برغم التهدئة التي يطالب بها المجتمع الدولي للحرب الدائرة في سوريا بين المعارضة وحكومة بشار الأسد، إلا أن هذه الاتفاقيات منحت النظام السوري فرصة لأن يستعين بقوى إيرانية ولبنانية وعراقية لكي يستطيع دخول المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، وكل هذا يأتي بدعم قوي من القوات الروسية التي تقاتل إلى جانب النظام السوري لتحرير المناطق المسيطر عليها من قِبل المقاومة. ما يفعله نظام بشار في الاستعانة بالجيوش والدول الخارجية يزيد من النعرة الطائفية ويعزز التدخل الإيراني السافر في الشأن العربي، حيث إن إيران ظلت طوال السنوات الخمس تقاتل إلى جانب النظامِ الشعبَ السوري وترسل المقاتلين والعتاد العسكري، من خلال وجود حزب الله اللبناني، معزِّزة بهذا التدخل وجودها في منطقة الشرق الأوسط، ومحافظةً على بقاء بشار في النظام لأطول وقت ممكن. وعلى مرأى من القوى الدولية، يمارس النظام السوري القتل في مدينة حلب والمناطق التي ظلت تحت يد المقاومة، ومانعاً المساعدات الإنسانية من الوصول لتقديم العون للمتضررين من الحرب الدائرة، والمهدمة بيوتهم والمقيمين بين الأنقاض. ست سنوات من النزاع المستمر في المدن السورية والشعب السوري يتنقل بين المخيمات والدول المجاورة، وتمر عليهم مواسم الشتاء والصيف وهم في تلك المخيمات، حتى كبر الأطفال على مرأى من النظام الدولي الذي يمارس التنديد وإخراج البيانات تلو الأخرى دون حل حاسم ونهائي لهذه الحرب الدائرة بين النظام والشعب، وبقيت إيران تتحرك داخل المدن السورية بكل عتادها العسكري معلنة في الآونة الأخيرة دخول عناصر من الحرس الثوري للقتال في تلك المدن. كم عام بقي للشعب السوري وهو ينتظر أن يعيد ترميم نفسه وسط هذا الزخم الكبير من القنابل والضرب اليومي الذي يمارَس من قِبل النظام وأعوانه! ألا يستحق الشعب السوري أن يشعر بحالة من الاستقرار، وأن يعاد بناء ما تم تهديمه وترميم الإنسان قبل الحجر الذي عانى طيلة السنوات الماضية آلام التشرد والعيش تحت وابل البراميل المتفجرة بشكل يومي؟!