نعرف نحن أبناء البلقاء بعامة, وعشائر السلطية وعباد بخاصة , جيراننا وعزوتنا أبناء عشائر الفحيص أكثر من سوانا, بحكم الجوار الممتد منذ فجر الاردن الغالي، وهو جوار عاشه الآباء والاجداد ونعيشه نحن اليوم مسلمين ومسيحيين, إخوة متحابين, فرحنا واحد , وحزننا واحد , ومصابنا واحد , لم يفرق بيننا صعب او خطب مهما كان , ولا مكان بيننا لخارج عن هذا السياق أبدا! هي الفحيص, أنموذج للمدينة الاردنية الأصيلة التي حازت عراقة الماضي وأصالة الحاضر, وتأبى إلا ان تكون الحاضرة الاردنية المعبرة عن عمق ونقاء تاريخنا, وعن صدق وعمق عروبتنا , وعن مكنون انتمائنا للوطن الحبيب وبامتياز , لم تخذل الوطن يوما, وإنما ظلت الوفية وبامتياز كذلك, للوطن والعرش والتاج, فاستحقت وصف المدينة التي لا تعتب, ولا تغضب, إلا من أجل الوطن , لا على الوطن! نعم, هي الفحيص , عاداتها لم تتبدل , ولهجتها لم تتغير، وأصالتها لم تنحن أمام سيل المدنية الجارف كما قد يفعل غيرها، لا بل حافظت على الأنموذج الوطني الاردني الأنصع, في كل ركن ومفصل وشأن, حتى لقد غدت وبجدارة واستحقاق, المدينة الاردنية الاجمل, بكرومها وروابيها, ومبانيها العتيقة التي تحكي لمن يناجيها وبأمانة, قصة وطن باكمله. وتبقى الفحيص, شعلة تهدي الباحثين عن أصالة الاردن والاردنيين إلى ضالتهم, مدينة الكرم والرجولة وأخلاق الفرسان, وقلعة العز الاردنية التي لا تهون في مجابهة الفتن, ولا عن جادة الصواب تحيد, مهما واجهت من صعاب, ولا ترضى بغير الوطن بديلا, ولا لغير الوطن تهتف وتنحاز . للفحيص بكل عشائرها وعائلاتها, تحية تقدير وعرفان واحترام, من لدن سائر الاردنيين على اختلاف مشربهم ومعتقدهم وأصلهم وفصلهم. ويبقى الاردن وقد هزته الجريمة النكراء وفتحت عيوننا كلنا اكثر واكثر , على حتمية أن نجلس معا لنتدارس واقعا مستجدا بات يتهددنا جميعا بلا إستثناء لاحد , وطن الحرية والكرامة والتصدي , لكل فكر ضال أسود قد يأخذنا نحو المجهول لا قدر الله رغما عن إرادتنا ! ,وما توقيت الجريمة ومكانها وظروفها بالأمر البريء أبدا أبدا .