لم تتوقع أم محمد بعد 60 عاما أن من سيقذف بها للشارع هو فلذة كبدها الذي حصل على صك المنزل ورهنه في مديونية أجهزة كهربائية تقارب قيمتها ربع مليون دون علمها ولاذ بعدها بالفرار، تاركا والدته المنهكة والمتعبة بعد هذه السنين في حال من القهر والألم. ووضعتها الظروف القاسية بين خيارين أحلاهما مر، إما أن تسدد دين ابنها الذي خدعها أو ترضخ لحكم المحكمة الشرعيه ببيع المنزل وإعادة حقوق المدعى عليه. ووفقا لصحيفة عكاظ بينت أم محمد أنها تشعر بالحزن والأسى وهي تقلب ناظريها في جدران المنزل وعتباته التي طالما جلست فيه، وترعرع أبناؤها بين جنباته، أن ابنها خدعها وقد تفارق هذا المنزل بعد أن حصل الابن على الصك واستدان أجهزة كهربائية موقعا على رهن الصك في حال عدم الإيفاء بالمبلغ. وقالت: «لا أعرف أقرأ ولا أكتب ولم أعلم أن ابني وهو فلذة كبدي يقودني إلى هذه المشكلة، على الرغم من أني سهرت الليالي لأجله وصارعت الهموم والمتاعب حتى لايجوع ولا يضمأ أو يشعر بالبرد وهو نائم»، موضحة أنها فقيرة وليس لها سكن في هذه الدنيا سوى هذا المنزل المتهالك في وادي النمل، ملمحة إلى أنها لم تفقد الأمل في الاحتفاظ بالمنزل مع وجود أهل الخير في البلاد. من جانبه كشف وكيلها الشرعي أن أم محمد أرملة خدعها أحد أبنائها ورهن صك منزلها الشعبي في مبلغ ريال سدد منها ريال وتوقف عن سداد الباقي مما جعل أصحاب الرهن يتقدمون بالشكوى للمحكمة وبعد عدة جلسات حكم على المنزل بالبيع أو سداد المبلغ المتبقي وقدرة ريال، موضحا أن الأرملة المغلوبة على أمرها تناشد أهل الخير في مساعدتها لفك رهن منزلها وإنقاذها من الخروج منه وهي لا تملك سواه.