×
محافظة المنطقة الشرقية

تدفق الهواء على الوسطى والشرقية يخفض الحرارة 5 درجات

صورة الخبر

* كَثُرَ تداول هذا المثل الشعبي بين بعض الآباء.. ويعني في مدلوله العام.. أن ابنك إذا وصل إلى سن معينة: أن تغيّر معاملتك معه.. من المعاملة التربوية والتوجيهية المتعارف عليها إلى تعاملك مع أي صديق آخر.. وكأني بمن يؤمن بمدلول هذا المثل أن نمنح أبناءنا حرية التصرف الكاملة باعتبارهم قد باتوا في سن يمكنهم من ذلك؟!. * ومن منطلق الحديث التربوي: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)، يختلف تفسيري لمدلول هذا المثل وتفسير بعض الآباء الذين يرون أن المخاواة تعني في مفهومها: (أن نترك للأبناء في سن معينة الحبل على الغارب يتصرفون كيف شاءوا).. بينما تعني المخاواة في نظري: الصحبة في التعامل والبر والاحترام والتقدير مهما كبر الأبناء وتكوّنوا أسرياً يظل (بر الوالدين) ديدنهم في حياتهم الدنيا (طاعة وبراً وصحبة). * إن صلة الأبناء بآبائهم يجب أن تظل متصلة مهما كبروا، فللوالدين حق البر والسمع والطاعة.. قال تعالى: (ووصينا الإنسان بوالديه....) الخ الآية. * أجل فالمخاواة لا تعني الانفصال الكلي، بل تعني الصحبة والارتباط الأبوي الدائم. * ولتأصيل هذه القيم والمفاهيم في نفوس الأبناء؛ يجب علينا نحن الآباء العناية بتربية أولادنا في المراحل الأولى من حياتهم ومتابعتهم في البيت والمدرسة واختيار الرفقة الصالحة لهم واصطحابهم إلى المسجد والاجتماعات المناسبة التي تزرع في نفوسهم حب الله وحب رسوله ثم الوطن، وصدق الانتماء والمداومة على الصلوات في أوقاتها مع جماعة المسلمين في المسجد، وإشراكهم في حلقات الذكر وتحفيظ القرآن.. كل ذلك يهديهم إلى الخير والصلاح والاستقامة والتعود على سبل الخير والرشاد. أما منحهم الحرية المفرطة في كيفية صنع حياتهم دون رقيب وتوجيه وهم مازالوا بحاجة إلى ذلك فقد يجرهم ذلك إلى ما لا يحمد عقباه.. وكم من آباء فرّطوا في تربية أبنائهم بحجة الحرية والمعاصرة لكنهم ندموا في النهاية.. وكم من أبناء جرهم تيار التقدمية بحجة الحرية والاعتماد على النفس إلى متاهات الغواية والعقوق ونكران حق آبائهم عليهم وحق الوطن والوطنية. ***** * خاتمة: من المحفوظات أيام الزمان الجميل: وأطع أباك فإنه ربّاك من عهد الصغر وأخضع لأمك ارضها فعقوقها إحدى الكبر حملتك تسعة أشهرٍ بين التألم والضجر فإذا مرضت فإنها تبكي بدمعٍ كالمطر فأطعهما وقّرهما كي لا تعذّب في سقر