت وزارة الداخلية الروسية عن القضاء على ثلاثة إرهابيين في جمهورية داغستان. وكان حاجز للبوليس قد أوقف سيارة من نوع «لادا»، في أحد شوارع العاصمة الداغستانية محج قلعة، كان على متنها ثلاثة أشخاص، وعندما طلب منهم رجال البوليس تقديم الوثائق الشخصية للتأكد من هوياتهم، بادروا بإطلاق النار نحو البوليس، وجرى اشتباك مسلح أصابت خلاله إحدى الرصاصات خزان الوقود في السيارة، ما أدى إلى اشتعالها ومقتل المسلحين الثلاثة داخلها. وتزامن ذلك الحادث مع أول إطلالة عبر وسائل الإعلام للمدير الجديد لجهاز الاستخبارات الخارجية الروسي، سيرغي ناريشيكين، الرئيس السابق لمجلس الدوما (البرلمان)، شدد خلالها على أهمية تعاون أجهزة الاستخبارات العالمية في التصدي للإرهاب، وقال إن «التعاون بين أجهزة الاستخبارات في مختلف دول العالم ليس أمرا ممكنا فحسب، بل وحاجة ضرورية»، معربا عن ثقته بأن «أجهزة الاستخبارات العالمية، وعلى الرغم من كل الخلافات السياسية، يجب عليها، ويمكنها أن تتعاون في قضايا محددة، في مواضيع محددة، وتهديدات مثل التهديد الإرهابي»، موضحا الحاجة بمثل هذه التعاون «لأن أجهزة الاستخبارات تفهم أكثر من غيرهم مستوى التهديد، وكيف يمكن التصدي له». في غضون ذلك تستمر في العاصمة الداغستانية محج قلعة فعاليات تكريم ضابط البوليس الداغستاني محمد نورباغاندوف، الذي أقدم الإرهابيون على إعدامه رميا بالرصاص في العاشر من يوليو (تموز). إذ قرر محافظ محج قلعة إطلاق اسم محمد على واحد من شوارع العاصمة، حيث سيقام له نصب تذكاري أيضا تقديرا لبسالته. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد استقبل الأسبوع الماضي والدي محمد، وأعرب لهم عن تعازيه واصفا محمد بالبطل الشجاع والمثال الذي يحتذى به، وسلمهما نجمة «بطل روسيا» التي قرر الكرملين تقليدها لمحمد بعد مقتله. وتجدر الإشارة إلى أن مجموعة من الإرهابيين أقدموا على قتل محمد نوربوغاندوف بينما كان يمضي وقته مع شبان آخرين في الغابات ليس ببعيد عن قرية «سيرجوكال» في داغستان يوم العاشر من يوليو. وكان الإرهابيون قد لاحظوا مجموعة الشبان واتجهوا نحوهم، وقاموا بداية بقتل واحد منهم يبلغ من العمر 23 عاما، وقيدوا الأربعة الآخرين. وخلال التفتيش عثروا في جيب أحدهم على بطاقة ضابط بوليس، وهو محمد نوربوغاندوف. طلب الإرهابيون من محمد أن يوجه كلمة لرجال البوليس ويطلب منهم أن يستقيلوا من العمل هناك، إلا أن محمد عوضا عن ذلك قال وهو ينظر إلى كاميرا الفيديو بحزم: «تابعوا عملكم يا إخوتي»، ولم يتراجع عن كلامه تحت التهديد بالقتل، إثر ذلك أطلق الإرهابيون عليه النار وأردوه قتيلا وهو مقيد اليدين. وفي السابع من سبتمبر تمكنت قوات الأمن الروسي من القضاء على إرهابيين من المجموعة التي ارتكبت تلك الجريمة بحق رجل البوليس محمد.