×
محافظة المنطقة الشرقية

البنك الأهلي يطلق أجهزة خدمة ذاتية جديدة يمكنها طباعة البطاقات المصرفية

صورة الخبر

تحتفل بلادنا في الثالث والعشرين من شهر سبتمبر كل عام باليوم الوطني، وهو اليوم الذي أعلن فيه الملك عبدالعزيز -رحمه الله- توحيد أجزاء البلاد، في دولةٍ حديثة سُميت بالمملكة العربية السعودية، وذكرى هذا العام هي السادسة والثمانون للوطن. بهذه المناسبة أود أن أهنئ قيادة المملكة وشعبها الكريم، فكل عام ووطني الغالي بألف خير، وكل عام ونحن ننعم بالأمن والأمان، ونشهد تطورات وإنجازات تغيظ الأعداء وتزيد من تلاحم الأبناء. اليوم الوطني هو أنسب فرصة لنُظهر فيها ولاءنا لوطننا، ونُعبِّر عنه، فالولاء ليس بترديد الشعارات ونظم الأشعار، بل هو معرفة قيمة كل ما يتعلق بالوطن. لذلك، لابد من تجسيد معنى الولاء على أرض الواقع من خلال القيام بالترجمة العملية للكلمة بأفعالنا، فالسؤال الذي يتبادر إلى الأذهان هنا: ما الذي قدَّمناه للوطن لنُثبت ولاءنا ووطنيتنا له؟. ففي نفس التاريخ من كل عام نحتفل ونرفع الشعارات التي تحمل أروع العبارات الوطنية، سعيا في إظهار حُبّنا للوطن، ولكن هل هذا كافٍ؟ فجميعنا تربَّى ونشأ على حُبِّ الوطن، ولكن هل جميعنا مُدرك لمعنى الوطنية؟ فالمعنى أكبر من التعبير عنه بالأقوال، لأنه يجمع كل ما يتعلق بنا من ذكرياتٍ وأحزانٍ وأفراح، فالوطن؛ التراب والمولد والنشأة والشباب، فهو يجمع أدق تفاصيل حياتنا. المواطنة هي المزيج بين الارتباط والانتماء والاختلاط بتراب الأرض الذي وُلِدَ بها الإنسان، مما يجعله متشاركا مع هذا المكان بكل ما يُواجهه من آلامٍ وأفراح، رافضا له كل ما يمنعه من العيش بكرامة وإباء، فكيف لنا تجسيد هذه المعاني وتثبيتها في أذهان الأجيال القادمة بالاحتفالات والشعارات المكتوبة فقط؟!. إظهار الولاء والوطنية بنظري عملا يُوجِب تقديم العطاء المناسب، من خلال إتقان المهام وتنفيذ الواجبات.. يستحضرني في ذلك مقالا للدكتور عبدالإله الهوساوي بعنوان «اليوم الوطني والصحة!»، فقد أبدع عندما سلّط الضوء على مضمون الوطنية وتطبيقها في مجال القطاعات الصحية. وأضم صوتي لصوته بهذا الخصوص، فالوطنية أعمال وأفعال وليست فقط مجرّد أقوال. علينا أن نغرس هذه المبادئ والمفاهيم في أطفالنا، لكي يعلموا أنّ الوطنية لا يقتصر معناها على الاحتفالات التي تقوم العديد من الجهات بتنظيمها في هذا اليوم تحديدا، بل تتعداها لتشمل الأفعال التي من شأنها أن تعكس أثرا إيجابيا على الوطن، وذلك بالحرص على الاجتهاد والتحصيل العلمي، لينعم الوطن ويزدهر بالمتعلمين. كما أنّ الولاء والوطنية يكون بالمساهمة في بناء الوطن وتحصينه، وليس بالقتل والتدمير والتخريب وترويع الآمنين.. باحترام الإنسانية وإتقان العمل، وليس بالتفريط بالحقوق والإخلال بالواجبات.. بتطبيق الأنظمة والقوانين، وليس بمخالفتها والتحريض على انتهاكها.. بالمحافظة على خيرات البلاد، وليس بإهدارها والإسراف بها. لكي نستحق أن نكون مواطنين، علينا العمل بهذا المبدأ وتطبيقه، سعيا في إظهار حبنا لوطننا وإفادتنا له؛ فالمواطنة بالتأكيد أكبر من أن يُشكِّك بها أحد، والتعبير عنها يختلف من فردٍ لآخر، كل حسب طريقته وأسلوبه المختلف في عشقه لتراب هذه البلاد، ولكن مازلنا جميعنا نحمل نفس الهدف، وهو حب الوطن، والذي يُوجب علينا تجسيد هذا الحب بالأفعال التي تساهم في نهضة بلادنا وتطورها. ختاما، أتمنى أن نعيش ذكريات عديدة للوطن ونحن نحتفل بنجاحاتٍ و تطوراتٍ على مختلف الأصعدة والمجالات، والتي يكون قد قدَّمها أبناء هذا الوطن تعبيرا عن حُبِّهم و إخلاصهم وولائهم لبلادهم الغالية، التي ما توانت يوما عن العطاء، وذلك كردٍ لجميلها علينا؛ بالأفعال التي تستحقها، وتعكس مظهرا حضاريا عن الوطن وأبنائه.