×
محافظة المنطقة الشرقية

مكة: محكمة الاستئناف تحدد موعدًا للنظر في أشهر قضية سطو على عدد من البنوك

صورة الخبر

ليست المرة الأولى التي يُتَّهم فيها لاعب وسط الهلال نواف العابد بتعاطي المنشطات وهو يمثل المنتخب الوطني، كما أنه ليس الوحيد الذي يتعرض لهذا الاتهام البشع، فقد سبق واتُهِم هو أيضاً مع زميله سالم الدوسري بهذا الاتهام الخطير، وهما يدخلان معسكراً للمنتخب في العام 2013 استعداداً لتصفيات كأس آسيا. الأمر يومها لم يقف على اتهامهما بتعاطي المنشطات بل وصل إلى التشكيك في ولائهما لمنتخب بلدهما، باتهامهما بادعاء الإصابة من أجل التهرب عن تمثيله، قبل أن يكتشف الوسط الرياضي أن تلك الاتهامات الشنيعة ما هي إلا تأليب وتحريض واستعداء عليهما بسبب طغيان الميول للأندية المنافسة على حساب مصلحة منتخب الوطن،؛ ليأتي الاعتذار القسري لهما بعد تصعيد الهلال للشكوى، فيما المنتخب لا اعتذار ولا بواكي له!. علاقة العابد مع مثلك هذه الاتهامات قديمة، فهو نفسه قد تعرض لذات الاتهام مع زميله ياسر القحطاني قبل تلك الحادثة بعامين حينما اتهما وهما يرتديان القميص الأخضر استعداداً للمشاركة في نهائيات كأس آسيا 2011 بالدوحة بأنهما تعاطيا المنشطات مع ناديهما الهلال في مباراته مع النصر، وأن لجنة الرقابة على المنشطات تسترت عليهما، قبل أن يكتشف الوسط الرياضي أن تلك الاتهامات ليست سوى مسرحية هابطة بسيناريو مرتبك وأداء سيء. المؤسف أن يتكرر الاتهام ذاته ضد العابد هذه المرة وهو يرقد في المستشفى بعد تعرضه لهبوط حاد في ضغط الدم جراء معاناته من الإرهاق، والمؤسف أكثر أن تتم الحفاوة بالشائعة وهو يقاوم نفسه للحاق بزملائه في معسكرهم في جدة لخوض واحدة من أهم مبارياته المصيرية في تصفيات مونديال روسيا، وما يزيد المشهد أسفاً أن عملية تصدير تلك الشائعة ومن ثم الاحتفال بها يأتيان في الوقت الذي يسجل فيه العابد نفسه الرقم الأصعب في المنتخب بمستواه وأهدافه الحاسمة التي أهدت الأخضر ست نقاط ثمينة. المؤلم بعد كل ذلك أن تلك الاتهامات الرخيصة تأتي ممن يزايدون على منتخب الوطن في كل موقف وأي مناسبة، وهم الذين لا يترددون في الزج به في أي حدث يتصادم مع أهدافهم ومبتغياتهم، وليس بعيداً عنا مؤتمر توثيق البطولات الذي صوروه كمؤامرة محبوكة، ومخطط مدبر، مستغلين استعداد المنتخب لمواجهة نظيره العراقي في مباراتهما السابقة لأجل إرباك القائمين عليه، وهو ما دفع الهيئة العامة للرياضة فعلاً لتأجيله؛ على الرغم من علمنا بأن المنتخب لم يكن سوى فزاعة لتطيير المؤتمر وهو ما حدث. حادثة العابد وقبلها تلك الحوادث، إن كانت قد كشفت عن شيء فإنها قد كشفت عن حقيقة ما يحاك في وسطنا الرياضي من دسائس ومؤامرات، بل إنها عرَّت حقيقة نظرتهم للمنتخب، وما يعنيه لهم، وأن مزايدتهم على الآخرين ليست سوى ستار يختبؤون وراءه، لتمرير مخططاتهم التي أصبحوا يقعون في شراكها حتى افتضح أمرهم للجميع. الواقع المؤسف يكشف بوضوح أن مثل هذه الممارسات البشعة هي واحدة من أهم أسباب تراجع الكرة السعودية، فطغيان مصالح الأندية على حساب مصلحة المنتخب قد أفرزت حالة الانقسام الواضحة بين المتماسين معه من مسؤولي أندية وإعلاميين وجماهير، والمتضرر الأول والأخير من هذا الانقسام هو منتخب الوطن.