تتوق الممثلة الأميركية كيت بوسورث إلى لحظة هدوء منذ أن أنجزت تصوير فيلم الرعب Before I Wake (قبل أن أستيقظ) الذي صدر في دور العرض في 9 سبتمبر الجاري. كذلك أنهت تصوير دورها في برنامجين تلفزيونيين: مسلسل مشوّق عن الحرب العالمية الثانية بعنوان SS-GB، والموسم الثاني من The Art Of More (فن المزيد). في برنامج {فن المزيد} الذي صُوّر في مونتريال، تؤدي كيت بوسورث دور {روكسانا ويتمان}، مديرة تنفيذية في شركة للمزادات العلنية، تصفها الممثلة الأميركية بالمرأة {الفتّاكة} واللعوب. لا مجال للمقارنة بين ويتمان وبوسورث، لكن تمكنت الأخيرة من إيجاد قاسم مشترك مع شخصيتها اللاذعة. توضح بوسورث: {في ما يخص مسيرتي المهنية، لا يناسبني أن أكون حقودة أو قاسية، ولن يكون هذا السلوك مناسباً مع أي شخص أعمل معه. لكنني أحمل في شخصيتي جزءاً كبيراً من تصميم ويتمان وشغفها}. شخصية لطيفة تمرّست بوسورث في تجسيد شخصيات لطيفة على الشاشة. في عمر الخامسة عشرة، أدت أول دور لها في فيلم The Horse Whisperer (الحصان الهامس) إلى جانب كل من كريستين سكوت توماس، وسكارليت جوهانسن، وروبرت ريدفورد الذي أخرج الفيلم. وفي عمر التاسعة عشرة، أدت دور راكبة الأمواج الناشئة آن ماري في فيلم Blue Crush (التحطّم الأزرق). اُقتبس الفيلم من مقالة صدرت عام 1998 عن شابة تركب الأمواج في {ماوي} (من كتابة سوزان أورليان)، وألهمت بوسورث جيلاً جديداً من فتيات يحببن المغامرات. حتى أنها جذبت أنظار مصممين من أمثال تومي هيلفيغر الذي أُعجب بأزيائها. بصمة في الأزياء خلف الشاشة، تتّضح بصمة بوسورث في عالم الأزياء أيضاً. بعدما كانت الوجه الإعلاني لماركات {كالفن كلاين جينز} و{كوتش}، بدأ الناس يتابعونها بسبب إطلالاتها اللافتة على السجادة الحمراء وصور تنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي. هكذا تحوّل حسابها على موقع {إنستغرام} إلى عنوان للأناقة، ويبدو معظم منشوراتها مأخوذاً من جلسات تصوير محترفة. حتى أنّ حسابها معنيّ بالموضة أكثر من حسابات غالبية عارضات الأزياء. على عكس ممثلات كثيرات يكرهْنَ المناسبات العامة والسير على السجادة الحمراء، تتعامل بوسورث مع الملابس وكأنها رموز قيّمة: {لا أتوتّر حين أختار ملابسي بل أستمتع بهذه التجربة. إنها أسرع طريقة لنقل شعور معين، على المستويين الثقافي والفردي. يمكن أن تعكس الملابس جانباً من عصرنا وجزءاً مما يحصل في داخلنا. حتى أنني أعتبر الموضة واحدة من أسرع الطرائق التي تسمح لنا برؤية مسار التطور الحاصل من حولنا}. تتابع: {أختار ملابسي استناداً إلى عواطفي والمكان الذي أقصده. في نيويورك وباريس، يمكنني أن أرفع سقف الابتكار في أزيائي ومن الأسهل أن آخذ المجازفات لأن الخيارات التي نشاهدها في الشوارع هناك تتّسم بالجرأة. لكن في لوس أنجليس مثلاً، تبدو الملابس غير رسمية عموماً}. تدعو بوسورث الناس إلى التعرّف إلى شكل أجسامهم مؤكدةً أنها تجيد تحديد ما يناسب مختلف الأجسام، وتعترف بأن الملابس الفضفاضة لا تناسب جسمها. تدرك النجمة أن ملابسها تدفع الناس إلى متابعتها، لكنها تبتعد عن المسابقات العالمية على الإنترنت: {أعتبر الحاجة إلى نيل إعجاب الناس أمراً مبالغاً فيه، وبدأ يتخذ منحىً متعِباً على مواقع التواصل الاجتماعي، وتتسارع هذه النزعة اليوم بشكل لافت. حين كان عمري 21 عاماً، أتذكّر أنني قرأتُ تعليقات مريعة عني. شعرتُ بأنني أقف في غرفة مليئة بالناس الذين يهاجمونني. قررتُ حينها أن أبتعد عن ذلك الجو السلبي كله}. شكل جديد صحيح أنها أصبحت تحت الأضواء منذ 15 سنة تقريباً ومثّلت في أفلام حققت إيرادات عالية جداً مثل Superman Returns (عودة سوبرمان)، لكنها لم تنجح حتى الآن في إبعاد الإشاعات عنها. وتعتبر الوقت الذي تمضيه في {مونتانا} جزءاً من خطتها الكبرى لاسترجاع الهدوء وإعادة تقييم أهدافها. على مستويات عدة، تشعر هذه الممثلة الشابة بأن هوليوود تشهد شكلاً من التجدد بسبب نشوء مشاريع مستقلة على الشاشة الصغيرة والكبيرة. توضح بوسورث: {يلفتني اليوم عصر السرعة الذي نعيش فيه ومدى سهولة الانتقال من موضوع إلى آخر. أحاول أن أفهم معنى أن يكون الشخص طفلاً أو مراهقاً اليوم: تستطيع ابنة زوجي البالغة من العمر 18 عاماً أن تقرأ مقالة عن الزهور البرية في {مونتانا} ثم تنتقل لمتابعة أخبار عن جرائم {داعش}. كيف يمكن التعامل مع هذه الأنباء المتداخلة التي تُطرَح عبر منصة بسيطة؟ أتساءل إلى أي حدّ يُعتبر هذا الوضع سليماً. وإذا لم يكن كذلك، ما ستكون تداعيات العيش في ثقافة غير متّزنة؟}. رغم هذه الأسئلة العالقة، تثق بوسورث بأن الجيل المقبل سيفرض سيطرته: {اليوم ينشأ الأولاد وهم يشاهدون برامج تلفزيونية ممتازة. وبفضل السيناريوهات الجيدة، نشأت موجة إيجابية تشمل شخصيات نسائية ناضجة وأكثر تعقيداً. أظن أن الحركة النسائية هي دعوة إلى المساواة، وستتابع تطورها شرط أن يستمر النقاش حولها}. هل أحب من كل قلبي؟ حدّدت بوسورث طموحاتها الشخصية التي لا تتعلق بالمعجبين والأفلام وحجم الإيرادات على شباك التذاكر: {في نهاية حياتي، سأتساءل: هل أحب من كل قلبي؟ هل أحبّني الناس بصدق؟ إنهما أهم مسألتين في نظري. إذا شعرتُ بأنني نجحتُ في هذا المجال، فيمكنني التأكيد حينها أنني عشتُ حياة سعيدة!}.