تنتشر هذه الأيام عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع صوتية لأناس مجهولة يبدأها أصحابها بعبارة «سألني بعض الإخوة» ثم يشرقون ويغربون في تحليل واقعنا واستشراف مستقبلنا! من هم هؤلاء الأخوة الذين وثقوا بالمتحدث؟ لا ندري! ومن هو هذا الشخص المميز الذي تتوجه الناس إليه بالسؤال، وما هي مؤهلاته؟! أيضا لا ندري! ومع ذلك نحن من ينشر ويُشهر، بل ويدمر، بنشر أقاويل لأناس مجهولة لا ندري ما مقاصدها، ولا ما هي أهدافها؟ قد يكون هذا الشخص محبا لهذا الوطن، ولكنه لا يملك المؤهلات التي تؤهله لتحليل الواقع ورسم المستقبل، فهنا تكون المساهمة في النشر مصيبة لأنها نشر للجهل! وقد يكون عدوا يسعى للإرجاف والتخويف، وهنا تكون مصيبة النشر أعظم وأعظم! والختام بكلمات «منقول» و«العهدة على الراوي» و«دون أدنى مسؤولية» لا تخلي أبدا من المسؤولية أمام الله قبل خلقه، في تدمير وطن بنشر الكذب وإثارة الرعب بين أفراد المجتمع الذين ليسوا على مستوى واحد من الوعي! في الحديث الشريف يقول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم «كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع» فمن لا يملك منهجية واضحة في التعامل مع الأخبار التي تتوارد على سمعه وجواله، فيقوم بنشر كل ما يأتيه هو شريك أساس في الكذب، والكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يُكتب عند الله كذابا! وفي الحديث أيضا يقول نبينا صلى الله عليه وآله وسلم «بئس مطية الرجل: زعموا» فكلمة «زعموا» وأخواتها «يقولون» و«على ذمة الراوي» و«حدثني ثقة»! كلها مطايا سيئة للوصول إلى الأهداف، وتأكيد مصداقية الكلام! وصدق الحق جل جلاله «وإِذا جاءهُم أمر مِن الأمنِ أوِ الخوفِ أذاعُوا بِهِ ولو ردُّوهُ إِلى الرسُولِ وإِلى أُولِي الأمرِ مِنهُم لعلِمهُ الذِين يستنبِطُونهُ مِنهُم ولولا فضلُ اللهِ عليكُم ورحمتُهُ لاتبعتُمُ الشيطان إِلا قلِيلا». إذاً المنهجية واضحة في التعامل مع التحليلات التي تصلنا: هل صاحب التحليل معلوم أم غير معلوم؟!، معلوم! هل القول صادق ومأمون العواقب، سواء من خلال ما نملكه من معلومات أو بالاستعانة بمن يملك! إن تحقق ذلك فقد يكون النشر جيدا، وإلا فالحذر من أن نكون أدوات غبية يستخدمها العدو في تدمير وطننا المستهدف!.