الشارقة: الخليج تتناول جلسات البرنامج الفكري المصاحب لملتقى الشارقة الدولي للراوي في دورته ال16، الذي ينظمه معهد الشارقة للتراث، أطروحات حول شخصية جحا باعتبارها تراثاً إنسانياً. وتفتح هذه الدورة الباب للباحثين والمعنين بالتراث غير المادي، للاحتفاء بشخصية جحا التراثية والتاريخية، التي تقبع في الذاكرة الشعبية. وتناقش الندوات الفكرية التي انطلقت، أمس الأول، شخصية جحا في التراث والتاريخ عبر أوراق بحثية عدة. وتنطلق إشكاليات جلسات الندوة الفكرية لكون جحا يمثل تراثاً إنسانياً مشتركاً، لا تتفرد به أي من الثقافات، فكل الشعوب والأعراق تحتفظ بالحكايا والنوادر والتصرفات نفسها لهذا الرمز الإنساني. ونسبت تلك الأيقونة الفكاهية إلى شخصيات عديدة عاشت في عصور ومجتمعات متفرقة، وهو ما ترتب عليه مناقشة أوراق بحثية تلخصت في ثلاثة محاور رئيسية هي: وجوه جحا وتنوعاتها في الثقافة الإنسانية، وجحا في التاريخ والأدب الشعبي، وجحا في الفنون بالتعرض للفن التشكيلي والسينما والمسرح والعرائس والدمى. في الجلسة الأولى، ناقش د. عمرو منير، عضو هيئة تدريس بجامعتي أم القرى بمكة المكرمة، وجنوب الوادي بمصر،أطروحة حول جحا في التاريخ العربي بين أسبقية الظهور وأولوية الإبداع. وكشفت الأطروحة عن أسبقية ظهور جحا في المنطقة العربية قبل أي من المجتمعات الأخرى. وتمحورت ورقات الجلسة الأولى الثانية حول جحا بين الواقع التاريخي واستلهام الرمز وقدمها د. الماز أبراييف من قيرغيزستان. وأشارت الورقة إلى إجماع الثقافات كافة على فكاهية شخصية جحا التراثية، وتأثيرها في حس الدعابة والتندر والسخرية في كل مجتمع ظهرت فيه من خلال خصال المكر، والتحامق، واستخدام ملكاته الذاتية للخروج من المواقف المتأزمة، وهو ما جعله مادة دسمة وغنية للأدب الشعبي والحكايا والقصص، ووسيلة مقنعة لتسجيل المواقف السياسية والاجتماعية بأسلوب ساخر دون التعرض للأذى من قبل السلطة أياً كانت. وبحثت الأطروحة الثالثة، مسألة الرمز في شخصية حجا أيضاً من خلال ورقة عمل أمينة الفردان من البحرين التي أتت تحت عنوان بين التاريخ والأدب الشعبي.. جحا الرمز. وحاولت الباحثة في ورقتها كشف الغموض عن شخصية جحا العربي من خلال عملية تنقيب معمقة في كل ما ورد عنه في الكتب والمراجع العلمية المتاحة. ثانية جلسات اليوم الأول بدأت بطرح ورقة د. زهور كرام من المغرب التي تؤطر لموضوع جحا وبلاغة المحكي المتوارث. وناقشت كرام مسألة جحا الشخص والصوت، وتأصيله لفكرة المشترك الإنساني عبر مرور العصور بالتعرض للتفاعل الحادث بين الجدي والهزل، والواقعي والخيالي، وما تركه من تراث محكي شكل خطاباً بلاغياً من حيث التركيب والمحتوى. وقدم د. مني بونعامة، الباحثة المتخصصة في التاريخ والتراث العربي، الورقة الثانية في الجلسة بعنوان البعد التاريخي لشخصية جحا، واستعرضت فيها مصادر تاريخية عدة جاءت على ذكر حجا . فترتان تستمر نقاشات الندوة الفكرية في الانعقاد بقاعة معهد الشارقة للتراث، اليوم، على فترتين، إذ تنطلق أولى الجلسات 10 صباحاً، وثانيتها 11:30 صباحاً. وتحفل الفترة المسائية بخمس أوراق بحثية تبدأ مناقشتها في الخامسة، في حين تقام رابعة الجلسات في السابعة.