في الوقت الذي يحدث فيه الشباب فارقا كبيرا على سير نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية، أجمع طلبة الجامعات الأميركية في ولايات مختلفة خلال جولة قامت بها «الجريدة» في كل من الجامعة الأميركية بواشنطن وجامعتي فيرجينيا وكولورادو، على رفضهم الصريح التصويت لمرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب، لعدم قدرته على قيادة بلادهم خلال الفترة المقبلة. أما مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون، فحظيت بقبول محدود بين الأوساط الشبابية الأكاديمية لعدة أسباب، بعضها خوفا من ترامب، وبعضها الآخر لإلمامها بالملف السياسي للبلاد. وبالرغم من ذلك، أبدى كثير من الطلبة عدم استحقاق كلا المرشحين الرئاسة، الأمر الذي سيترتب عليه إما العزوف عن التصويت، أو دعم حزب ثالث لتشتيت الأصوات. «الجريدة» رصدت الآراء الطلابية في عدة ولايات مختلفة لكشف تطلعاتهم السياسية خلال زيارة ميدانية داخل أسوار الجامعات، ضمن فعاليات البرنامج الانتخابي «الشباب والسياسة» المنظم بدعوة حصرية من وزارة الخارجية الأميركية لمواكبة التحضيرات للعملية الانتخابية لانتخاب الرئيس الخامس والأربعين. وكانت مجريات الجولة كالتالي: معركة «كسر العظم» بدأت تغطية التطلعات الطلابية لمعرفة آرائهم السياسية تجاه معركة كسر العظم في ولاية واشنطن العاصمة بالجامعة الأميركية التي أجمع طلبتها على دعم كلينتون لأسباب مختلفة أبرزها إلمامها بالسياسة الخارجية خلال سنوات طويلة من جهة، ورفضهم وصول ترامب بسبب آرائه التي لا تمثل الشعب الأميركي على حد وصفهم. بدوره، كشف الطالب ديفد شيرل أن الانتخابات المقبلة شيقة ومحبطة في الوقت ذاته، مبينا أن هناك العديد من الملفات التي يمكن طرحها ومعالجتها على الساحة السياسية، وخاصة تطلعات الشباب على الصعيد الاقتصادي، والتي تحتاج إلى إعادة النظر فيها، إلا أنه لا ينظر إلى المرشحين كممثلي لتطلعات الشباب. وقال شيرل لـ «الجريدة» إنه سيصوت لكلينتون ليس لكفاءتها، بل خوفا من وصول ترامب إلى مقعد الرئاسة لعدم قدرته الكاملة على إدارة البلد، مطالبا في الوقت ذاته بإصلاح الجانب الاقتصادي في البلاد. من جهته، أفاد الطالب جيك افرس بأنه غير مهتم بالانتخابات، لعدم قبوله بقائمة المرشحين، مبينا في الوقت ذاته أن لديه فضولا لمعرفة نتيجة الانتخابات، مشيرا الى أنه لم يقرر بعد ما إذا كان سيقوم بالتصويت من عدمه. متهور وعنصري وقال افرس لـ «الجريدة» إنه بالتأكيد لن يصوت لترامب، واصفا إياه بالمتهور والعنصري الذي هاجم أطياف الشعب والعرقيات المختلفة، مبينا أنه يميل لكلينتون لأنها صاحبة رسالة تستطيع إرسالها إلى العالم وتحقيق المزيد من التطلعات الشبابية والاقتصادية للبلاد. من جانبه، ذكر الطالب كارلوس فرازا أنه أميركي من أصول مكسيكية، مبينا أن ما يطرحه ترامب يسيء إلى علاقة الولايات المتحدة مع المكسيك المرتبطين بعلاقة تاريخية، مشيرا إلى أن ترامب عنصري جدا في آرائه. وقال فرازا لـ «الجريدة» إنه سيصوت لكلينتون لقدرتها الكاملة على إدارة الملفات السياسية لبلاده، بعيدا عن الاستعراضات غير اللائقة من ترامب، مبينا أن أميركا بحاجة إلى من ينهض بها اقتصاديا، لا من يتسبب بخلق عداوات وإثارة العنصرية بين ابناء الشعب. من جهته، عبر الطالب بيلي وان بأن الانتخابات الرئاسية المقبلة من الانتخابات الصعبة التي تمر على الولايات المتحدة لاختيار من يترأس العديد من الملفات الدولية الأمنية والسياسية والاقتصادية، والتي من المفترض أن تكون في كفة شخص يعي مخاطر ومكانة هذا المنصب. وقال وان لـ «الجريدة» إن مرشحي الحزبين الجمهوري والديمقراطي غير واعيين، ولا يستطيعان إدارة البلاد، مشيراً إلى أنه من الممكن البحث للتصويت لحزب آخر قد ينقد بلاده من أزمة الرئاسة المقبلة، رافضا في الوقت ذاته كشف ما إذا كان سيصوت خلال الانتخابات أم لا. فيرجينيا وفي فيرجينيا، التي من المفترض أن تكون ولاية داعمة للجمهوريين، كشف طلبة جامعة فيرجينيا أنهم يفضلون دعم كلينتون لا ترامب. ووصف الطالب مايكل وينسول الانتخابات بالمهمة والصعبة جدا، معبرا بقوله «»شخصيا أفضل هيلاري