تعكس النهاية الحزينة لعدة شركات تكنولوجية رائدة، مثل نوكيا وياهو وبلاكبيري، خطر التركيز على منتج واحد، وتفويت القطار في هذا القطاع الذي يسير بسرعة هائلة. وأعلنت شركة بلاكبيري الكندية المتخصصة في مجال تصنيع الهواتف الذكية التي اعتبرت منتجاتها في السابق مصدر إدمان لمستخدميها، أمس الأول، عزمها التوقف عن تصنيع هواتفها وإعطاء هذه المهمة لشركة إندونيسية. وقبلها، تخلت نوكيا الأولى عالمياً سابقاً في مجال تصنيع الهواتف المحمولة عن هذا النشاط، في حين أن ياهو المتخصصة في مجال الإنترنت حاولت لسنوات عدة إنعاش نموها، قبل أن تستسلم في نهاية المطاف للأمر الواقع وتبيع أنشطتها الرئيسية لعملاق الاتصالات فيرايزن. والأمر المشترك بين هذه الشركات هي أنها لم تتعامل كما ينبغي مع التغييرات السريعة، بحسب روجر كاي المحلل لدى إندبوينت تكنولوجيز أسوشييتس. وقال: يذكرني الأمر بالفنانين الكبار في السن الذين يقيمون الحفلات، في حين أن جل ما يريدونه هو الاعتزال. ولفت إلى أنه كان يجدر بشركة ياهو التي كانت تهيمن على الإنترنت في السابق، أن تتنبه إلى أن منصتها باتت مهددة عندما غيرت غوغل طريقة تصفح الإنترنت. لكنها لم تدرك الأمر أو لم تقر به لأن النموذج القديم كان يدر العائدات. وفي ما يخص مصنعي الهواتف، التي كان لفشل كل منها سبب مختلف، اجتمعت الأسباب نفسها، أهمها بروز كل من آبل بفضل هاتف آي فون، وغوغل بنظام أندرويد، اللذين شكلا معاً قوة صاعدة لقلب الموازين، على حد قول الخبير روبرت أندرله.