×
محافظة المدينة المنورة

أعيان بالمدينة: الدكتور سليمان ترك إرثًا من محبة الناس وتوثيق التاريخ الإسلامي

صورة الخبر

يبدو أن وجبة الدب الروسي التي يمني بها نفسه والمتمثلة في شرق أوكرانيا, أصبحت قاب قوسين أو أدنى من النضج والاستواء، وهو ينتظر بفارغ الصبر أن تقدم له على طبق من ذهب, وذلك بعد وضوح الرؤيا وانجلاء الموقف بتصويت الأغلبية للانفصال عن أوكرانيا، فقد بلغ عدد المصوتين للانفصال 90% وهي خطوة تعبر عن الرغبة في الحكم الذاتي. ويتوقع الخبراء أن تليها خطوة طلب الانضمام إلى روسيا، علماً بأن دونيتسك هي الأكبر بين منطقتين في شرق أوكرانيا، وتلك واحدة من أسباب تطلع روسيا إلى ضمها, بالإضافة إلى مصالحهم في منطقة القرم الحيوية, التي توجد بها القاعدة البحرية الروسية، باعتبارها المنفذ الروسي الوحيد على البحر الأسود والبحر الأبيض, ومنطقة بهذه المواصفات لا بد أن تكون هدفاً للمطامع الروسية, وهذا ما دفع الحكومة الروسية بصورة غير مباشرة لتشجيع العوامل التي تؤدي للانفصال، وتطبيق كل سبيل يحقق هذا الهدف, فلا شك أن نتيجة التصويت أسعدت الروس كثيراً وأشعرتهم أنهم موعودون بضم شرق أوكرانيا، بينما ترفض الحكومة الأوكرانية والبلدان الغربية مبدأ الانفصال غير الشرعي في رأيهم, فالموقف الآن ينذر بخطر قادم وعنف مرتقب, لوجود مسلحين يحتلون المباني الحكومية في شرق أوكرانيا, مع اندلاع اشتباكات مستمرة بين الطرفين, فالقوات الأوكرانية تحاول بسط نفوذها والسيطرة على تلك المنشآت, بينما يحرس الانفصاليون منشآتهم والقوات الحكومية تحاصرهم باعتبارهم إرهابيين، ولا يخلو الأمر من ضحايا، والخلاف ما زال في أوله، ومن المتوقع أن يتفاقم بصورة متسارعة ويتحول لحرب أهلية، وربما عالمية، وذلك إذا نفذت روسيا تهديدها بإرسال قوات إلى أوكرانيا, فالخطر ليس بعيداً لأن القوات الروسية تتمركز حالياً على الحدود, فيما تتوعد الحكومة الأوكرانية الانفصاليين المتمردين بتجديد عملياتها العسكرية, بينما يعبر الاتحاد الأوروبي عن قلقه الشديد, ويطالب كافة الأطراف بالانضمام إلى بيان جنيف بشأن أوكرانيا وتنفيذ بنوده كاملة, وينتظر من روسيا استخدام نفوذها لوقف أعمال العنف والخطف والقتل في شرق أوكرانيا, ويتضح من لهجة الاتحاد الأوروبي أن روسيا الآن في موقف لا تحسد عليه جراء العقوبات الأمريكية والغربية التي يحتمل زيادتها على بلد في الأساس يعاني من صعوبات اقتصادية, حيث أدى هذا الجو القاتم إلى هروب رؤوس الأموال بصورة مخيفة, فزيادة العقوبات أمر متوقع تطالب به مجموعة السبع دول المكونة من (الولايات المتحدة, كندا, فرنسا, بريطانيا, ألمانيا, إيطاليا, اليابان)، ويقف عبر هذه الأجواء المتأزّمة الطرفان موقف العداء السافر الخالي من المرونة، ولا مجال فيه للتنازلات والتفاهم, فروسيا تدعو كييف لوضع حدٍ لعملياتها العسكرية فوراً, بينما تؤكد السلطات الأوكرانية مواصلة عملياتها العسكرية لمكافحة الإرهاب, رغم أنها ما زالت ملتزمة بالعقلانية وضبط النفس حسب تقييمها للموقف, فهي تعتبر أن التفريط في شبر من شرقها يعد خسارة جسيمة, لأن خسارتها للقرم, التي احتلتها القوات الروسية وضمتها إليها, تعد حسرة كبرى في نفوس الأوكرانيين, فما زال ذاك الجرح ينزف، وما زالت مأساة ضياع القرم حية في الأذهان. كل هذه المؤشرات تؤكد عدم استبعاد التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا بحجة الدفاع عن مصالحها ومصالح السكان من أصل روسي, لتقابل واشنطن هذا الاحتمال بنشر 600 جندي في بولونيا، وهذا ما تراه روسيا احتلالاً ظناً منها أن الغرب يريد الاستيلاء على أوكرانيا خدمة لطموحاتهم الجيوسياسية, وليس لمصلحة الشعب الأوكراني, ومع كل تلك التراشقات يتبادر للذهن سؤال حائر وهو: هل تكون أوكرانيا لقمة سائغة لروسيا بضم شرقها وإلحاقه بالقرم؟ أم أن الأمر سيستعصي على روسيا التي تواجه أوكرانيا المدعومة بتأييد الغرب ووقوفه معها بصلابة؟ هذا ما ستحمله الأيام القليلة القادمة. sbt@altayar.info للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (73) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain