×
محافظة المنطقة الشرقية

عام / أبرز الأحداث والنشاطات خلال العام الهجري 1437هـ / إضافة رابعة

صورة الخبر

شيخة الجابري هل فكر أحدنا يوماً ما، ما أقرب الأصوات إلى روحه، ولماذا؟ وهل مرّت بأحدكم لحظات استدعى فيها صوت يحبّه، أو ذهب إلى قصيدة يستقرئ من خلالها ملامح افتقدها، وصار يبحث عنها بين الحنين في صوتك يناديني، وحاجته الحقيقية إلى أن يعيش ذاك الإحساس الناهض من روحه إلى مسامه بسلام؟ منذ البدء، كان للصوت قيمته، وأثره، فنحنُ قبل أن نعي قيمة أصواتنا وأصوات ما، ومن نحب، استقبلنا بسمعنا ووعينا وإحساسنا أعظم الأصوات في الكون، وهي أصوات أمهاتنا، فالأم هي مفتاح الذهاب إلى العوالم الأخرى التي استوعبناها فيما بعد، كانت المهاواة أجمل الأناشيد على الإطلاق، تلك التي نغمض عيوننا الصغيرة عليها بفعل السحر الذي تبثه أمهاتنا في أرواحنا صوتياً، فنروح نحو النوم في هدأة وسكينة ونظرة حانية إلى ذاك الصوت الحبيب الذي لم نكُن بعدُ قادرين على فكّ شيفرته الحبيبة. وبعد ذلك، أخذتنا عيوننا وآذاننا نحو أصوات أخرى تتراقص من حولنا، وتدفع بنا إلى الحب، أو الإعجاب، أو الخوف، كل الحالات تنتابنا وتختلف باختلاف الأصوات التي نسمعها، فصوت حفيف الشجر، وتغريد العصافير، يختلف تماماً عن مواء القطط، ونباح الكلاب مثلاً، أجلّكم الله، إذن، الأصوات هي الحركة الدائمة من حولنا، وفي أعماقنا، نحنُ فقط الذين نستطيع تمييزها، واختيار الطريقة المناسبة للتعاطي معها، أو تحاشيها. الأصوات التي نحبّ تقرّبُ لنا الحياة والفرح أكثر، والأصوات التي غابت هي التي تأخذنا نحو الألم، والشجن، والشوق، والحاجة الغائرة إليها، وتمنّي عودتها، حتى إن كنّا نمتلكها على وسائط نستطيع سماعها من خلالها في أي وقت، لكنها لا تعوّضنا ذاك السحر الذي يتسلل عبر أثيرها إلى أرواحنا، الأصوات الحيّة تحيينا، والأصوات الراحلة تقتلنا ولهاً ومهابة حنين. الأصوات أرواح تعيش معنا، ونحياها بكل تجلياتها، وانكساراتها، فأحسنوا الإصغاء إليها، واشتاقوها، لتشعروا بالمعنى الحقيقي للحياة مع صوت تحبونه من دون وسائط، يأتيكم منساباً من الروح إلى الروح، حفِظَ الله أصواتكم وأرواحكم ومن تحبون دافئةً، سعيدةً، ومضيئة، وحفِظ الله صوت أمي قصيدة ممتدة لا حدود لقافيتها، وأوزانها، وسطورها الثمينة. Qasaed21@gmail.com