برنارد لويس... أحد المفكرين الصهاينة الذين درسوا التاريخ الاسلامي والانقسامات الطائفية والعرقية والقبلية، التي يتكون منها المجتمع الإسلامي ودرسوا أسباب الانقسام والفرقة بين أبناء الأمة الواحدة، وخططوا وعملوا على تجذير ذلك الانقسام والتبشير بتقسيم أكبر يعطي لكل طائفة وقبلية وعصبية مكانا خاصا في دويلات ممزقة، وضعوا خرائطها وحدودها وحددوا ساعة بدء الحروب بينها، ولم يحددوا وقتا لانتهائها. أمة وجدت على هذه الارض ولم يعد لها وجود أو تظل تتقاتل إلى يوم القيامة، تاركة للصهيونية بلاد المسلمين ترتع فيها وتستولي على خيراتها وتتمدد عليها دولتهم المزعومة. هم خططوا بكل اللؤم لتقسيم 20 دولة في الشرق الاوسط، بما فيها إيران وباكستان وافغانستان، الى 41 دولة، وامامهم هدف واحد هو سيطرة إسرائيل على الجميع، ونحن لم نتفق الى يومنا هذا للتصدي لمثل هذه الخطط، بل للاسف رضينا أن نكون أدوات لها بفعل العصبية الجاهلية والحماقة التي تهد الجبال. بكل أسف انطلى علينا الخداع وتلقينا فكرة التقسيم على أنها مغانم لهذه الطائفة او تلك ولتلك القبيلة او تلك واستسلمنا كما تستسلم الخراف لقصابها ودخلنا في حروب مدمرة في العراق وسورية وليبيا واليمن. اين العقل العربي والاسلامي؟ واين أخوة الدين والانسانية؟ أين التفكير في المستقبل للابناء والأجيال القادمة؟ نسينا انفسنا ودخلنا، كل مع من يهوى او يظن انه يهوى، والحقيقة اننا سنذهب من هوى ويتهاوى الى الدمار والخراب وضياع الأمة. لماذا يحدث هذا ونحن ننظر ولدينا شيء من العقل، أم أننا فقدناه بالكامل؟ في الكويت، ما زال عندنا متسع من الوقت لوقف الخراب القادم، بالموقف الوطني وحب الكويت وحب الناس لبعضهم وتجاوز ما يحدث في الخارج واستهجانه، والدعوة لمناهضة اي بوادر قد تقربه منا. نحن شعب عرف بتعدده وبتجانس أطرافه وبالوقوف صفا واحدا أمام أعدائه. مات من أجل الكويت مزيج من هذا النسيج من سنته وشيعته وقبائله وحضره، ولا تخلو عائلة لم يستشهد لها قريب اثناء احتلال العراق للكويت. فحري بهذا الشعب ان يتوحد أمام طوفان الخراب وخطط برنارد لويس واسياده. ليكن الإخاء الكويتي رمزا للقوة والصمود من أجل ازدهار الكويت وحريتها وتقدمها. والعملية بسيطة جدا لو أخلصنا النوايا. لننظر لجيراننا من حولنا ولنبدأ في اقامة علاقات الجوار التي عرفناها في بدايات الكويت. لنندمج ونتزاور ونتبادل الاطعمة والهدايا والمشاركة في المناسبات ولنتبادل الرأي في ما يصلح للحي ونتفق على نظافته وحمايته ورعاية أبنائه. لتكن للحي دواوينه لأهل الحي واستقبال زواره من الأحياء الاخرى ولنعمل خلال شبكات التواصل على نبذ العنف والتشدد والتطرف من أي مصدر كان. سنبقى كل منا معتقداته الخاصة مع ربه، لكن هذه مكانها في صلاته مع ربه وليس في إثارة الآخرين. كن مواليا لقبيلتك لو أردت لكن بعد الولاء للوطن وتقديم مصلحته اولا. التآخي ليس كلمة نرددها، ولكنه ترجمة هذه الكلمة إلى أفعال وعلاقات بيننا تشمل كل أفراد العائلة والحي والمنطقة لتشمل الكويت كلها. هل هذا صعب؟ لا اعتقد. جربه في حياتك وسترى أن من كنت تعتقده بعيدا عنك هو أقرب إليك من حبل الوريد.