على ترامب، لعدم رؤيته السلمية تجاه ملفات الهجرة والعنصرية والاقتصاد»، مبينا أن ذلك قد يسبب للولايات المتحدة مشكلات عالمية لا تستطيع الخروج منها. وقال وينسول لـ «الجريدة» إن ترامب في حال وصوله إلى مقاعد الرئاسة الأميركية سيتسبب بالأذى للأميركيين لسنوات طويلة من خلال هدم الاقتصاد المحلي والخارجي، الى جانب تعزيز عداوات مع دول صديقة، ما سينتهي بنا بخسارة كبيرة حول العالم. وقال الطالب مات فرانك انه من المؤيدين بشدة لكلينتون، لاحترامها الكبير للملفات الحساسة التي تواجه البلاد، على العكس من ترامب الذي يسيء للأديان ويثير العنصرية داخل وخارج الولايات. وفي حال فوز ترامب، قال فرانك لـ «الجريدة»، إن ذلك سيكون مخيبا للآمال ومخيفا بسبب وصول شخص غير مستحق في مكان غير مناسب، مبينا أنه سيكون من المتطوعين الداعمين لهيلاري كي لا يحزن انه لم يستطع تقديم ما بوسعه لإنقاذ بلده من ترامب. صعبة جداً ولفت الطالب جاك مورس إلى أنه سعيد جدا لقدرته على التصويت في الانتخابات لأول مرة، إلا ان الانتخابات، على حد وصفه، صعبة جداً لعدم قدرته على تحديد الأفضل، مبينا أنه يريد مساعدة بلاده باختيار رئيس يحقق آمال الجميع. وقال مورس لـ «الجريدة» انه يميل لإعطاء صوته لكلينتون لطرحها المناسب والسياسي، الذي قد ينتهي باختيار شخص الى حد ما يعي المخاطر على بلاده لا لشخص مندفع مثل ترامب، مبينا أنه يتفق مع كثير مما تطرحه هيلاري، إلا أن معظم ما جاء في حديث ترامب غير واقعي. وذكر الطالب جاك فيريد أن الانتخابات الرئاسية هذه المرة مجنونة وغير متوقعة، مبينا أنه سيصوت لكيلنتون، ليس لأنه يتفق معها كثيراً، وإنما كرهاً في ترامب لعدم توافقه وعدم رغبته في إيصاله لمقاعد الرئيس. وقال فيريد لـ «الجريدة» إن كلينتون لديها خبرة تفوق ترامب في التعاطي مع الملفات السياسية على الصعيدين المحلي والخارجي، مشيرا الى أن وصول ترامب سيدخل الولايات في دهاليز العنصرية والفتن، ولاسيما ملف الهجرة. كولورادو أما في كولورادو فقد أجمع طلبة جامعة كولورادو كذلك على دعم كلينتون، فقد أفادت الطالبة برتني أن الانتخابات الرئاسية مخيبة للآمال وغير طموحة، مبينة انها ستصوت لهيلاري، فقط لأنها متخوفة جداً من وصول ترامب الى البيت الأبيض. وقالت برتني لـ «الجريدة» إن ترامب يشكل خطراً كبيراً على الولايات في حال فوزه بالرئاسة، مبينة أن طرحه العنصري مرفوض، آملة أن يعي الشعب الأميركي خطورة ايصاله إلى كرسي الرئيس. من جانبه، وصف الطالب كرس بنتن الانتخابات بـ «الفظيعة»، داعيا إلى وجود العديد من الخيارات امام الشعب الاميركي لاختيار ممثله المناسب، ومعبرا عن خيبة أمل كبيرة تجاه المرشحين الحاليين على الساحة السياسية. وقال بنتن لـ «الجريدة» انه لا يفضل كلا المرشحين، مبينا انه لم يحدد بعد ما إن كان سيصوت ويشارك في الانتخابات أم لا، ولافتا في الوقت ذاته إلى انه يتجه حاليا إلى دعم مرشح الحزب الليبرالي الأميركي غاري جونسون، بعد متابعة أهدافه السياسية، لعلها تكون مقاربة لاقتناعاته الخاصة. الخيار الأمثل من جهته، قال الطالب آندي هيرد إنه سيصوت لكلينتون، لأنها الخيار الأمثل، ولقدرتها السياسية وإلمامها بالملفات على عكس منافسها، معتبرا أنه سيصوت لأفضل السيئ، لا للأفضل. واعتبر هيرد أن التصويت للحزب الثالث هو تشتيت للأصوات. وقالت الطالبة الكسندرا هوبلس إنها لا تهتم بالسياسة، ولكنها ترفض طرح كل من المرشحين، مبينة أن كليهما غير مؤهل للقيادة بلادها، لكنها أضافت أنها قد تصوت لكلينتون في حال قررت المشاركة. وقالت هوبلس لـ «الجريدة» إنه من المستحيل أن تصوت لمصلحة ترامب، بسبب «تصريحاته العنصرية وإثارة الفتن داخل وخارج البلاد، فضلا عن مهاجمة النساء والأديان بطريقة غير لبقة». يذكر أن السفارة الأميركية في البلاد ووزارة الخارجية الأميركية رشحتا «الجريدة» بدعوة حصرية من بين وسائل الإعلام المحلية لتغطية الانتخابات الرئاسية الأميركية، والمشاركة في برنامج «الشباب والسياسة» في ولايات واشنطن العاصمة وفيرجينيا ودنفر، والتي تضم 23 إعلاميا فقط من دول العالم، استعدادا للأنفاس الأخيرة للانتخابات في نوفمبر المقبل.